9 مارس يوم الشعب التاريخي العظيم
خاص بقناة البحرين- صوت الشعب
التاسع من مارس يوم الشعب التاريخيُّ العظيم.. التاريخ ذاكرةٌ لا تبور، وشعب البحرين صانع القرار، صنعَ من إرادتهُ الصلبة تاريخًا لا يمحوهُ الزمان، ولا ينساهُ المترصد له بعينٍ عوراء، و مِن فرط خشيته من طوفان إرادته الشعبية، وصفهم “بالشرذمة القليلين”، فكان للشعب جوابه، ليثبت لهُ كيف تكون الشرذمة، كلمةٌ هندسها قائد الشعب في خطبة جمعت أطياف الشعب كله، صغيره قبل كبيره، وكهله قبل شابه، وحرائره قبل أحراره، مُلبيًا نداء قامة الوطن وما خيب ظنه. الجمعة ٢ آذار/مارس ٢٠١٢ وضع القائد سماحة الشيخ آية الله قاسم النقاط على الحروف لضرورة التحشيد لمشاركة شعبية في مسيرة دعت لها “الجمعيات السياسية” لما لها من أهمية بالغة في صنع القرار، شريطة “ألا تكون مسيرة جمعيات سياسة فحسب”، بل أن تكون ” مسيرة شعب عامة وأوسع ما يمكن أن تكون”، لا تستهدف فئة معينة بل أن تكون ” شاملة لكل أطياف وجماهير الشعب الطموحة للإصلاح والتغيير”، وأكد سماحته بأنّها لا للمبارزة والإستفزاز، وإنما ” للتأكيد على أن المطالب السياسية ليست خاصة بشرذمة قليلة”. التاسع من آذار/مارس من العام ٢٠١٢، المعنوَن بـ “لبيكِ يا بحرين”، كان يومًا عظيمًا مُميزًا في تاريخ الوطن، لم يكن لهذه العظمة من مثيل على الإطلاق، حيثُ سطّرَ الشعب الحُر أروع ملاحم الوفاء المُلبي لنداء قائده، وردًا على من وصم المطالبين بحقوقهم السياسية “بالشرذمة”، ردًّا قويًّا محالٌ أن ينساها التاريخ، غيّرَ ملامح حراكهُ، فالشعب بعد التاسع من مارس، ليس كما قبله. تقدّمَ المسيرةَ قامةُ الوطن آية الله قاسم وسماحة السيد عبدالله الغريفي، ومن خلفهم صفٌ عُلَمائي، وموج من المشيب والشباب والأطفال، وكانت المرأة البحرينية كعادتها رقمًا صعبًا في حضورها، وامتلأ شارع البديع عن بكرة أبيه، وأصبح الفوج ممتدًّا على مد البصر، وتلألأت في سماء البحرين أعلام الوطن، وصور من هم فخر الوطن، وصدحت أناشيد ضجت بِحماسها القلوب، عجزت عين العدسات الإعلامية عن حصر عدد المشاركين بالمسيرة، كُسِرَ التعتيم الإعلامي، فكان لهذه الجموع في كل بقعة من بقاع العالم وقع أبهر الناظرَ إليها، وطن صغير بحجمه، عظيمٌ بشعبه، أحرج الكم والكيف.. هذا النظام الذي تمنّى لو أنّهُ ما نطق بكلمة “شرذمة”، لأن ثمنها كان بمثابة صفعة فاقت التوقعات. كانت رسالة الحشود في يومها الإستثنائيُّ هذا توقيع شعبي، متمسكًا بسلميته، على الوثيقة التاريخية الكبرى، عالية المضمون، متعددة الأبعاد، أول مطالبها أن يكون هذا “الشعب مصدر السلطات، ثمَّ دستور عادل، وقضاء مستقل، وسلطة تشريعية، والثبات على الخيار الذي لا تنازل عنه وهو “المساواة بين المواطنين شيعة وسنة”، وختامها بأن يحظى كل الشعب بالأمن”.لخّص هذا الموقف الشعبي مطالبهُ الحقة، بهذه الوثيقة الأوثق شعبية، والأعمق ديمقراطية، والأقوى تمثيلًا، والأسمى والأرقى سلميةً، والأرسخ تاريخًا. لم تكن مطالبًا يعجز النظام عن تلبيتها إن أراد الإصلاح السياسي والوطني الفعلي لهذا الوطن. شعبٌ كهذا الشعب، وقائدٌ كهذا القائد ألا يحق لهُ أن يفخر؟! وأن يبقى ثابتًا على الطريق ذات الشوكة، لإيمانه بانتصار حراكه، ونيل مطالبه وحقوقهُ المشروعة، و الذي لم يخرح يومًا لأجل إفساد في الوطن، إنما لأجل الإصلاح، وأن يعيش الشعب في وطن لا يُسفك فيهِ دمه، ولا تُعتقل أطفالهُ ونساءه وكهوله، ورموزه ورجالات الدين، ولا يُستهدف فيه رمز الطائفة وقامة الوطن آية الله قاسم فقط بجرم المطالبة بالحقوق.. في وطن لا تمييز فيه ولا تهميش بين طائفة وأخرى، وطن يعيش فيه بأمان وكرامة وعزّة بكافة الحقوق. شعب التاسع من مارس، هو شعب اليوم، صاحب الإرادة وصانع القرار، الوفي لكل التضحيات الجًسام، من دماء الشهداء، وعذابات المعتقلين، وأوجاع المبعدين عن الوطن، وغصّة الأرامل والأيتام والأمهات الثكالى، والمُمتن لنعمة الله عليهِ بقائد حكيم، مُحنّك، وطنيّ بإمتياز، يعيش هم الوطن وكرامته وعزّته كسماحة آية الله قاسم.أيُّها الشعب الحُر، ما إن تمسكت بوحدتك وبحصنك المنيع هذا، لن يكون حليفك إلا “النصر”، ولن يعرف طوفانك هذا معنى “الهزيمة”…