مجلس النواب يتحوّل مسرحا: “الكيان الصهيوني غاصبٌ ومجرم”… فمن شرّع التطبيع؟؟
قناة البحرين_صوت الشعب
“تُشطَب من المضبطة”… بهذه الكلمات ارتأى رئيس مجلس النواب البحريني أحمد سلمان المسلم الردّ على مداخلة النائب ممدوح الصالح، آمرًا بشطب كلمة، بجرم “إهانة” العدو الصهيوني. أثار ما ورد على لسان الصالح حفيظة “الرئيس”، حين نطق بعداء أهل البحرين التاريخي للكيان الغاصب، باختلاف طوائفهم. وقدم الصالح مداخلةً، تقترح فتح شركة “طيران الخليج” خطوطًا مباشرة إلى إيران، سوريا والعراق، لإقبال البحرينيين عليها وجني الأرباح من عائداتها، وذلك مكان الخسائر المادية السنوية التي تُمنى بها، إثر تسيير رحلات مخفَّضة إلى الكيان الصهيوني “من غير مردود أو ركاب”، مطالبًا بإعادة جدولة خطوط مربحة على أساس استفادة البحرينيين عمليًّا واقتصاديّا. كما تساءل عن تعمّد إدارة الطيران فتح خط يعتبره البحرينيون، بكل طوائفه، من الخطوط الخاسرة، وقال: “لا أظن أن أحدًا من شعب البحرين يسافر الى الكيان الغاصب وهو كيان مجرم”!! ليحاول الرئيس مقاطعته، معترضًا على مهاجمته العدو الإسرائيلي، وليطلب “شطب الكلمة من المضبطة”. ولا ينتهي الأمر عند هذا الحدّ في مجلس النواب البحريني. فعلى خلفية ما حصل، جرت مشادةٌ كلامية بين الرئيس والنائب زينب عبد الأمير، إذ حاول إسكاتها خلال اعتراضها على تدخّل “المستشار الأجنبي” في المجلس، حيث أكدت وقوفه خلف هذا القرار واتّهمته بالإيعاز إلى الرئيس حذف كلمة الصالح، وقالت غاضبة: “هذا المستشار لا يمثّل شعب البحرين، وهو ليس بحرينيًا أصلًا”، لتشدّد ثانيةً على تثبيت كلمة “الكيان الإسرائيلي الغاصب” في المضبطة. في الظاهر، كلام النائبَين الصالح وعبد الأمير منطقيّ، وهو في مكانه إنسانيًا، قانونيًا وإقتصاديًا. أما الحقيقة، فهي أنّ ثمة مسرحية أُتقِن تمثيلها في المجلس، إذ إن مجابهة التطبيع لا تكون بالكلام والشعارات بل بالأفعال وسنّ القوانين التي تجرّمه. فهل كان النواب في غفوةٍ حين رحّب مجلسه هذا بخطوة “تأييد السلام التاريخية” إعلانًا للتطبيع مع “العدو المجرم”؟ وذلك في بيان له في 11/ سبتمبر/ 2020. ولمَ صمّوا الآذان عن المواقف المحرّمة للتطبيع والتحركات المناهضة له داخليًّا؟ أين كانوا قُبيل زيارة رئيس الكيان الغاصب هذا للبحرين؟ ولمَ أدوا القسم بعد زيارته لبرلمان مطبّع دون اعتراض؟! ربما تكون المواقف الرنانة والمداخلات الحادة هذه مادةً دسمة للتداول على الإعلام ومواقع التواصل، إلا أنّها صعبة التمرير على أذهان واعية، تؤمن أن الوقوف في وجه التطبيع معركةٌ تتعدّد ميادينها، فكما للميدان رجاله، كذلك للسياسة، فهل كان هؤلاء كذلك؟ رافضين لاتفاقيات التطبيع ومشاريعه، وللمشاركة في البرلمان المطبّع من الأساس؟ أم أنّ ما جرى لم يكن سوى مشهدٍ دراميٍّ؟
–لمتابعة جميع حساباتنا