بعد التجنيس السياسي: أسرَلة وتهويد يتوغّلان في البحرين
قناة البحرين_ صوت الشعب
لم تحمل الخطوات التي تلت اتفاقيات أبراهام، الموقّعة في مثل تاريخ اليوم 15 سبتمبر، منذ عامين بالتحديد، أي طابعٍ إيجابي بريء في أذهان وضمائر شعوب المنطقة عامّة، والبحرين خاصة. فلتلك الاتفاقيات مرامٍ عدّة لا يختلف عليها عاقلان، فما مصير البحرينيين وأرضهم منها؟ وكيف تستفيد البحرين من خبرة الكيان في التغيير الديموغرافي؟ من الناحية الإسرائيلية، فإن الكيان يبحث عن حلفاء طيّعين ليجعل من أراضيهم معسكرات تحفّ بالجمهورية الاسلامية في إيران، بعدما زعزعت وجوده تهديدات ومقاومات داخلية وخارجية. وبالنسبة للنظام البحريني، فتطبيع العلاقات يخدم مصالح كرسيّه الزجاجي، عامّةً، ضد أي مناهضات شعبيّة، ويحقق رضى المجتمعات الغربيّة ويردّ اعتبار البحرين لديها.في خطة كشفتها وثائق مثبتة، يتم بيع أراض وممتلكات وعقارات من بحرينيين إلى يهود، بمبالغ تفوق سعر العقار بأضعاف، بالإضافة إلى وثائق تؤكّد محاولات إنشاء حيّ يهوديّ في العاصمة منامة، كلّ ذلك يعقب اتفاقيات عديدة بين البحرين والكيان المحتلّ شملت ملفّات متنوّعة، اقتصادية وسياسية وثقافية وطبية وتكنولوجيا وغيرها.. ولا يخفى أن البحرين كانت إحدى أهداف الاستيطان اليهودي حسب وثائق بريطانية تعود للعام 1917 على أقل تقدير، قبل أن يرفض بلفور صاحب الوعد الشهير هذا العرض ويتم قيام مجتمع اليهود على أراضي فلسطين المحتلة
التجنيس السياسي حِملٌ ثقيل يقصم هويّة البحرين والبحرينيين: السلطات البحرينية لطالما دأبت على عملية تجنيس سياسي لأجانب ترافقها عملية سحب جنسيات من مواطنين أصليين وقمعهم وسجنهم وترحيلهم، ويأتي هذا تطبيقًا عمليًّا وإثباتًا لما كشفه “تقرير البندر” في العام 2006، إذ تناول من بين جملة الأهداف المستقبلية “التغيير الديمغرافي للحصول على أكثرية موالية للسلطة”لا تأبه بأكثر من المميزات الوظيفية ولقمة العيش، على نقيض ما يطالب به البحرينيون في موطنهم من حضور سياسي فاعل وضمانات حقوقية وحقوق دستورية ومدنية مكفولة. لم يؤخذ عن حقيقة وجود المجنّسين حتّى اليوم طابعٌ حميد يذكره البحرينيون، فهم يتنقّلون ويعملون ويتملّكون ويفتتحون المشاريع مستغلين لامتيازاتهم الممنوحة لهم، يرقى ذلك لاستلامهم رتبًا ومناصب في الجهات الأمنية في البلاد. وهنا يُتخوّف من تحصيل نفس تلك المميزات من قبل مجنّسين يهود، إسرائيليين…
هل تمضي البحرين لتجنيس الصهاينة؟ لم يؤخذ عن حقيقة وجود المجنّسين حتّى اليوم طابعٌ حميد يذكره البحرينيون، فهم يتنقّلون ويعملون ويتملّكون ويفتتحون المشاريع مستغلين امتيازاتهم الممنوحة لهم، يرقى ذلك لاستلامهم رتبًا ومناصب في الجهات الأمنية في البلاد. و يُتخوّف من تحصيل نفس تلك المميزات من قبل مجنّسين يهود، إسرائيليين، بعد كلّ ما رأيناه في البحرين من تدخّلات اسرائيلية في كلّ ملفّات البلاد وخاصة الأمنية منها.
هكذا يستفيد نظام حمد من خبرة كيان الاحتلال :تفيد الزيارات والاتفاقيات والاحتكاكات المباشرة مع الكيان المحتل في الاطلاع العميق على منهجيّة الكيان في تبديل وتحويل التركيبة الديموغرافية. فقد استطاع الكيان خلال 70 عامًا، من احتلال فلسطين عام 1948، تجنيس اليهود من مختلف الانتماءات والتيارات، في المقابل طرد الفلسطينيين من أراضيهم، لتتحول التركيبة السكانية حتّى أواخر العام 2020 من 100% من الفلسطينيين، وبعدما كانوا الشريحة الكبرى والوحيدة على الأراضي الفلسطينية، إلى 21.1% فقط، هذا وفق المكتب المركزي للإحصاء، ومن المتوقع أن يواصل سكان إسرائيل النمو بوتيرة سريعة نسبياً خلال منتصف هذا القرن…
– لمتابعة جميع حساباتِنا