آلُ حَمدان.. عهد الفدائيّـين
قناة البحرين – صوت الشعب
“أخي سبقني وأنا على طريقه، نحن تعاهدنا عند السيدة زينب عليها السلام بأننا فداء للشيخ، ونستشهد في هذا الطريق. “
– الشهيد محمد حمدان
تقول والدة الفدائيَّين بأن الشهيد محمد في أحداث ٢٠١١ وأثناء اعتصام دوار اللؤلؤة، رأى في المنام امرأة جليلة القدر يشع منها النور، قدمت له قميصين، لكن لم يكن هو من استلمهما، بل اخته الصغرى، سألنا رجل دين عن تفسير هذا الحلم، فقال لنا: “لو كان هو من أخذ القميصين لكان استُشهد”.
– مقتبس من حماة الباب الأخير.
برًا وبحرًا نحن فداء الشيخ، هذا العهد الذي علّقَهُ الشهيد محمد حمدان على جِيدِه، فكانت ساحة الفداء عروسهُ التي ينتظر يوم عقد قرانهُ عليها، ويروي تُرابها من دمهِ العاشق المتوقد، فكانت هذه الساحة جنةً في أعين الفدائيين من آل حمدان، وتكليف شرعي حرام تركه، يحملان بقلبهما عشقًا للشهادة عنوانه الحسين، رغم حنانهما على والدتهما، لكنهما لم قدماها على القائد، وكانت كلما ناشدتهم للبقاء معها لتتزود منهما، اعتذرا لها وجوابهما دائمًا الشيخ أولى يا أمي.
مصطفى أصغر الفدائيين وفاتح عهدهم، صغير بالعمر، كبير بوعيه وبصيرته، لا ينفصل مصطفى عن محمد، ولا محمد عن مصطفى، كلاهما مشروعٌ واحد، وطريقهما كذلك واحد، يقول الشهيد مصطفى:
” إذا الشيخ لا سمح الله حدث له شيء، وعباءة الشيخ طاحت، طاحت معها كرامتنا وأعراضنا”
شعبٌ هذا فكر صغارهم أيُهزم؟! هيهات.
الفدائي الأول الشاب المرح الشقي، الذي عشق صلاة الليل وتعلمها فقط لأجل أن يطلب من الله الشهادة، عند الهجوم الجبان الغادر، ظل يركض للأمام دون توقف، والرصاص كزخات المطر، ولم يكن يسمع نداءات الشباب عليه، وكأنهُ يرى الجنة أمامه، فكان يهب مسرعًا حتى يصل إليها، وفجأة غاب مصطفى، وحينما انقشعت الغبرة فإذا بجسده على التراب مسجًّى وقد تحنّى بدمه، وتعلوه ابتسامة النصر والسعادة لأنه وصل مراده، ظلامته كبيرة جدًا منذُ دخولهُ للمستشفى حتى شهادته.
أما محمد الذي حمل الغصة بقلبه بعد أن دفن قطعة من روحه تحت التراب، واشتعلت جمرة الشهادة أكثر فأكثر، وكان ينتظر لحظة أفوله، أكمل الطريق الذي بدأه مع مصطفى..
شهران فقط بين الأخ وأخيه، تأهب في ليلة الهجوم التي كانت متوقعة، وكان ينتظر لحظة الارتقاء، اختار أن يسقط دمه عند بيت القائد، لم يبتعد عنه، فتح ذراعيه للرصاص وكان صدى توديعه لمصطفى يتردد في الساحة “في أمانة الله فداءً للفقيه”، فرحل فداءً له، و مواسيًا للحسين، فكان يخجل أن يرحل ويُغسّل والحسين بلا غسل ومقطوع الرأس ومطحون الجسد، فكان لهُ نصيب مما تمنى.
ها هما لبسا القميصين اللذين رآهما الشهيد محمد في منامه في اعتصام ميدان الشهداء، كانت مدخرة لهما الشهادة ليوم أعظم، فهنيئًا يا آل حمدان.
فسلامٌ على الأرواح التي صنعت من الشعب ألف حمدان وحمدان من حر وحرة.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻