هل نجح آل خليفة بإيجاد بيئة حاضنة للتطبيع في البحرين؟
قتاة البحرين- صوت الشعب
لطالما كان الشعب البحريني مقاومًا شرسًا في الدفاع عن قضايا أمته العربية والإسلامية، ولا سيّما قضيّة فلسطين المحتلّة، رغم القمع المستمر الذي يمارَس بحقّه على يد نظام آل خليفة. ورغم مرور أكثر من عامين على توقيع اتفاق التطبيع- غير المستغرب، بين النظام البحريني والكيان الصهيوني في أيلول 2020 بوساطة أميركية، لا تزال مظاهر نبذ هذه العلاقة شعبيًا في أوجها، ليغدو التطبيع رسميًا ومحصورًا بالعائلة الحاكمة. والتظاهرات الشعبية الرافضة لجعل البحرين فلسطين جديدة، عقب توقيع الإتفاق، خير شاهد. إنطلاقًا من هذا الثبات الشعبي، تتوالى المظاهر البحرينية المعارِضة للتطبيع، إن كان عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أو عبر المنابر والمنصات الإعلامية في العالم، من رؤساء جمعيات وعلماء ومثقفين وسواهم الكثير. ونشير في هذا الإطار، إلى تظاهرة المنامة التي ندّدت بزيارة رئيس الوزراء الصهيوني للبحرين في 15 شباط 2022، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وكذلك مواقف المبادرة الوطنية البحرينية التي رفضت في أكثر من مناسبة كل خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني. لا تنتهي المواقف البحريينة الرافضة والمحذرة من التطبيع عند هذا الحد، فقد توجّه آية الله الشيخ عيسى قاسم إلى أهل البحرين برسالة حذّرهم فيها من بيع أيٍّ من ممتلكاتهم لليهود، قائلا: “يا أهلَ البحرينِ الأعزاء… لا تُشتَرَوا بأموالِ اليهودِ لتسلِّموا لهم ولو أرضاً صغيرةً أو بيتاً صغيراً من أراضي البحرينِ وبيوتِها؛ فإنَّكم تُسلِّمون لهم بهذا دينَكم وتاريخَكم ووطنَكم وحاضرَكم ومستقبلَكم… إنْتبِهُوا بأنَّكم بهذا تنتحِرُونَ مادَّةً ومعنى”. كما أضاف أنّ “البحرين اليومَ بلدٌ إسلاميّ، وغدًا حَسبَ خُطّةِ التَّهويدِ بلدُ يهودٍ ومسلمين، وبعدَ غدٍ بلدُ يهُودٍ ومقيمينَ مسلمينَ تحت التَّصرُّف. ومن بعد ذلك يُطرد المسلمون، والبدايةُ شراءُ أرضِكَ وأرضُ أخيكَ من المسلمين”. وختم محذّرًا: “من يبيعُ اليهودَ أرضاً أو بيتاً فهو لا يبيعُ ترابًا وحجرًا، إنَّما يبيع وطنًا وشعبًا وأمَّةً وتاريخًا ومقدَّساتٍ عزيزة. إنَّه يبيع الإسلامَ الذي لا يساويه شيء”. كذلك نبّه نائب الأمين العام لجمعية “الوفاق الوطني الإسلامي” الشيخ حسين الديهي، في مقابلة صحفية سابقة، إلى أنّ مشروع التهويد في البحرين سيؤدي الى عواقب وخيمة، “ما يستدعي من كلّ غيور وقفة ضدّه”، مُحذّرًا من أن المدّ الصهيوني بدأ بالاتساع في المفاصل الأساسية في هيكل الوطن، موجهًا صرخةً إلى مواطنيه: “البحرين ستتحوّل الى فلسطين ثانية إذا وقفنا كالمتفرّجين”. ومن السجون البحرينية أيضًا، صدحت الحناجر رافضةً شاجبة، ففي 30 مارس 2022، هتف المعتقل عبد الهادي خواجة ضد صفقة التطبيع مع “إسرائيل”، ليرفع ضابط السجن قضية ضدّه بتهمة إهانة “دولة أجنبية”!!!
-لمتابعة جميع حساباتِنا: