في يومها: الضفة دِرعي !

قناة البحرين – صوت الشعب

– الضفة درع القدس

لم يكن اختيار هذا العنوان كشعار ليوم القدس العالمي لهذا العام من قبل الهيئة الدولية لإحيائه شيئًا من الاستعارة الكتابية أو التفكير خارج الصندوق، بل إن العنوان جاء من واقع فلسطيني جديد رسمته الضفة بعدما حاول العدو الاسرائيلي جاهدًا، ولسنوات، تغييب الداخل الفلسطيني عن مشهدية المقـ ـاومة.

-ما هي الضفة ؟

الضفة تجمُّعٌ لعدد من القرى والمناطق الفلسطينية التي بقيت، مع غزة، خارجة عن سلطة الاحتلال الاسرائيلي بعد انتهاء الانتداب البريطاني العام 1948 . تقع في شرقي فلسطين المحتلّة وغربي البحر الميت، وتضمّ عددًا من المدن الفلسطينية أبرزها الجزء الشرقي من القدس، والخليل ونابلس وجنين، وطولكرم وقلقيلية، ورام الله وبيت لحم، وأريحا.

“والضفة” هي المصطلح الذي أطلقته الأردن على الجزء المتبقي من فلسطين الذي لم يسقط بعد النكبة في العام 1948، وتشكل مساحتها ما يقارب 21 % من مساحة فلسطين التاريخية، وفي أبريل 2002 شرعت حكومة كيان الاحتلال برئاسة آرييل شارون ببناء جدار فصل بين الأراضي التي احتلّتها (الداخل المحتلّ) وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية بهدف “حماية إسرائيل” من ما عُرف حينها “بالعمليات الفـ ـدائية”، في محاولة لعزل اهالي الضفة عن “المحيط الاسرائيلي الجديد” وفي ذات الوقت، وعزلها عن أي ارتباط لها مع المقـ ـاومة.

-العمل المقـ ـاوم في الضفة

يرتبط اسم الضفة الغربية باسم “الانتفاضتين”:

أولاهما في العام 1987 حيث انطلقت شرارة الانتفاضة مخيم جباليا، وأخذت طابع المقاومة الشعبية، لتعود الضفة الى الواجهة مجددًا مع إشعالها فتيل الانتفاضة الثانية العام 2000 والتي تميزت بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقـ ـاومة الفلسطينية وجـ ـيش العـ ـدو.

لـ 15 عامًا .. غُيِّبت الضفة عن ساحة المقاومة ليعود خيار الهجمات المسلّحة بقوة ذات وجهين :

-الوجه الأوّل: تشكيل كتائب المقـ ـاومة المسلـ ـحة على غرار “كتــ ـيبة جنين” ومثيلاتها في نابلس وطولكرم وغيرها من المناطق، المدن، والمخيّمات الفلسطينيّة.

-الوجه الثاني: تنفيذ مجموعة من العمليات الفـ ـدائية النوعية الناجحة في المدن المحتلّة، كتل أبيب وبئر السبع والخضيرة، إضافة إلى القدس المحتلة والخليل وغيرهما. تلك العلميات أوقعت أكثر من 30 قـ ـتيلًا إسرائيليًّا في العام 2022.

– الضفة اليوم: إلى أين ؟

لعل أكثر ما يقلق كيان الاحتلال اليوم هو الوجه الأول للمقـ ـاومة ، الذي تحوّل إلى قدوةٍ وإلهام للشباب الفلسطيني الذي راهن الكيانُ على نسف القضية من أدمغتهم ووعيهم ..

قدّمت الضفة خلال العام المنصرم فقط 170 شهيـ ـدًا، و72 شهيـ ـدًا في الثلث الأول من مارس هذا العام،

– شباب الضفّة “يرسمون معادلةً جديدة تبشّر بقرب النصر والتحرير”

تقول اللجنة المركزية لإحياء يوم القدس العالمي في بيان إطلاقها شعار العام أنّ الشعار جاء تقديرًا لبسالة أبطال الضفة الغربية المحتلة، وأن الاسم جاء استبشارًا بما يَعِد شباب الضفة بتقديمه من عمليات بطولية تجعلنا من تحرير القدس أقرب، وتفرض حول القدس درعًا حصينةً تحفظ هويتها ومستقبلها.

الضفّة الغربيّة أكثر من مجرّد بقعة جغرافية، بل أرضٌ عمرت بمقـ ـاومة أهلها ودمائهم الذين أبوا إلا أن يحصّنوا مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك بكل ما أوتوا من العتيد والعتاد، فشكّل شبابها درعًا بأجسادهم ومسوِّرةً تحصّن الأرض المباركة، ونزفوا الـ ـدماء والورود بعملياتهم النوعية التي أردوا فيها المحتلّين، وأثبتوا أنهم ثورة فلسطين على العتاة، فاستأهلت بكلّ جدارة، بعد مقـ ـاومتها الاحتلال بالحجر والبشر، هذا الوصف الرفيع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– لمتابعة جميع حساباتِنا:

📲 linktr.ee/bahrain.channel