بين جلدات الصياط والاوبئة المنتشرة، اهالي المعتقلين يطالبون بالافراج عن ذويهم
قناة البحرين – صوت الشعب
الجزء السادس
بين جدران السجن وظَلمته، مئات المعتقلين يعيشون حالة من الألم والأسى، تاركين خلفهم من غير ذنب، أهالي ينتظرون ساعة الفرج، ويقضون أيّامًا من الفقد والشوق لأبناء ظلمهم البلد، فجعلهم يكملون باقي حياتهم في خوف وقلق “هل سأموت من المرض اليوم أم غدًا”
السجن مكان المجرمين، فما ذنب البريء ليعاني ويُظلم، وكيف بكم ان كان السجن مصحوبًا بأمراض، الحر لا يملك القدرة على تحملهم، يعيش المريض حالة من الوحدة يصارع فيها المرض على الرغم من وجود اهله بجانبه ورعاية صحية كاملة، فكيف بمن لا أهل ولا بنين ولا رقابة ولا حسيب!
بل تضييق فوق تضييق، والأهل في الخارج لا تريد شيئا سوى حياة ابنها التي هي من اقل حقوقه، وكانت عائلة المعتقل عبدالله فرحان إحدى العائلات التي ارسلت صوتها للملأ علّ العالم يسمع ويثور، تطالب بالافراج عن المظلوم الذي حُكم بعشر سنوات من دون ذنب، هو وباقي المعتقلين، ويضيفون بأنّ القلق أكل منهم ما اكل بعد انتشار مرض السلّ الرئوي داخل سجن جو المركزي.
وتزيد عليهم تلك الأم التي حُرق قلبها على فلذة كبدها اذ تراه كالسّكرة يذوب بين حرائق نار الجور في سجن من لا يعرفون الله، تلك والدة المعتقل محمد جعفر الطويل المحكوم مؤبد، الذي سيعيش باقي ايام حياته التي تنقص يومًا بعد يوم داخل سجونهم، فحياته لا تعني للسّجّان شيئا، بل ينتظر ذلك الظالم يوم حتف المظلوم، والدة ذلك المأسوف على حياته تعيش مع كل أفراد عائلتها خوفًا كبيرا بعد تأكد انتشار مرض السلّ الرئوي داخل سجن جو المركزي، سبع سنين مضت ومرارة الفراق تزداد مع تردي ظروف السجناء والإهمال المرافق للانتقام الذي يتعرضون له،
ونتتقل إلى من حُكم ب ٢٣ سنة على “لا ذنب”، المعتقل خليل ابراهيم القصاب، الذي يعاني من حساسية و نزيف في الخشم
وها هي والدة المعتقل ترفع صوتها ليصدح، ليصل علّ العالم يستيقظ، فحياتها عبارة عن فيلم رعب لابن تركته بين عواميد سجن جو المركزي، والموت يحيطهم، مرض السل هو تلك الحبلة التي تحيط برقبة كل مظلوم لتخنقه والعالم نائم لا يناشد، سبع سنين والأم تتألم، تبكيه ليلا ونهارًا وتسأل الله الفرج، علّه يكون قريبا، فتراه مجددا يجول في غرف المنزل، يبتسم لها فتضحك له، تطالب بحقه الوحيد الذي حرام عليهم حرمانهم منه وهو “الحياة”، ولكن من يجهل الله، ليس صعبا عليه ان يُزهِق حياة عباده، فيُهمل من ينتظر منه رعاية، ليرى ذلك الظالم موت الذي يُرعبه وهو المظلوم، المظلوم الذي لا سلاح ولا عتاد ولا قوة له، بل اصبح جسدًا هزيلًا من مرض خطير محبوسًا بين ازقة الشر والعدوان، لا يبادل الظالم خطرًا.. ولكنّ اللاديني، يخاف على زواله حتى من خياله.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻