السيد أحمد الغريفي.. مسيرة نضالٍ حتى الشّهادة
قناة البحرين – صوت الشعب
(الجزء الثاني)
تحل الذّكرى السّابعة والثلاثون لشهادته السيد أحمد السيد علوي الغريفي، وكانت شهادته مُسكُ ختامٍ لحياته التي عبّدها بالجهاد والتعبئة الدينية، ونقف هنا لذكر واقعة تلك الشهادة، التي لم يمحُها تاريخٌ أو محاولة طمس، مفتاح خُلد ذِكرى السهيد في القلوب والأذهان..
كان الشهيد في ليلة شهادته في منزل والده، بعد أدائه خطبةً أشار فيها إلى دور السلطة والسعوديين في الهجمات المسعورة على آل البيت (عليهم السلام ، وكانت عناصر جهاز المخابرات تحوم حول المنزل بشكل غير اعتيادي لحِظَه الزائرون.. ونقل البعض أن الشارع العام الذي استشهد فيه السيد كان مغلقًا في الوقت الذي حصل فيه الحادث، وهذا الشارع لأهميته وحجمه لا يمكن اغلاقه، ولهذا فقد فسّر البعض ذلك بأن المخابرات كانت تخطط لعملية اغلاق الشارع مع تنفيذ جريمة الحادث..
ذُكر أن سيارتين تابعتين لجهاز المخابرات لاحقتا سيارة الشهيد، التي كان فيها السيد وطفله، والتصقتا بسيارته من الجانبين، وأحدثتا نوعًا من الاصطدام وتعطيل بعض عجلات السير، مما أدى إلى انحرافها..
حينَها، ترجّل شخص من سيارته بغية مشاهدة الحادث، ولكن كانت هناك سيارتان واقفتين، فمنعه بعض من كان واقفاً وأمره بالانصراف، وعرف انهم من عناصر المخابرات..
نُقل الطفل في إحدى السيارتين ونقل السيد في السيارة الأخرى إلى قسم الطوارئ في مستشفى السلمانية بحالة لا يمكن تداركها، وطلب رئيس القسم معلومات عن هوياتهم فرفضوا اعطاءه أية معلومات، وألزموه بأخذ السيد وابنه، وأوضحوا له انهم رجال مخابرات.
في خصوص الحادثة، فقد أشار تقرير شرطة المرور إلى أن :
“الحادث وقع في الساعة 9:55 م، وكان بسبب انفجار العجلات الامامية، مما أدى إلى تدهور السيارة وانقلابها أربع مرات.. وخلال تدهور السيارة اخذ السيد ابنه محمد البالغ سبع سنوات واحتضنه ليحميه، ولكنه سقط (أي السيد) من مكان الزجاجة الأمامية والتي كانت قد سقطت، فارتطم رأسه بالأرض وأُحدث نزيفًا داخليًّا مما أدى إلى الوفاة بعد الحادث بحوالي ثلاث ساعات وربع، أي في الساعة الواحدة والربع… بينما تماثل الابن إلى الشفاء. “
وكان التقرير يتضارب جملةً وتفصيلًا عمّا ذكره الشهود، ما يوضح أنه كان تقريرًا قد أُعِدّ سلفًا، إذ :
– أولًا: يفيد التقرير بأن السيد سقط من مكان الزجاجة، والابن يقول أن والده هو الذي أخرجه من السيارة وكان في كامل وعيه.
-ثانيًا: أشار التقرير إلى سقوط الزجاجة الأمامية، وعطب العجلتين الاماميتين. بينما قال الذين شاهدوا سيارة الشهيد في فناء “إدارة المرور” حيث توضع السيارات التي تحصل فيها الحوادث بأن السيارة:
أ ــ كانت سليمة تقريبًا وكذا الزجاجة الامامية ما عدا بعض الخدوش في مصابيحها.
ب- أن العجلتين المعطوبتين هما الخلفيتان، وليستا الأماميتين كما أشار التقرير!
-ثالثاً: أشار التقرير إلى أن سبب الوفاة هو ارتطام رأس الشهيد في الأرض بعد سقوطه من زجاج السيارة الامامي بعد أن سقط الزجاج، ولكن التقرير الطبي يؤكد أن سبب النزيف هو ثقب عميق في الرأس نتيجة طلقة نارية، وقد كان النزيف مستمراً إلى يوم تغسيله..
بالاضافة إلى أنه، وبعد استشهاد السيد الغريفي مباشرة، اتصل رئيس الوزراء آنذاك خليفة بن سلمان آل خليفة بوالد السيد الشهيد هاتفيًّا، وقال له: “لا تقولوا أننا قتلنا ابنكم”.
فاضت روحه الشريفة، وهو في نهاية العقد الرابع من العمر، في الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد 27 تموز/يوليو 1985 م المصادف للتاسع من ذي القعدة الحرام سنة 1405هـ ، ودُفِن في مقبرة منطقة عالي بعد تشييع مهيب مصاحَب بحشودٍ غفيرة، ودموع غزيرة ونحيب مؤلم.. جاء من مختلف المناطق لتودّع عالمًا مجاهدًا فاضلًا سخّر حياته للعلم والعمل الصالح في سبيل الإسلام والمسلمين..
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻
