رأس منفّذي مجـ ـزرة قانا مصافحًا ملك البحرين
قناة البحرين_صوت الشعب
“قانا”، قريةٌ غافية في حضن الجنوب اللبناني، يرقبها البحر من قريب، وتسبح هي على بحر آخر من الدماء… لم يقل أحدهم يومًا “قانا” إلا وتمثّل في ذهنه طيف النار ووجوه الأطفال المحترقة وشعرهم الأشعث، وأجسادهم الصغيرة المُبعثرة. ولم يقل أحدهم يومًا “قانا” إلا ولـ ـعن الاحتلال وعدوانه وأسلـ ـحته ورئيسه وكل من وراءه ألف لعـ ـنة، كيف لا، وقد نفّذ الاحتلال بأمرة “شمعون بيريز” بكل عينٍ فاجرة مجـ ـزرةً في أبريل 1996 صعق لها الخاطر ووجلت لها القلوب، بينما يقهقه بيريز، رئيس كيان الاحتلال في 96، أي عام تنفيذ مجـ ـزرة قانا الأولى، وبكفّه مئات الضحايا وكؤوس الدمـ ـاء وكفّ ملك البحرين وولي العهد!بيريز، الذي استلم مناصب سياسية عديدة في جسد كيان الاحتلال المتزعزع إحداها رئاسته ما بين العام 1995 و 1996، والذي عُدّ في أوائل تسعينات القرن الفائت من “دعاة السلام” حين تقاسم جائزة نوبل للسلام مع كل من إسحق رابين وياسر عرفات (رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك)، بعد أن لعب دورًا هامًّا في اتفاقية “أوسلو” التطبيعية بين سلطة فلسطين وكيان الاحتلال، نتفت نيران “قانا” ريش حمام السلام الزائف الذي يدّعيه، وأحرقت ضحكته الصفراء لتبين من ورائها ضحكة شيـ ـطان عليها مليون لعنة. لم يجد ملك البحرين حمد بن عيسى حرجًا ولا بأسًا في أن يضع كفّه في كفّ بيريز الجزّار في 16 يناير 2009 في لقاء سريّ بنيويورك الأمريكية حسبما تفيد صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أو أن يقحم نفسه في تحمّل إثم ذبـ ـح ضحايا “قانا” وسواها، وحـ ـرقهم، وبعثرة أجسادهم، وعروق الأطفال المرتجفة خوفًا، ودمـ ـائهم التي صبغت أرض لبنان وفلسطين، وأي يابسة وطأتها قدم الاحتلال.ملكٌ يصافح جـ ـزّارًا، حاكمٌ تعانق يده اليدَ التي طُبِعت على أجساد أطفال الجنوب اللبناني وفلسطين، وعلى عيون من بقوا على قيد الحياة وأرواحهم، “مُعظّم” التطبيع والدكتاتورية، مع إثم سفكه دمـ ـاء البحرينيين وتعذيبهم يضيف إلى سجلّه التبصيمَ على سفك دمـ ـاء كل من يحلو للكيان التنكيل به، فهل يُرجى من حكومته، أيما كانت، وكيفما كانت، أي إصلاح أو بشارة، خاصّةً مع تطوّر تطبيعه، فلم يعد سريًّا كما كان في أيام بيريز يا أطفال “قانا”، بل بات يجاهر علنًا برضاه على إبادتكم واحدًا واحداً!
لمتابعة جميع حساباتنا :