من فوزية زينل إلى أحمد المسلّم… رؤساء مطبّعون حدّ التصهيُن .
قناة البحرين_صوت الشعب
دد الوجوه، وتتوالى الدورات، والبرلمان البحريني على النهج ذاته، أداةٌ للنظام، “مشرّع” باسمه ومنفّذٌ لأجنداته، وأهمها اليوم تمرير التطبيع وتشريعه وقوننته. وقد جاء قرار رئيس مجلس النواب السابق خليفة الظهراني عام 2006، تعيين هيئة مستشارين قانونيين يتحكمون بجلسات المجلس وقراراته، وحتى رؤسائه، ليُثبّت سيطرة الديوان الملكي على مجريات الأمور فيه. لم تنتفِ هذه الهيئة مع تبدّل البرلمانات، بل تكرّس دورها، بإعطاء التعليمات الموجّهة والدقيقة. المشهد السريالي يوم 31/01/2023 إذًا، ليس الأوّل من نوعه، هو حلقةٌ ضمن سلسلة طويلة من التذلّل للنظام المتصهين، والتطبيل للتطبيع والتهويد. وموقف رئيس المجلس الحالي أحمد المسلّم، شطب عبارة “الكيان الصهيوني الغاصب” من المضبطة بإشارة من المستشار، له سابقات تتمثل بالتهليل لـ “خطوة النظام المتقدمة في مجال التعايش السلمي بين الشعوب”. فوزية عبد الله زينل، رئيسة مجلس النواب السابقة (2018 و2022)، مثالٌ صارخٌ على ما تقدّم، ومواقفها المتكرّرة تشهد على ذهابها بعيدًا في تبنّي أجندة نظامها الخليفي التطبيعي. ففي مشهدٍ مخزٍ، وقفت زينل في مجلس النواب بوجه نائبٍ اعترض على دعوة رسمية، وُجّهت لوزير الاقتصاد الاسرائيلي للمشاركة في مؤتمر في البحرين، معبرًا عن تضامنه وآخرين مع فلسطين، طالبةً “عدم تضييع الوقت”… لتأتي بعدها “التعليمة” بشكلٍ مستفزٍّ ومُهين وعلى رؤوس الأشهاد، ولتبدو عليها علامات التوتر والارتباك بعد أن أصرّ نائبٌ آخر على إثارة الموضوع، فما كان منها إلا أن قطعت صوت الميكروفون فور طلبه إلى الحكومة منع دخول الوفد الصهيوني إلى البلاد. وبعيد إعلان البحرين خوضها في عملية التطبيع رسميًا، في 12 سبتمبر 2020، لم تنتظر زينل طويلًا حتى تصفق لأسيادها، فخرجت في اليوم التالي، تؤكد صوابية قرار ملكها “المعظّم”، مثنيةً على قراره السيادي وخطوته التاريخية، “التي تدعم وتعزز جهود السلام في المنطقة، وصولاً إلى إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وحل الدولتين، وفقاً للقرارات الدولية، والمبادرة العربية”، حسب تصريح لها خلال لقاء القنصل الفخري للاتحاد السويسري لدى البحرين همبرت فنست بويمي. وقد وصفت حينها خطوة حمد بن عيسى بالشجاعة. لم تكتفِ زينل بهذا، بل لم تكن توفر جهدًا أو مناسبة للتبجّح بدعمها للتصهين تحت غطاء “السلام” المزعوم، إذ اعتبرت في 20 سبتمبر 2020، أنه “من حسن الطالع تزامن الاحتفال باليوم الدولي للسلام مع توقيع إعلان تأييد السلام بين البحرين ودولة إسرائيل”، ناعتةً الخطوة بالتاريخية، زاعمةً أنها توفر فرصًا أفضل للشعب الفلسطيني”!!وتتوالى فضائح زينل في هذا الإطار، فقد تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو محرج لها، خلال كلمتها لدى افتتاحها أعمال المؤتمر الـ٣٣ الطارئ للاتحاد البرلماني العربي في القاهرة، كرئيسة له، وفي حين كان هدف المؤتمر التباحث في التصعيد الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وتدنيس الاحتلال المستمر وقطعان مستوطنيه للمسجد الأقصى، تلعثمت وهي تحاول التعبير عن اعتزازها بـ”انتمائها العربي” قائلة: “نؤكد أننا في مملكة البحرين نعتز…”، وبقيت تردد الكلمة مرات ومرات دون التمكن من نطقها. لن تتمكن فوزية زينل من النطق، كيف ذلك؟ وهي بكل وقاحةٍ تجاهر بأنها لا تضيع وقت مجلسها النيابي بقضية فلسطين، وكيف لها أن تتحدث أصلًا عن القضية الفلسطينية وهي المنادية بحلّ الدولتين؟ ذلك الحل المنافي للشرائع والقوانين، حلٌّ يضمن للصهاينة ما ليس من حقّهم. بعد قرار الظاهراني تعيين مستشارين يسيّرون مجالس النواب المتعاقبة، أثبتت الوقائع وصول شخصيات ضعيفة جدًا لتولي منصب الرئاسة، وهو ما حصل إبان ولاية أحمد الملا، وبعده فاقدة الأهلية فوزية زينل، ويليها أحمد المسلّم بموقفه المهين، ليتأكّد خضوع هؤلاء لأجندة النظام، وعلى رأس أولوياتها صهينة قرارات المجلس، وما هؤلاء الرؤساء إلا أدوات ضمن هذا المشروع اللا مشروع. تتغير الوجوه، والدور واحد…
-لمتابعة جميع حساباتنا: