للقدس في يومها: الفلسطينيّون ليسوا وحدهم
قتاة البحرين -صوت الشعب
في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كلّ عام، يُحتفل بيوم القدس العالمي، الذي بدأ الاحتفال به إثر انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979 تضامنا مع الشعب الفلسطيني، واستنكارا لكل محاولات التهويد، وكسرًا لكل كفٍّ محتلّة تمس الأمة.الاحتفالية هذه المرة بيوم القدس تذكرنا بمعركة “سيف القدس” التي خاضتها المقـ ـاومة الفلسطينية دفاعًا عن المسجد الأقصى، وتحمِلنا بالذاكرة إلى تموز والنصر الذي سلطن في الجنوب، وسيحل قريبا في “البلاد” بإذن الله؛ نقول “البلاد” لأن فلسطين تعني لنا البلاد كلّها، ونصرتها تعني نصرة كل مظلوم في العالم.يقترب “محور المقـ ـاومة” اليوم من التحرير أكثر من أي وقت مضى، ورؤوس الصهاينة تُنكس تحت صواريخ المقاومة جبنًا أمام الروح الثورية التي زرعها فينا الخميـ ـني قدّس الله سرّه… ماتت صفقة القرن، مات مشروع حل الدولتين، وفشلت قوانين التطبيع والتعايش مع الكيان أمام إرادة المقاومة والشعوب الحيّة.وقد أكّدت دراسات، إضافة لاعتراف “الإسرائيلي” نفسه، بضعفه اليوم بعد خسارته أمنَه في كل مفاصل الحياة، وهشاشة موقفه أمام الانتصارات التي حققتها المقـ ـاومة في عدّة محطّات، في 2006 بلبنان، وصولًا إلى التصدي من قبل المقـ ـاومة الفلسطينية للحروب التي يشنّها الكيان على قطاع غزة فتقابل بقلب السحر على السحر، والمواقف الرافضة للتطبيع التي عبّرت عنها شعوب الأمة بوضوح مرارًا.سنرجع بالذاكرة إلى تموز 2006، يوم استيقظت الشمس في سماء الجنوب قاهرةً ليل الصهاينة، فكل نصر وكل مظلومية وكل روح وكل بلاد فلسطين. وعلى جبهة ثانية من جبهات النضال في القدس، ما تزال أصوات الفلسطينيين تتعالى فوق أصوات المستوطنين الغزاة الذين يسعون لتدنيس المسجد الأقصى المبارك وإقامة شعائرهم التلمودية، محطّة خلف أخرى، نرى الجبهات مشتعلة بالكفاح ضد الصهيونية، سوريا أرت العالم أجمع بأن قضية فلسطين قضيتها، ووقفت معها رغم جراحها، والجمهورية الإسلامية في إيران لطالما أكدت بأنها لن تستغني عن القدس، وشعب البحرين الأعزل حمل الأعلام على أكتافه، اليمن العزيز نسي جرحه الدامي مقابل جرح المسجد الأقصى… صوت فلسطين واضح وبيّن بين أطوات الصواريخ أكثر من أي وقت مضى، وحمام السلام الحقّ يولد عند كل فجر من رحم القذائف.وبالرغم من استطاعة الكيان المؤقت، بمعيّة الحكومات المنبطحة، فرض التطبيع على عدد من الشعوب العربية والاسلامية، فإن تلك الشعوب تثور وترفض، مؤمنة بأن الوقوف مع الباطل باطل ونصرة الحق حق. وبالرغم من أنف التطبيع، فإن القضية الفلسطينية تعود على رأس الأولويات، وأدوات الاستعمار باتت تعود للهاوية. إن المعركة قائمةٌ بين تاريخين وهويتين مختلفتين، الأولى لأصحاب الأرض الأصليين، والأخرى للدخلاء المستعمرين الذين أسسوا حركة صهيونية على أساس ديني – زعمًا – تعصبي لا إنساني، فيأتي يوم القدس من كل عام تأكيدًا على رفض الدخيل المحتلّ القاتل، ويقينًا بأن الأرض لن تبقى إلا لأصحابها، والحلو في الأرض أنها لا تتغير ولا تؤثر فيها محاولات الاستعمار، فابنِ ما شئت من مستوطنات وخطّ نجمتك فوق كل شبر إن أردت، ولكن، جرب أن تحفر في الأرض، لن تجد داخلها في كل مرة إلا فلسطين.الهدف واضح ومحدد، وهو إنهاء كل الاحتلال الصهيوني الذي بدأ مع إعلان وعد “بلفور” في العام 1917، ثم مع حلول أحداث النكبة في العام 1948، وصولا إلى العدوان في العام 1967، وهو مستمر حتى اليوم ويزداد وقاحة بسياسات الكيان العدوانية، من اقتحام وأسر وفصل عنصري وتهديد وانتهاكات للمقدسات… والهدف المرتقب يؤمِن بحق العودة، عودة كل الفلسطينيين إلى أرضهم وممتلكاتهم، وحق تقرير المصير من دون تدخلات خارجية.أخيرًا، أصواتنا وكلماتنا وهتافاتنا كلها فلسطين، من الآن وحتى اللحظة التي نعلن فيها بنشرة تلفزيونية على الهواء مباشرة: تمّ تحرير آخر شبر من الأراضي الفلسطينية، وتكون خاتمة نضال دهرٍ طويل كان، كما احتفالاتنا بالنصر والتحرير، غصة في قلب كل صهيوني وخائن.
_لمتابعة جميع حساباتنا :
