من التعذيب القاسي حتّى الإعـ ـدام الغاشم: ماذا جرى على صادق وجعفر؟
قناة البحرين – صوت الشعب
-اعتقال دون مذكّرة توقيف، ثمّ قرار عدم تسليمهما للبحرين مصحوب بالاهانات والتهديد
بعد 25 يومًا من اعتقال صادق ثامر وجعفر سلطان على جسر الملك فهد في 8 مايو 2015 من دون إبراز مذكرة توقيف ونقلهما للسعودية، كانت تجري عملية تسليم لهما للبحرين، وكانا يتواجدان مع ضابط بحريني. خلال نقلهما، تلقى الضابط مكالمة فنزل من الحافلة، ثم عاد لاحقًا وبدأ بتهديدهما وإهانتهما والتوعد بالانتقام منهما. وعادت الحافلة أدراجها إلى الأراضي السعوديّة.
في مساء ذلك اليوم، اقتحم أفراد من مديرية التحقيقات الجنائية منزلَي صادق وجعفر وفتّشوا المكان، وصادروا حواسيب وكمبيوترات وهواتف تعود لهما ولأفراد عائلتيهما. لم تُبلغ العائلتان بالاعتقال.
-115 يومًا من الاختفاء القسري والحبس الانفرادي والتعذيب
وُضِع صادق وجعفر في الحبس الانفرادي بسجن المباحث العامة بالدمام لمدة 115 يومًا، ولم تعرف عائلتيهما عن الاعتقال إلا من خلال وسائل الإعلام السعودية. بعد 115 يومًا من التعذيب الشديد في الانفرادي سُمح للشابين بالاتصال بوالديهما بعد أن تواصلت العائلتان مع مختلف الجهات الحكومية في كلَي البلدين.
لم يُسمح لصادق وجعفر بإخبار أهاليهما عن ظروف الاحتجاز والتحقيق، وكذلك في زيارة الأهالي الأولى في 13 أكتوبر 2015، والدا صادق وجعفر علما بأن الشابّين تعرّضا للتعذيب النفسي والجسدي من أجل الضغط عليهما للتوقيع على الاعترافات، لكنّهما لم يأخذا منهما أي تفاصيل بسبب حضور والدتيهما.
-“صادِق على ما يريده المحقّق وإلا فلن تُمكّن من التواصل مع أهلِك”
وثيقة خاصّة بالقضيّة تشمل أن جعفر سلطان بقي في المستشفى 10 أيام بسبب التعذيب الذي تعرّض له خلال فترة التحقيق، أفهِم حينها أنهم لن يسمح له بالاتصال مع ذويه، بالاضافة إلى تعرّضه للضرب، ما لم يصادق على الإقرار المنسوب إليه بالصيغة التي يريدها المحقق. أما صادق فقد أبلغ والديه بتعرّضه للتعذيب الشديد عندما رفض التوقيع على تقرير الاتهامات وهُدد بوضعه في الحبس الانفرادي مجدّدًا.
-لم تأخذ المحكمة السعودية بتوصيات المحامين
في وثيقة الطعن الخاصة بالقضيّة، طُلِب من السعودية مخاطبة مستشفى السجن عن إصابة جعفر بالتعذيب ومكوثه في المستشفى لـ 10 أيام، لكن القضاء السعودي بدرجاته كافة لم يأخذ بعين الاعتبار هذا المطلب، وأصدر حكم الإعدام، فدخول الشهيد إلى المستشفى خلال فترة التحقيق والتأكد من تعرضه للتعذيب خلال تلك المدة كفيل أن يشوّه كل الاقرارات التي صادق عليها الشابان تحت التعذيب، والتي نفياها لاحقًا ورأياها ذات دوافع سياسية.
-حكم الاعدام غير قانوني، والبحرين المسؤولة عن المحاكمة
في بث مباشر تضامني مع الشابين على قناة البحرين – صوت الشعب في يناير 2022، قال المستشار القانوني ابراهيم سرحان أن 6 من 7 تهم أصدرتها المحكمة الجنائية المتخصصة السعودية، والتي صادق عليها الشابان تحت التعذيب، حصلت في البحرين، وبذلك فالمفترض أن البحرين هي المسؤولة عن المحاكمة لو سلّمنا أن التهم صحيحة.
كانت قد حكمت المحكمة البحرينية الجنائية الرابعة بين عامي 2016 و2017 على صادق وجعفر بالسجن المؤبد في البحرين وإسقاط الجنسية وبدفع غرامة مالية قدرها 200 ألف دينار بحريني
بحسب ما هو وارد في لائحة الاتهام، فالتهمة التي كانت من اختصاص القضاء السعودي هي تهريب مواد متفجّرة إلى السعودية، والتي قال سرحان أنها بحسب نظام المتفجرات والمفرقعات السعودي ونظام مكافحة الجرائم الارهابية وتمويلها السعودي، فإن حكم الإعدام لا يصدر إلا بحال ثبوت جريمة قتل، أما عقوبة نقل المواد المتفجّرة فإنها السجن لمدة لا تتجاوز العشرين سنة. تابع سرحان “حكم الاعدام من أين أتى؟ هذا هو المستغرب”.
-النظامان البحريني والسعودي مسؤولان عن جريمة التعذيب ثمّ الاعدام
جريمة واضحة نفّذت بحق صادق وجعفر من قبل حمد بن عيسى ومحمد بن سلمان، ابتداءً من التعذيب الشديد وتهديدهما إكراههما على المصادقة على الاتهامات التي شاء المحقق أن يوجّهها لهما، ثم صمت النظام البحرينيّ عنهما رغم الحكم الجائر الصادر على كلَي الشابين، ورغم عشرات المطالبات بوقف حكم الاعدام الجائر غير المستند على أي قانون أو شريعة. ألا يعني ذلك أن البحرين وكأنها محافظة من محافظات السعودية، شبابها يحاكمهم القضاء السعودي على جريمة حدثت فيها، وهي لا تحرّك ساكنًا البتة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel