الصهاينة يشرفون على موسم الحج!
-ماذا لو كان “الصهاينة” يشرفون على موسم الحج؟!أمرٌ جليل وخطير ومرفوض عند الفِرَق والأطياف كافّة أن يدنِّس مكة المكرّمة والكعبة الشريفة إشراف من الصهاينة، وواقعٌ لو – لا قدّر الله – صار، فسيحمل معه من الشجب والتنديد والاستنكار الكثير، وسنضجّ نحن المسلمون كافّة لنزيل هذا المنكر عن كبرى الشعائر والرموز الإسلامية… وهذا ما بان جليًّا عندما استنكر المسلمون العام الفائت اعتلاء محمد العيسى منبر الخطبة في يوم عرفة، وهو المعروف بترويجه للتطبيع مع كيان الاحتلال.-مقدّسات المسلمين في خطر؛ من فرّط بالمسجد الأقصى، ألن يفرّط بالكعبة؟للمسجد الأقصى قدسيّة ومكانة عظيمة عند المسلمين، فهو أولى القبلتين ومسرى رسول الله. والمتابع لسياسة الصهاينة تجاه الأقصى والمصلين فيه يدرك تمامًا أن سلطات الاحتلال تستهدف هذا المكان المقدّس لإحكام السيطرة عليه بشكل تام، فتمنع من تشاء من الدخول، وتعتدي على من تشاء كيف تشاء إن رأته يصلّي داخله. وعلى الرغم من قدسيّة المكان وسياسة الصهاينة تجاهه، نرى الحكّام العرب – أو بالأحرى المستعربين المطبّعين – صامتين عن كل تلك الجرائم، بل ويطبّعون مع المحتلّ ويدعمونه، مسلّمين المسجد الأقصى طواعيةً لسلطات الاحتلال.لا فسحة للشك أو استبعاد أن من يفرّط بالمسجد الأقصى ويرى انتهاكه أمرًا طبيعيًّا لا يستلزم التحرك، لا بأس عنده أن يُفرّط بالكعبة المشرّفة غدًا، ومن يهون عليه المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى، سيهون عليه الحرمان الشريفان… فهل أن انتهاك الحرمات وسفك الدماء حرامٌ في مكّة وحلال في باحات المسجد الأقصى حتّى يستفزّه الأول ويصمت عن الأخير؟وكفظاعة فكرة سيطرة الصهاينة على مكان مقدّس كالحرمين الشريفين، واعتلاء مروّجين للتطبيع منابر الخطابة، يجدر أن تكون فظاعة سيطرة الصهاينة على المسجد الأقصى، وفظاعة صمت الحكومات العربيّة عن هذا الاعتداء الاثيم والواضح منذ أكثر من 70 عامًا، ويجب أن يكون الشجب والتنديد، قبل أن يستشري سرطان التحكم الصهيوني من الأقصى حتى باقي المقدّسات.-من لم يكن أمينًا على الأقصى، لن يجد حرجًا في تسليم الكعبةليس للحكام العرب المطبّعين أمانة على المقدّسات، وليست لديهم حميّة أو غيرة أو تقديس للصروح المقدّسة، منهم من هدم المساجد، وسلّم أولى القبلتين والمسجد الأقصى ليعبث به الإسرائيليّون على أهوائهم… فبات ليس من المستبعد أن يُسلّم هؤلاء الكعبة المشرّفة و”إدارة” شؤونها وشؤون موسم الحج للصهاينة سرًّا أو علانية، بطواعية تامّة ليس فيها ريب، فهؤلاء لم يبقَ لديهم أي رادع إنساني أو ديني أو أخلاقي يمنعهم من ذلك.-هل بدأ التفريط العربيّ بموسم الحج من أجل الصهاينة فعلًا؟!نشر موقع i24news الصهيوني في فبراير 2017 تقريرًا كانت قد أعدته مجلة “بزنس-ويك” الأمريكية عن شركات أمنيّة صهيونية تعاونت مع دول خليجية. ومن المعلومات المثيرة للجدل فيه أنه في سنة 2014، طور رجل الأعمال الصهيوني متاي كوخافي “مع شركات اتصالات سعودية أجهزة لمراقبة الحجاج الوافدين الى السعودية لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة، والحديث يدور عن السوار الإلكتروني” الذي أعلنت السعودية عنه قبل موسم الحج عام 2016.-السوار الالكتروني الذي طوّره الصهاينة يحمل بيانات الحجيجقال تقرير”بزنس-ويك” أن هذا السوار طوِّر من أجل ما زُعِم أنه لمنع الازدحام بين الحجيج، بينما قالت مواقع سعوديّة أن السوار الإلكتروني يتضمن العديد من البيانات الهامة مثل رقم جواز سفر الحاجّ وجنسيّته واسم مسؤول المجموعة التي ينتمي إليها وعنوان الإقامة داخل مكة، و كل المعلومات التي قام الحاج بتسجيلها عند تقديم طلب التأشيرة.وصف تقرير المجلّة الأمريكية تجربة السوار الإلكتروني بالناجحة مستدركًا أن”المفاجأة هي نسبُ نجاح السوار الإلكتروني الى شركات الاتصالات السعودية وكأنها هي التي طورته في جامعة الملك فهد في الرياض وتم استثناء كوخافي من ذلك. الشبهة بسرقة براءة اختراع لا يمكن إخفاؤها” حسب ما تقول المجلّة، بينما أصرّت السعوديّة على نفيها لأي تعامل مع شركة اسرائيلية.
لكلٍّ من مكّة والمسجد الأقصى امتيازه وموقعيّته الدينيّة، لكنّ التفريط بالمقدّسات وصل بالمطبّعين إلى الحدّ الذي لا يُستبعد فيه المساس بالكعبة كما يحدث اليوم في المسجد الأقصى. هنا، تبين مسؤولية الشعوب في وعي وإدراك ما ترمي إليه الحكومات المطبّعة في جعل التطبيع والصهينة أمرًا اعتياديًّا بسيطًا، والاعتداء على المقدّسات حدثًا عابرًا، كما يحاولون جعله اليوم في المسجد الأقصى، والذي يمتدّ تدريجيًّا ليطال مكّة المكرّمة، وهنا تبين مسؤولية مجابهة تلك المحاولات ابتداءً من التحرّك لتبيان ما يتعرّض له الأقصى من انتهاكات، والتحرّك لوقف هذه الانتهاكات، بل لازالة الخطر الصهيوني عنه وعن القدس وفلسطين قبل أن يمتد أكثر… لقد غرقت الحكومات العربية في التطبيع، وشرعت الأبواب كافة للصهاينة، فكيف لا نكون أمام خطر حقيقي من التفريط ببقية المقدسات الإسلامية كما التفريط بالمسجد الأقصى، فعندما لا يُعطى الأقصى مع رمزيته أهميّة من قبل هذه الدول، يعني أن حتى مكة المكرمة قد تُجعل في يد الصهاينة!
-لمتابعة جميع حساباتِنا: