انتخابات جديدة بأهداف قديمة.. آية الله قاسم من الوقوع في فخّ النظام
قناة البحرين – صوت الشعب
من يتابع الأوضاع السياسية في البحرين يدرك تماما أن هناك أزمة بين الشعب والحاكم، ومن المسلم به أن جميع الأنظمة الحاكمة في العالم تحاول أن تكون منفذة لإرادة الشعب وخادمة لمصالحه، ولذلك تم إيجاد عدة وسائل وأليات لإيصال هذه الإرادة من الشعب إلى الأنظمة الحاكمة حتى تتمكن من معرفة رأي الشعب لتقوم بتنفيذه، ومن هذه الوسائل الانتخابات.
ولكننا في البحرين -للأسف الشديد- نجد أن هذه الوسائل تستخدم لأغراض أخرى غير تلك التي كان من المفترض أن تتم لأجلها؛ فالإنتخابات البحرينية غير حقيقية لعدة أسباب، أهمها:
1- بعكس هدف الانتخابات المعروف عالميا، فإن الإنتخابات البحرينية لا تجرى لمعرفة رأي الشعب، بل تتم لشرعنة التسلط والقمع، ولا يهم ما هو رأي الشعب فيما يقوم به النظام الحاكم في البحرين.
2- النظام البحريني مستمر في ممارساته القمعية، وهذه الممارسات دليل على تسلطه وعنجهيته، ومن المسلم به أن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فكيف لنظام ديكتاتوري أن يقبل بالتسليم لرأي يخالف رأيه؟! وهذا ما يؤكد أن الإنتخابات هدفها صوري لا أكثر لتلميع صورة النظام المشوهة في العالم.
3- من يسعى لإجراء انتخابات نزيهة ليعرف رأي الشعب لا يستبق هذه الإنتخابات بإجراءات إستباقية لتزوير نتائجها، وكلنا نعرف ماذا فعل هذا النظام القمعي لضمان أن تأتي نتائج هذه الإنتخابات مزيفة ولا تعبر إلا عن توجهاته هو، ففي النهاية كلنا نعرف أن هذا النظام يعرف ماذا يريد منه الشعب بالضبط، ولكنه لا يكترث.
4- طالما أن الحاكم يدرك رأي الشعب، ويعمل على تزوير هذه الإرادة، فبالتالي، أهداف هذه الانتخابات تختلف تماما عما يتم التصريح عنه، ومشاركة الناس فيها سيؤدي للمزيد من الفساد والتسلط والقمع.
موقف الشعب البحريني لا يتعارض أبدا مع فكرة الإنتخابات بحد ذاتها، ولكنه يدرك تماما بأن شروط نجاح هذا الإجراء الديموقراطي لم ولن تتوفر حتى الآن طالما أن النظام الحاكم لم يغير من سلوكه المتعجرف.
ـ نتائج مشاركة الشعب البحريني في الإنتخابات القادمة:
في ظل الاجراءات التي اتخذها النظام، فعلى ما يبدو أن الانتخابات النيابية القادمة تتجه نحو استنساخ المجلس النيابي السابق، خاصة مع تفعيل قانون العزل السياسي الذي استُخدم لضمان وصول من يريدهم النظام إلى البرلمان، واستبعاد الشخصيات الوطنية التي لا تحظى برضاه.
لذلك فقد توجه آية الله الشيخ عيسى قاسم إلى الشعب البحراني بعدة بيانات يدعو من خلالها إلى عدم الانخداع بهذه الانتخابات الصورية، حرصا منه على عدم تزوير إرادة الناس، ولمعرفته بأن هذه الانتخابات ستستخدم لتسيير مخططات النظام، وأن تغيير تصرفات النظام تجاه الشعب ليست إلا إجراءات مؤقتة لن تلبث أن تتغير بعد إنتهاء الانتخابات.
كما أن سماحته قد حذر من أن هذه الانتخابات شكل من أشكال الفساد، وأن من الافضل للنظام الاحتفاظ بالأموال وعدم صرفها من أجل إجراء عبثي منذ بدايته.
ـ مسؤولية الشعب تجاه بيانات آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم :
من واقع مسؤلية ابناء الشعب البحراني المسلم تجاه بيانات سماحة آية الله قاسم، ومن واقع المسؤولية الدينية والوطنية والوفاء لدماء الشهداء وتضحيات المعتقلين وأسرهم، فإنه من الواجب مقاطعة هذه المهزلة السياسية والاكتفاء بمواصلة درب النضال المشروع. وذلك بدلًا من أن يصبح من يشارك في هذه الإنتخابات شريكا للنظام في الجريمة والجناية على أهداف الشعب البحراني في الحرية والكرامة.
فالمطلوب من الجميع، أن يقفوا في وجه هذه الانتخابات المزيّفة المكذوبةِ على الشعب، الملتفّةِ على حقوقه، وإذا مضت قُدُمًا رغمًا، فلا بدَّ له من إعلان براءته منها حتّى لا يَتمَّ إلغاء إرادته بدعوى موافقته ورضاهُ العلني أو السكوتي باستعباده.
وهذا ما وجه إليه آية الله قاسم، فليجعله الشعب البحراني نصب عينه حتى تسلم له كرامته وإرادته.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻