أين قاتل الشهيد مصطفى حمدان؟
قناة البحرين – صوت الشعب
مرّت الذكرى السادسة على عروج الشهيد الفدائي الشاب مصطفى حمدان، في 24 مارس الجاري، الذي ارتقى متأثرًا بإصابة بليغة في رأسه وجسده دخل إثرها إلى العناية المركزة بمستشفى السلمانية.
حينها، وثّقت الكاميرات وشهد الشهود أن إصابة الشهيد حدثت بسبب إطلاق “ملثّمين” النارَ بشكلٍ عشوائي، في 26 يناير 2017، مباغتين “ميدان الفداء” بالـ”دراز” حيث كان الشهيد مرابطًا هو والعشرات حول منزل آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم لمدة قاربت العام.
صحيفة أخبار الخليج تناولت الخبر يوم إصابة الشهيد، قائلةً أنه نقل لمستشفى السلمانية بعد تعرّضه لإصابة في الرأس، وشملت في خبرها أنه تم استخراج “ما وصف بأنه رصاصة” من رأس الشاب المصاب، وأن ملثّمين كانوا قد أطلقوا النار.
بقي الشهيد مصطفى حمدان في العناية المركزة لما يقارب 58 يومًا قبل أن ترتقي روحه في 24 مارس 2017، حينها، أعلنت النيابة العامة في البحرين أنّها ستقوم بالتحقيق في حادثة “وفاته”.
من جهته، قال المحامي العام “أحمد الحمادي” رئيس نيابة الجرائم الإرهابيّة أنّه تم انتداب طبيب شرعي “لمعاينة المتوفى” وتكليف الشرطة بإجراء البحث والتحري، وأضاف أنّ “التقرير الطبي لتشخيص حالته والأشعّة أفاد بأنّ المصاب قد تعرّض لكسر في الجمجمة جرّاء اصطدامٍ بجسم صلب ونزيف بالمخ ووجود كسر بالأنف وإطراف العين، كما تبين وجود قطع معدنيّة في إنحاء متفرّقة من جسمه” على حد تعبيره.
– ستة أعوام على قتل الشهيد: أين القتلة؟
حتى اليوم، وبعد مرور ستّة أعوام على عروج الشهيد مصطفى حمدان، لا تزال الجهات المعنية غارقة في الصمت هي ونتائج تحقيقها المزعوم، لم تكشف جهةٌ عن المجرم الذي قتل الشهيد، ولم تعلن جهة عن مسؤوليتها عن الحادثة، ولم يُعرف من أين حصلوا على السلاح، وغابت قضيّة الشهيد وابتلعت الأرض منفّذي الجريمة!
– شاهد عيان: رأيتُ الملثّمين في المستشفى
يروي شاهد عيانٍ كان في مستشفى السلمانية بعد نقل الشهيد إليها، أن القتلة الملثّمين كانوا في المستشفى، أشخاص يرتدون نفس الملابس التي يرتديها مطلقو الرصاص في الفيديو الذي تناقل عن إطلاق النار ذلك اليوم.
كان القتلة متواجدين في محيط المستشفى، فكيف يُفسر إطلاقهم بحريّة؟ وكيف يفسر السكوت عن وجودهم وعن جريمتهم؟
-مقتل الشهيد: جريمة خارج إطار القانون
لو أن الجريمة وقعت على أفرادٍ أو جهة محبّبة لنظام الحكم في البلاد، أو بفعل محسوبين على أي جهة لا تنال رضى الحكومة، لاستنفرت الجهات الأمنية وطوّقت البحرين حتى إيجادهم وإلقاء القبض عليهم ولو كانوا في باطن الأرض، أو للُفِّقت التهمة على أيِّ مواطن كان ليبيّن النظام أن قضاءه نزيهٌ منصِفٌ لا مهاونة عنده بقطرة دم! كما حدث مع واقعة موت ضابط إماراتي، منذ أعوام، فَسِيقَ ثلاثة شبان للإعدام بتهمة قتله، أحدهم طفل لم يُحاكم والآخر شهد شهود أنه لم يكن موجودًا حين وحيث وقعت الحادثة…
جريمة قتل خارج إطار القانون، وتمادٍ في سياسة الإفلات من العقاب…
هكذا ينسل النظام البحريني نفسه نسلًا مثلما تُسل الشعرة من العجين، فيصمت عن جريمة قتلٍ واضحة لا تفسير للصمت عنها سوى الرضى والمباركة والحث! وهكذا يغسل يديه من دم الشهيد، إرهابًا ولإيصال رسالة للمتجمّعين السلميّين في الدراز، الذين شهدوا هجومًا رسميًّا موثّقًا بعد شهرين من شهادة الشاب مصطفى، سقط إثره 5 شبّان عُزّل أحدهم أخوه، لكن تلك المرة، لم تكن بفعل ملثّمين مجهولين، وأيضًا، لم يُحاكم الجناة الذين نفّذوا جرائم قتلهم بثوبهم الرسمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel
