أنفاسٌ قاسِميّـة عهد الفدائيين عهدها
قناة البحرين-صوت الشعب
٢٣ أيّار/مايو يوم من أيام كربلاء، عجز التاريخ عن نعته بوصفٍ آخر، فكل الملاحم ” طف” ، وكل القادة “حسين”..
فكانت أوقاتهم حمدانية الفداء، والدقائق نبض الشهادة الوجلة، والثواني دماء حسينية أشعلت نار كربلاء ها هنا، وكل لحظاتهم وأنفاسهم قاسمية حسينية مهدوية، فكان قاسمهم يعد مراسم زفافه، وعليّهم لبس الحقَّ مخيط الأكفان، وعباسهم حامي خيمة حُسينِه وحامل اللواء، عينًا على الخدر، وعينًا على الدار، وكان حصنها الأنصار صغيرهم وكهلهم، وزينبهم في كل دار كان حسيسها يدوي…
أنصار كانوا يتسابقون للفداء، ليكونوا لحسينهم قرة عين، وقربانًا للدين والحق، فكانت قافلتهم محمدية الهوى، فما جمعوا غير مصطفى ومحمد وأحمد، كأنهم تعاهدوا أن لا يخرج نسل الدم إلا محمدي الاصطفاء.
كتب التاريخ جرائمَ مجازر النظام بحق شعبٍ أعزل، ولطّخ وجهه بالسواد، وما قُبل بتاريخهم إلا الحضيض..
أما الفدائيون؛ لؤلؤنا المكنون، سجل التاريخُ عهدهم بالدم في عليين، فأنفاسهم القاسمية صرخت صرخاتها المدوّية بين الأرض والسماء “تفنى الأرواح والقائد يسلم”، تتوقف عند ابن قاسم العقول، لا تنطق إلا القرابين المُضحية بأرواحها فداءً له وللدين، وعند الحق لا يزهق باطلهم إلا الفداء.
برهنوا وحشيتهم العبثية بالقتل، وبرهن الشعب بموقفه الفدائي موقف الثبات والجد لا الاعتباط والعبث، فالقائد هو الوطن، والوطن لا يحتاج هوية تثبته..
وهو الروح، فكيف يعيش الجسد دونه؟!
وهو النفيس فكيف لا ترخص لأجله الأرواح؟!
يا ابن قاسم وما وجودنا إلا أنت، ودونك لا كنا ولا نكون.
سيدي، يا عزَّنا جنودك نحن، صغيرنا وكبيرنا، حرائرنا وأحرارنا، شبابنا وكهولنا، إن أمرتنا أن نخوض البحر خضناه، أتيناك اليوم نُجدد لك عهد الفدائيين، عهد آل حمدان والساري وزين الدين، وذاك العكري الذي عكّرَ ببطولاته صفو حياة الظالمين، والعصفور المُحلّق الذي أعجزهم بسلاح الروح الأبيّة المحمولة على الأكف.. ولو تكررت ساحة الفداء ألف مرة، سيُكرر فيدائيوك ملحمة كربلاء ألف مرة ” فاشهد على الممهدين يا صاحب الزمان” أرواحنا لك الفداء.
فسلامٌ على الوطن المسافر عنا، وعلينا منك سلام المشتاقين، وعلى الدماء الطاهرة الأحياء عند ربهم منّا السلام، وعلينا منكم سلام الممهدين الفدائيين.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻