هل يشتري الوزير الذي باع الوطن قضية المفصولين؟!
قناة البحرين- صوت الشعب
عند كلّ منعطف تمرّ به وزارة التربية البحرينيّة، تعود قضيّة المدرّسين المفصولين لتأخذ دورها في الحضور في واجهة القضايا. فعند تعيين محمد بن مبارك جمعة وزيرًا للتربية بعد سلفه ماجد النعيمي، طرحت جليلة السلمان، نائب رئيس جمعية المعلمين سابقًا سؤالًا استنكاريًّا: هل يعيد الوزير الجديد المفصولين؟!
جليلة السلمان عملت في المجال التربويّ لـ 25 عامًا، وتنصّبت منصب نائب رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب. إبان أحداث 2011، دعت الجمعيّة لإضراب المعلّمين للمطالبة بإصلاحات في النظام التعليمي والاحتجاج على قتل وقمع المتظاهرين الذين من بينهم طلاب مدارس، حيث شارك +5000 معلم في الاضراب، واستمرّت الجمعيّة في مطالباتها ومشاركتها في الاحتجاجات الشعبية حتّى حلّها في 7 أبريل 2011 بعد اعتقال رئيسها!
اعتُقلت جليلة السلمان فجر 29 مارس 2011 اعتقالها الأول لستة أشهر قاسية، واعتقل رئيس الجمعية مهدي أبو ديب في 6 أبريل 2011 بعد عدة محاولات لاعتقاله، واقتيد إلى مبنى إدارة التحقيقات الجنائية في العدلية حيث تعرّض للتعذيب واستمرّ اعتقاله 5 سنوات حتى 4 أبريل 2016. فهنا البحرين، حيث مدرّسو الحريّة يكرّمون بالسجن والاعتقال، وحيث تعليم الحقوق جناية.
بالإضافة إلى سلمان وأبو ديب، استُدعي + 5000 معلّم لمجالس التّحقيق، وأرسل المئات منهم إلى المحاكم، وتعرّض العشرات للفصل النهائي من أعمالهم. يروي الأستاذ علي مهنا – مدرّس لغة عربيّة – أنه اعتقل مدة 6 أشهر بتهمة التجمهر ، ثم أوقِف راتبه لمدّة 6 أشهر أخرى، قبل أن يحال للتقاعد الإجباري بـ 42% من راتبه بعد 22 سنة من التعليم.
في تاريخ 13 مارس 2013، صدر قرار فصل معلم المواد التجارية بمدرسة أحمد العمران “عمّار مكي” من عمله، قبل أن يُعتقل في اليوم التالي بتاريخ 12 مارس 2013 حتى يفرج عنه في 13 مارس 2014 ليسلّم ورقة فصله بعد خروجه من المعتقل.
خلال أيام اعتقاله كان يعاني من صعوبة في التنفّس وتأخر تشخيص حالته بسبب المماطلة، وبعد الإفراج عنه بسنتين اكتشف أنّه مصاب بسرطان الرئة. ماطلت وزارة التربية والتعليم في تسليمه حقوقه بعد فصله ورفضت ارجاعه للتدريس، وقد عاش على جهاز تنفسٍ متنقلٍ حتى رحيله في يوليو 2022 ليكون خير شاهدٍ وشهيد على ما يقاسيه المعتقلون والمدرّسون في هذا الوطن.
وبعد أحداث 2011، وفصل عدد من المدرسين واستهداف آخرين، عُين “آلاف من المتطوّعين” غير المؤهلين في وزارة التربية كمدرّسين ما سبّب تراجعًا في المستوى التعليمي، وهو ما استاء منه الأهالي وعارضوه فاضطرت وزارة التربية لاحقًا إلى توزيع المتطوّعين في الوزارة والمدارس في مهام فنيّة وإداريّة، وأصدرت الوزارة نشرة رسمية تفيد بعدم السماح للمتطوّعين بممارسة التّدريس.
لكنّ وزير التربية الحالي كان له رأي مختلف في هذا الشأن، حيث قال في تغريدة له:
هو نفسه الوزير الذي نعت المدرّسين المفصولين بسبب مواقفهم وآرائهم ومطالبتهم بتحسين الظروف التعليمية في المدارس بـ”المجرمين”
عُيّن المبارك وزيرًا للتربية في 21 نوفمبر 2022 بعد أن صدّر مواقف عديدة بارك فيها التطبيع مع الصهاينة وشارك فيه، وجرّم حركات المقاومة بجميع أنواعها وجنسيّاتها، وليكون خائنًا بمقاييس الإنسانيّة والدين وبائعًا للوطنيّة وقيمها، الذي لم يتأخر في صهينة المناهج بيديه، فهل يُنتظر من يديه نفسهما شراء قضيّة المفصولين ليحيي حقوقهم الضائعة؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⬅️ لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel