تطبيع تركيا بمباركة مبجّلة التطبيع “عهدية”!
قناة البحرين _صوت الشعب
تأتي خطوات تلوين خارطة المنطقة بألوان علم الكيان الإسرائيلي، دائمًا، بمباركة وتصفيق شرذمة من المنبوذين والعملاء، لإخاطة أغشية على عيون الشعوب فتُرى المصافحات الطاحنة لعظام المستضعفين سلامًا، واحتضان المجرمين إصلاحًا اقتصاديًّا وسياسيًّا يُنبئ المُضطهدين بالخلاص، ليُطمس دهرٌ طويلٌ من المجازر وسفك الدماء رعاه الكيان المحتل، ويُستر على جراح الفلسطينيين والعرب كافّة بخرقةٍ بالية عملت على نسجها عناكب الكيان، الصهاينة منهم والمستعربين.في سياق إلباس “إسرائيل” ثوب الأم الحنون الطامحة لاحتضان شعوب المنطقة، بعدما شرّدت الآلاف من الفلسطينيين والعرب، يضجّ المفتخرون بالعمالة علنًا، مؤخّرًا بعد إعلان تسوي العلاقات التركية – الإسرائيلية، وترتفع الأصوات المأجورة والعميلة بالتبجيل والإكبار لخطوةٍ يعترف طرفاها، تركيا والكيان، بحاجة كُلٍّ إليها لضمان عدم انهيار منظومته. وهنا تأتي عهدية أحمد، المتغزّلة بالكيان وحلفائه الأباطرة الباطشين في البحرين وسواها من دول الخليج، بمقالٍ لتُمجِّد تطبيع تركيا، وتحسبه خطّ نورٍ جديد ترسمه “اتفاقيات أبراهام” كان عرّابوها فراعنة البحرين والامارات، وتفصّل في مقالها على صفحات “الوطن” المجنّدة مكتسبات هذا التحالف التركي – الاسرائيلي المبنيّ على دماء شعوب المنطقة.يرسم هؤلاء حلفاء وهميّين، وخصومًا وأعداء وهميّين، فيَرون الكيان المحتل حليفًا قويًّا ومتينًا ترتكز عليه طموحات الأمم الاقتصادية والسياسية، والتضافر معه نأيًا بنفسها عن غضب أمريكا، فينبطحون على أقدامها وأقدام الكيان استصغارًا ورضوخًا وانهزامًا أمام غدّة العصر السرطانية، ويقفون خلف إصبع الولايات المتحدة ليستحيلوا ببغاءات سياسة تقلّد أمريكا في تمييز الصّالح من الطّالح، ويبنون على ذلك فرضيات المسير نحو “مناخ إقليميٍّ جديد”، كما تصف عهديّة، تفرضه رؤى ومطامع أمريكا.ما لا يفقهه هؤلاء المجنّدون بأقلامهم، المتعاونون مع الصهاينة والمنبطحون لنيل رضاهم، أن القضيّة باتت أرفع من مجرّد تفكير سطحي بالمصالح الشّخصية، ولا قضيّة نفطٍ أو غاز، المشكلة في الوجود الإسرائيلي نفسه في المنطقة، أو أي منطقة أخرى. اعترفت عهدية بأن جلّ أهداف التطبيع مع تركيا من أجل تصفير الأزمات والتركيز على المكاسب الاقتصادية، ولكن ما يتجاهله الجميع أنّ الأزمة الأساسية لكلّ المنطقة هي هذا الوجود. يفترض هؤلاء أعداءً ليرموا كالجمهورية الإسلامية التي تقف موقف الرادع أمام التوغل الاسرائيلي العسكري في بلادها والمنطقة، ليبرّروا انبطاح العار أمام الصهاينة، فيقاطعونها ويحاربونها تحت ذرائع دعم ما أسمته عهدية بالفصائل والمليشيات علنًا من أجل مقا/ومة وجود الصهاينة على أرضهم.هنا الفارق، وهنا بيان كيف يختلق ذوو التفكير السطحي والمادّي أعداء وهميين إرضاءً لمصالح ما رأوه حليفًا كالكيان الغاصب وأمريكا. القضية قضيّة وجود، وقضيّة آلاف الأرواح المتوعّدة بالقصاص، قضيّة الأطفال المقتولين لا لذنب سوى هويّتهم العربية، وإسلامهم الحنيف، ومقدّساتهم الدينية والعروبية، قضيّة شعوبٍ أبت تقبيل أقدام المحتلّين ورفعت كراماتها فوق تفاهة الدنانير والثروات التي تطمح لها الحكومات، شعوب آثرت الموت على حياة الذل والعبودية للمحتلّين، بينما يتهافت المتهافتون من الحكام والمجنّدين والأقلام والصحف والصحفيين لتمريغ وجوههم بالعمالة ودماء المستضعفين والاستعباد لكيانٍ غاصب ودولةٍ مبنيّة على القتل ونهب ثروات أيٍّ أرض وطأتها، رغم رفض قاطنيها، أم طواعيةً ذليلة منهم، كحكّام الخليج.
– لمتابعة جميع حساباتنا