“ناصر” الصّهاينة… وجلّاد الرموز
قناة البحرين – صوت الشعب
يجهد ناصر بن حمد، الذي رقّاه والده مؤخّرًا إلى رتبة فريق ركن كرتبة عسكريّة عليا في البحرين بعد عدّة مناصب أخرى كمستشار الأمن الوطني وقائد الحرس الملكي والأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، في تصدّر المشهد دائمًا في أي منزلق أخلاقي يطيح به نظام الحكم نفسه!
فقبل أن يعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن انضمام البحرين “لحلف الرخاء” في 20 ديسمبر 2023 في مهمّة حراسة سفن الصهاينة أو المتّجهة للاحتلال بعد تهديدات اليمنيين لها نصرةً لشعب غزة، وإرسال ناصر لقوّاته لتنضمّ لتحالف العدوان على اليمن في 2015، كان لناصر بن حمد باعٌ طويل من حمل السياط على عدد من رموز المعارضة البحرينيّة في سراديب التعذيب.
يروي المعتقل الشيخ محمد حبيب المقداد في إفادة كتبها في سجن “جو” وألقاها في قاعة محكمة الاستئناف العليا في 22 مايو 2012:
” جاءني ناصر بن حمد ابن ملك البلاد… وسألني هل تعرفني؟ فقلتُ لا لأني كنت معصوب العينين، فقال لي: أنا الذي لم يفصل بيني وبينك إلا الجدار يوم مسيرة الصافرية. وكرر السؤال: هل عرفتني؟ فقلتُ: لا. لأني لم أكن أتوقع أن يكون “ناصر” من ضمن المعذبين، فقال لي بلسانه: معك الأمير ناصر.”
“أخذ يحقق معي ويسألني عن الشعارات التي كان الناس يرددونها يوم مسيرة الصافرية، فقلتُ له بعضها، فقال: أكمل، حتى قال لي أريد شعار «يسقط…»، فما إن قلتها، فإذا به ينهال علي ضربًا بعنف على الجانب الأيمن من رأسي وأسقطني على الأرض فرفعوني الذين من حولي، ثم ضربني مرة أخرى، وأسقطني وهكذا انهال علي ضربًا وهم معه.
كلما سقطت على الأرض تمّ رفعي وضربي إلى أن سالت الدماء من كل أنحاء جسمي. هذا وقد انكشف جزء من الغطاء الذي على عيني فرأيتُ ناصر بن حمد بعيني أثناء التعذيب في سجن القلعة”
عن نفس الحادثة يروي المعتقل السابق محمد جواد برويز، بعد أيام من التعذيب في سرداب القلعة، حين كان ملقًى في غرفة التعذيب مكبّلًا ومعصوب العينين:
“بدت نبرة الشرطي حينها مختلفة وهو يستعد لاستقبال شخص مهم: الأمير، الأمير وصل.
اقترب الصوت متسائلاً: تعرفون من معاكم؟ التزمت الصمت فيما أجاب الصوت الذي بجانبي: لا ما نعرف أنت منو. كان صوت محمد حبيب المقداد، إذًا هو معي هنا.
– متأكدين ما تعرفون صوتي؟
– المقداد: لا ما أعرف صوتك.
– أنا كان يفصل بيني وبينكم جدار في الصافرية، معاك الأمير ناصر بن حمد.
لم نكن لنصدق حتى أمسك رأسينا ورفع ذقنينا إلى الأعلى، لنتمكن من رؤيته من تحت العصابة.
ويكمل برويز، أنّه بعد تحقيق ناصر مع المقداد، وقول الأخير شعار “يسقط حمد”، أمسك ناصر بن حمد بيديه رأسي المقداد وبرويز وأطبقهما على بعض، وأخذ يشتم وأمسك بالسوط وبدأ يضربهما في كل مكان حتى أخذه التعب… “فصار يستريح ويشرب الماء ثم يعاود التعذيب بادئًا بسحب شعرنا ولحانا. لم يشارك معه أحد في تعذيبنا، تركوه يشفي غليله. كان يأمر سجانيه بأن يعلقوا أقدامنا ليضربنا، استمر التعذيب نصف يوم وحتى الفجر.”
في شهادة المعتقل الشيخ ميرزا المحروس أمام المحكمة في مايو 2012، قال أنه كان من ضمن معذّبيه “ناصر بن حمد آل خليفة ابن الملك، وقد رأيته بعيني أثناء وجبات التعذيب وذلك عندما تحركت العصابة المشدودة على عيني لكثرة الضرب على وجهي وكانوا ينادونه باسمه وكنت أسمع ذلك وحديثهم معه”. تعرّض الشيخ المحروس لوابل من الضرب العنيف والاعتداء الجنسي واللفظي، وسبّ الأهل والطائفة.
وأمام القاضي وقف الشيخ محمد حبيب المقداد مؤكدًا بطلان اعترافاته ورفاقه التي جاءت تحت وطأة التعذيب الذي شارك فيه “ناصر”، وطالب “بمحاكمة ناصر بن حمد آل خليفة” لقيامه بالتعذيب المادي والمعنوي بحقي، والقانون يجب أن يأخذ مجراه على الجميع يا حضرة القاضي”.
وبعد مرور 11 عامًا من وقوف الشيخ المقداد في المحكمة، لا يزال ورفاقه في المعتقل يعانون من قسوة التعذيب لأنهم طالبوا بدولة حقوق يعيش فيها أبناؤها بكرامة، بينما لا يزال “ناصر” يرتع في البلاد، يحصّل أوسمةً ورتبًا عسكريّة لأنه ابن الحاكم، ويقف على بعد 80 كيلومترًا من جبهة الحرب في اليمن ليلتقط الصور بينما تنضم قوّاته لتحالف العدوان، ثم يخوض في مستنقع الانحطاط ليعلن أن صار ناصرًا للصهاينة وسفنهم بعد أن نصر القتل والتعذيب!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⬅️ لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel
