أنا كميل المنامي، الشاب الذي جعلوه كهلاً، وهكذا أعيش عيدي
قناة البحرين – صوت الشعب
انا كميل المنامي .. معتقل سياسي منذ 14 عاما، وهذا هو عيدي الـ 14 خلف القضبان. كنت شابًّا، عاملًا، وأبًا جديدًا قبل أن اعتقل مع 6 أشخاص غيري في العام 2009 ولٌبِّست معهم تهمة قتل وافد باكستاني في المعامير، لقد اجبرنا على الاعتراف تحت ابشع انواع التعذيب، وهددت أنا باعتقال زوجتي إن لم اعترف بالجريمة.
لا تعد القصص التي تحتاج دهرا كي ارويها عن مراحل التعذيب في سجون ال خليفة، عامين امضيتها في سجن انفرادي، والتعذيب كان دوريًّا كوجبات الطعام… اما وجبات الطعام الطبيعية فكانت وسيلتي ليسمع العالم صوتي في السجن المنسي حيث اضربت مرارا عن الطعام وساءت حالتي الصحية التي أعجبت النظام فزاد حرماني من الرعاية الصحية وحرمت الدواء والتشخيص الطبي!
لقد كبرتُ كثيرًا، وبانت عليّ ملامح الكبر، فقد غزا الشيب رأسي، وكما كبرتُ، كبرَت ابنتي الوحيدة “دعاء” بحجم البعد البعد القسريّ عنها، تركتها صغيرة، لكنّها دخلت المدرسة وكبرت وتخرّجت مؤخّرًا من الثانويّة العامة، فلم تسع زنزانتي الصغيرة فرحتي وفخري، والجدران والمسافة لم تدع بيني وبينها سوى الحب وسيلة…
هذا هو عيدي في هذا السجن، معتقلًا، مظلومًا، وحيدًا، لا أستطيع أن أكون مع ابنتي وأسرتي الصغيرة التي حرمني منها هذا النظام الباطش، ولا أجد من يعايدني سوى الجدران الباهتة… عيدٌ باردٌ وباهت متخم بالألم من التعذيب والفقد والحنين أعيشه أنا، أقدم المعتقلين السياسيين في سجن جو، ويعيشه الكثيرون هنا مثلي، معتقلون ظلمًا تحت سطوة جلّادين مفتونين بالتشفّي والتعذيب على لا شيء…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel