صحافة النّظام تُشرّع صفحاتها للصّهاينة… مقالٌ للرئيس وعمود للسفير… وعلى الوطنيّة السّلام
قناة البحرين_صوت الشعب
تصدّ أبوابها وتُغلق صفحاتها أمام المعارضة تغيّب أصواتها وتكيل لها الإتهامات أصواتها… أمّا للصّهاينة، فالأبواب مشرّعة والأعمدة متوفّرةٌ ومُتاحة والثناء والمديح كذلك. إنّها الصحافة الرسمية البحرينية، تلك التابعة للنظام وأجنداته، كما جميع الدوائر والمؤسسات الرسمية، من الوزارات إلى البرلمان نزولًا.نظريًّا، لا بدّ للإعلام أن يلعب دورًا أساسيًّا في توعية الشعوب وتصويب توجّهاتها على الصعد كافة، وكذلك بثّ هموم المواطنين وشجونهم والإضاءة عليها.على نقيض هذا تمامًا تقف الصحف البحرينية التابعة، فهي أبواق النظام، تسبّح باسم الملك “المُمجَّد”، وتُروّج لتطلعاته، والتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي أبرزها.ولا تقف الأمور عند حدّ التهليل للتطبيع في الصحافة المرتهنة هذه، بل وتنجرف هي بذاتها في وحوله، فاسحةً المجال أمام الأعداء، مهيّئةً منبرها لهم لإطلاق تصريحاتهم والتعبير عن آرائهم والحديث عن آمالهم الخائبة.وقد تكررت الخطوة هذه غير مرّة، حيث بدأت مع حفلة التطبيل لإنجاز الملك العظيم بتوقيع ما يسمى”اتفاقية السلام” مع العدو الصهيوني في 12 سبتمبر 2020، وعادت بأشكالٍ أكثر وقاحةً.ففي 4 ديسمبر 2022، نشرت صحيفة الأيام مقالًا خاصًّا بعنوان “الرئيس الإسرائيلي يكتب عن زيارته للبحرين اليوم” ولتُذيّله بعبارة “بقلم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ”، دونما استحياءٍ أو وجل.كتب هرتسوغ بكل استرسالٍ وأريحية، مدركًا أنّ ما عمل عليه وأسلافه بجدٍّ على مدى أعوامٍ وأعوام، قدمته إليه البحرين بملكها وأذياله وإعلامه على طبقٍ من ذهب، كلّ هذا وسط استنكارٍ واضحٍ وصريح من فئة واسعة من الشعب المناهض لكلّ أشكال التطبيع مع العدوّ.أعطت الصحيفة فرصةً مجانية للرئيس الإسرائيلي للتبجّح في مقاله الذي يتضمن مذكرات عن اليوم الأول لزيارته الرسمية للبحرين كاتبًا: “… سأفكّر في التحول الدراماتيكي الذي مرّ به الشرق الأوسط المتجدد نتيجة القرار الشجاع الذي اتخذته مملكة البحرين ببناء علاقات صداقة مع إسرائيل”.ومنذ أسبوع، في 31 يناير 2023، طالعتنا الصحيفة الرسمية “العربية” إيّاها ثانيةً، بسابقةٍ مُخزية، تمثّلت بإفرادها عمودًا خاصًّا على صفحتها الرئيسية، لسفير الكيان المؤقّت في البحرين إيتان نائيه بعنوان “عرب وإسرائيليون… مستشفيات وتكنولوجيا”، متغنّيًا بأنّ “إسرائيل والبحرين تتعاونان من أجل توفير خدماتٍ طبّيةٍ أفضل وأكثر تقدّما وبتكاليف أقل في المستشفيات وفي المنازل”، معتبرًا ذلك ثمرة واحدة فقط من ثمار وفرص عديدة تأتي بها اتفاقيات إبراهيم للبحرين ولإسرائيل وللمنطقة برمتها”!! وكأنّ الإعلام المتصهين يريد حشر عدوّ الأمّة عُنوةً في أدمغة الجمهور العربيّ والبحرينيّ خصوصا، وإتاحة صفحاتها كمنصةٍ تواصلية مباشرة له معهم وتطويع أمزجتهم لتقبّل القاتل مرتكب المجازر والجرائم الإنسانية، على أنّه المتحضّر اللبِق، المنفتح على الشعوب والمتطلّع إلى العيش بسلامٍ ووئامٍ معهم. دأبت هذه الصحيفة وأخواتها على اتّهام المعارضة افتراءً وكذبًا بـ”اللاوطنية” وبتنفيذ أجنداتٍ خارجية! أفليس التسويق للتصهين أجندةٌ خبيثة لها مصالحها الخاصة؟! وأين من ذلك الوطنية والقومية؟
– لمتابعة جميع حساباتِنا: