الجمبازيّة
قناة البحرين _صوت الشعب
لا يأتي إضراب المعتقلين عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي فقط كسبيل من سبل مطالبتهم بالحقوق، بل أيضًا فاضحًا لمؤسسات الدولة وأدواتها التي تدّعي حرصها على حقوق الإنسان فتارة تتباكى على حال المعتقلين، وتارةً تخرج مكذّبة ما تباكت لأجله ومشيدةً باحترام البحرين لحقوق الإنسان وبما نفّذته الداخليّة لتطوير السجون!فحسب منشور لمدير مركز «بيرد» السيد أحمد الوداعي على منصة «إكس»، زارت غادة حميد، الأمين الأمين العام للتظلمات ورئيس مفوضية حقوق الإنسان والمحتجزين، سجن جو في 26 أغسطس 2023، مع القاضي ابراهيم الزايد وراشد العربي وشخص رابع، والتقت مع معتقلين ممثلين عن عدة مباني مخصصة للمعتقلين السياسيين، من أجل التفاوض بشأن اضراب المعتقلين. طلب الوفد من المعتقلين فك الاضراب لكي يعملوا على إيجاد حل لهم، لكن المعتقلين أكّدوا أن الإضراب من أجل مطالبهم ولن ينتهي إلّا بوجودها.”كانت تسوي روحها بتصيح”، هذا ما قاله المعتقلون للوداعي واصفين حال غادة حميد عندما كانت تكلمهم، وقالوا أنها عبّرت لهم عن خوفها على صحتهم ومعاناة أمهاتهم. 3 أيّام فقط كان فاصلة بين لقائها مع المعتقلين وبين خبر نشره موقع الأمانة العامة للتظلمات في 29 أغسطس 2023 عن حميد بأنها تشيد بنهج البحرين في احترام الحقوق الذي يعدّ “نموذجًا فريدًا ورائدًا على مستوى المنطقة”!كلام حميد عن “نهج البحرين”، ثمّ تنويهها بالخطط التي تنفذها وزارة الداخليّة في تطوير المعتقلات ورعاية المعتقلين، يسبقه بيان للأمانة العامة للتظلمات في 12 اغسطس كُذِب فيه ما يتعرض له المعتقلون، ووصفوا مطالبهم بغير المتسقة مع القانون… ثم تباكيها أمام المعتقلين من أجل استعطافهم وإقناعهم بأنها – هي المسؤولة عن مؤسستين معنيّتين بشأن المعتقلين – متأثرة فعلًا بحالهم وستجهد من أجل إيجاد الحلول لهمكلّ تلك الجمبزة من أجل ماذا وعلى ماذا تدلّ؟هذا كلّه يدلّ على أن النظام وأدواته يريدون من المعتقلين فكّ الإضراب، بالتهديد حينًا وحينًا آخرًا بالترجّي كما فعلت حميد في اللقاء الذي حاولت فيه مع وقدها إقناع المعتقلين بفكّه، من أجل أن لا يقع النظام في فضيحة دوليّة أكثر مما وقع حتى اللحظة، ويدلّ أيضًا على أنهم يريدون منهم فك الإضراب لكن دون منحهم أيًّا من الحقوق.وإلا لمَ “كانت تسوي روحها بتصيح” أمامهم من أجل ان يوقفوا الاضراب، ثمّ خرجت ومجّدت بنهج احترام الحقوق في البحرين دون أن يعطوا المعتقلين أيّ حقٍّ بعد قرابة 4 أسابيع من الإضراب؟! أليست جمبزة وتدليسًا دنيئًا؟!
– لمتابعة جميع حساباتِنا: