لا عيد والرموز أسرى
قناة البحرين – صوت الشعب
للأعياد ملامحها الصريحة على وجوه الناس وعلى وجوه الأوطان، وفي رائحة صبيحة العيد في البحرين حزنٌ لا تواريه روائح البخور، وفي تلك الصبيحة أسًى إن لم يُفصَح عنه تجده مختبئًا خلف عيون الناس وخلف لهواتهم.
“لا عيد والجمري بعيد” كان شعارًا ميّز حقبة التسعينات خلال مدة اعتقال الشيخ عبدالأمير الجمري رحمه الله، شعارًا يهيّج الأفئدة ويجلب العَبرات، وشعارًا يعكس رابطة الشعب بقيادته التي شحن اعتقالها عند اتباعها نفَس الثورة والمطالبة الدائمة بحق الإفراج عنها حتى شملت شعارات مناسباتهم وأعيادهم!
لا حزن يُختار ترفًا، بل يأتي محمّلًا بالضيق فرضًا على المرء وندًّا لدودًا فيبتلعه على مضض، ويتلوى على إثره فتتلوى وإياه دنياه.
وفي البحرين، حزنٌ كالسم يبتلعه الشعب لسنوات لم يبرأ – ولا يجدر أن يُعتاد عليه فتموت الأمة مسمومة بيدها – فبعد اعتقال الشيخ الجمري رحمه الله حتى هذه الأيام، تضاعف عدد المعتقلين والرموز الأسرى، وتضاعف حد القمع، بينما لم ينحدر سوى اسم البحريني وماء وجهه وكرامته وحقوقه. وحريٌّ بأن الأعياد في البحرين في هذه الأيام مشحونة بالفقد، وأي فقد أولى وأشد من فقد قادة الوطن، وحريٌّ أن يوم العيد بدلًا من أن يحمل في الأذهان صورًا هنيئة، يأتي منغوصًا بواقع فقد أب، ابن، زوج، شقيق، أو عَلَمٍ من أعلام البلاد وقادة فكرِها وثورتها وأبنائها.
“لا عيد والرموز أسرى”، شعارٌ وإن لم يُعلن عنه تراه متجسّدًا في قلوب البحرينيين وأفعالهم ومواقفهم، وترى شعبًا يستذكر معارضيه المعتقلين بلحمه الحي عند كل مفصل فتراه تارة يخرج في تظاهرة مطالبا بالإفراج عنهم وتارة ينظم باسمهم الحملات التضامنية، فلا خير في أمّةٍ فصلت وعيها عن مسار رموزها، وفرحت بثلة قليلة أفرج عنها منذ أيام بعقوبة بديلة عن العقوبة الأصل – حريّة بقيود – وشكرت السلطات القمعية التي منحتهم نصف رغيف الخبز المتيبّس الذي سرقته منها – من الأمة – والتي غايتها من تلك “الحرية” المنقوصة” فصل الناس وهمومهم عن قضايا الرموز وواجب الافراج عنهم…
“لا عيد والرموز أسرى” فبلا أوتاد الوطن لا وطن يحمي المواطنين كالخيمة، ولا مواطنون يحصّلون أدنى مظاهر الحرية والامتثال لقيادات واعية مؤمنة بفجر الانتصار بعد ليل طويل، ولا عيد يفرحون به – المواطنون – وخيمتهم منكوسة بلا أوتاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel
