عاشوراء البحرين والتوظيف السياسي هكذا تتدافع الطبول المأجورة في تبجيل النظام الطائفي في البحرين
قناة البحرين_ صوت الشعب
“يكذب كما يتنفّس”، مثلٌ فرنسي خيلَت فيه المبالغة، إذ اعتُقد أن تنسيب مظاهر السلوك الإنساني هو السبيل الأقوم لفهم وتحليل مختلف ما يأتيه إنسان ما، فلا وجود لإنسان صادق أو كاذب في مطلق الأحوال، على اعتبار أن الحقيقة نفسها، تعتبر نسبيّة بالنظر لمحيطها والفاعلين فيها.وفي سياق التبجيل والفخفخة والنفاق، مع عدم التطرق مجدّدًا إلى استعراضات حمد بن عيسى لانجازات نظامه الأرعن بخصوص احياء موسم عاشوراء، بل إلى ما يقابله عملاء البلاط من تطبيل وتدليس.. بينما لا يخلو الجو من الحقيقة المطلقة التي يشهد عليها آلاف المواطنين في هذا البلد المكلوم، من حصار وتضييق وانتهاك طائفي، حتى وأن حاولت المفاهيم والمصطلحات الرنانة الطغيان على الجريمة.عدد من الأقلام المطبلة، في عدد من تقارير للصحف والمواقع، بجّلت النجاح المبهر الذي شهدته البلاد إبان إحياء ذكرى عاشوراء الحسين، في ظل ترحيل الرواديد ومنع الحملات الدينية من دخول البحرين، ازالة السواد، حرمان المعتقلين ولأيام من إحياء الشعائر.. وسواها مما حُفظ عن ظهر قلب عند كل مناسبة دينية تُقام.. ـ” موسم عاشوراء مثالًا” !!هكذا صرح رئيس وكيل شؤون البلديات “محمد بن احمد آل خليفة” ضاربًا الأمثال، لتشهد على الإنسانية الدموية والإعتداءت التي أزالت السواد واعتقلت واستدعت الخلائق ونددت بلعن اليزيد وفرضت عقوبات متنوعة على من يتجاوز الخطوط الحمراء لمملكة التطبيع.أما إشارته الحولاء إلى أن عاشوراء في البحرين مثال حي لقيم التسامح والتعددية!! هنا، نقدم استنكارًا عن ماهية الحرية والتعددية في منهج حلفاء الصهاينة؟! أفي ترحيل الرواديد ومنع الحملات من الدخول للبلاد تحت غطاء سياسي ؟! أم في تكميم الأفواه واستقبال جلاوزة النظام اليزيدي في المآتم، وسفير أمريكا في المراسم والشعائر… والعجيب الصراحة المطلقة حول بدء تنفيذ خطط الاحياء قبل المناسبة، هي حقيقة شهد عليها المعتقلون في سجن جو والذين تلقوا التهديد والوعيد والتعامل السيء والمقيت قبل وخلال محرم الحرام…ـ” الرعاية الملكية تجسد نموذجًا مجتمعيًّا للإخاء الوطني”!!هنا علامة تعجب كبيرة تقف أمام تصريح محافظ العاصمة”راشد بن عبدالرحمن آل خليفة”، الذي يعد، كما سواه، أداة مجرثمة يستعملها النظام المطبع من أجل مغالطة الرأي العام وتلميع الصور في الداخب والخارج، والذي تبجح بتوفير النظام لكل الإحتياجات المطلوبة!!! متناسيًا منع النظام الرواديد الكويتيين من أداء واجبهم الديني، رغم ما يمثلونه من مثال صريح للاخاء والتعايش، دون تبرير واضح.. ـ” نتاج الرعاية الملكية السامية” !!هذا ما التمسه محافظ “المحرق”، الذي أشاد بجهود وزارة الداخلية المستبقة، هي الأخرى، الموسم بتوجيهات صارمة لا تقبل المراجعة.حيث وجه وزير الداخلية راشد آل خليفة لمنع الحملات الخارجية من الدخول إلى البحرين من أجل احياء عاشوراء الحسين، كما مُنع المواطنون، سابقًا، من السفر إلى إيران وسوريا والعراق، وفتحت الاجواء للسفر إلى الكيان الصهيوني الغاصب!!القضية هنا ليست مرورًا أو تسهيلات، بل هناك انتهاكات حدثت خلتل موسم عاشوراء اراد لها النظام أن توأد تحت التراب بتطبيل هذه العينات.ـ “منجزات وطنية” !! متبجح آخر بانجازات وطنية لم يسبق لها مثيل، وطبّال من الطراز الأول، متربع على عرش وزارة الاوقاف الجعفرية. لا يدري هذا الوزير الارعن ماذا يمثل في حد ذاته، من أصول الجعفرية في الصدق والجهاد والاخلاص وإقامة الحق، فلا داعي لتكرار الطروحات، وطرح الخيال في، واقع تحكمه الجريمة ويسوده الظلم من مشرقه ومغربه تحت غطاء الدين والانسانية والحقوق.ـ” إنموذجا للتسامح والحريات”!! جميعهم والنظام وجهان لعملة واحدة، وتشدق جديد يضاف لسلية طويلة يُنسب إلى مدير عام أمانة العاصمة محمد السهلي، فيشيد بجهود استهدفت الشعائر المقدسة وأطرتها في نطاق جغرافي داخلي مقيّد. ويجب التأكيد والتشديد، حين يتحدث عن إنموذج التسامح الديني، ببعض مواقف النظام في قمع الشيعة.. فالتسامح الديني بالنسبة للنظام المطبع هو التسامح مع أتباع الديانات التي نفت “تدينها” شريعة القرآن الكريم، التسامح الصهيوني، البوذي، الهندوسي، وسواه… أما التسامح مع معتقدات الشعب البحريني التي حملها وورثها جيلًا بعد جيل، فلا أساس لها في حسابات النظام، هنا الشعب يُقمع ويُسجن ما بين الفينة والأخرى، ويمنع ويحرم من أبسط الحقوق الدينية، مُحاسبًا على موقف أو كلمة.. ـ” وعي مسؤول وطني لدى الجميع
الصهيوني، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فقد قدم رسالة شكر وعرفان لجميع من شارك في استهداف عاشوراء الحسين، كلٌّ باسمه وصفته، وقد تطرق إلى الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية والتي لولاها لما كانت ضُيِّق على مراسم عاشوراء إلى هذا الحد، ولما تم استدعاء والمواطنين ومساءلتهم ومحاسبتهم على دوسهم علم الكيان الصهيوني في مسيرة عاشورائية… أما عن تطرقه للتعددية وما إلى ذلك فلا شك في قصده استقبال الصهاينة، وسواهم من المضيّعين لهويك البلاد، بالقبول والترحاب، لتمييع وتضييع القيم والمبادئ الاصيلة التي تميز بها هذا الشعب، ولإباحة أنواع الفساد والظلم.ـ “سلاسة وحرية” !! وكأن النظام “الصهيوخليفي” لم يترك منفذًا إلا وعيّن فيه قلمًا مأجورًا من أحل مجرد الإشادة والتطبيل من أجل توظيف عاشوراء وكافة الشعائر الدينية من أجل مصالحه السياسية، فيقوم المأمور بطرح إيجابيات منافية للواقع، والعجيب عندما تكون شهادة الزور مرفقة بعنوان حقوق الإنسان.فقد تعمق علي احمد الدرازي، رئيس جمعية حقوق الإنسان في البحرين، في الكذب متغنيًّا بالحقوق والحريات التي يتمتع بها معتقلو “جو” وغيره، وغطس عميقًز باحثًا عن مخرج من وحل الانتهاك إلا أنه غرق أخيرا أمام الحقيق التي بيّنها المعتقلون في صوتيات متفاوتة، خاصة من بداية شهر محرم الحرام.حيث نفوا وجود هذه الإنسانية برمتها، وكشفوا عن اعتداءات على المعتقلين بأمرة مدير السجن، كذلك المنع الدائم من إقامة الفرائض، تفريق المعتقلين وعدم السماح لهم حتى بالتخاطب بين بعضهم.ما يحدث في سجن جو لهو جريمة بجميع مقاييسها يتعمد النظام المطبع التستر عليها.. ختاما:لقد سعى موظّفو النظام “الصهيو خليفي” لطمس الحقيقة، ووظفوا اقلامهم المأجورة في التبجيل والتهليل والتعظيم من شأن جلاد البلاد، والتلاعب بالحقائق كما تشاء مرجعيتهم العليا، يحرّفون الحقيقة وفق ما تقتضيه المصالك، ويجزّئونها، ويتلاعبون بأبعادها، وينْظرون إليها من نافذة المنفعة والمصلحة، ليكون الكذب والنفاق حليف كلماتهم ومواقفهم عند كل مفترق، تماما كما يتنفسون، وائدين الفطرة الانسانية والاخلاقية التي تحتم على كل ذي ضمير اتخاذ موقف صارم وثابت في وجه الاعتداءات ولو بالرفض وعدم الخضوع والذل لنظام يدس يده في جرائم بحق البحرينيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين على حد سواء…
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻