حتجاز الجثامين: سياسة تفرّعت من العدو الصهيوني حتى النظام السعودي المطبع
لا نقاش بأن السياسات العربية والخليجية في التعامل مع الشعوب وقمعها تمثالت واستُقت وتمازجت مع سياسات الكيان الغاصب، ولم يُترك أسلوب يرمي للحد من حريات الشعوب إلا وتبنّته تلك السياسات، وصولًا إلى سياسة احتحاز الجثامين. يحيي الفلسطينيون 27 أغسطس/ آب من كل عام على أنه “اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، والكشف عن مصير المفقودين”. ويحتجز العدو الصهيوني أكثر من من 100 جثمان فلسطيني بينهم نساء وأطفال، مواصلا تعنته في ظل مساومات صهيونية مع حركة الجهاد الإسلامي، للافراج عن الجثامين مقابل المعتقلين الصهاينة والذين تحتجزهم الحركة. يقول المنسق الإعلامي لحملة استرداد جثامين الشهداء حسين شجاعية أن “عدد الجثامين المحتجزة حاليا يبلغ 102، بعد عودة سلطات الاحتلال لسياسة احتجاز جثامين الشهداء عام 2015، وذكر أن من بين الجثامين المحتجزة 8 تعود لأسرى، وجثمانين لشهيدتين، فضلا عن 256 جثمانا في مقابر الأرقام”.كان آخر جثمان سلمه العدو الصهيوني يعود للشهيدة مي عفانة من بلدة أبو ديس شرقي القدس بعد 14 شهرًا من قتلها، والتي استُهدِفت على حاجز “حِزما” شرقي القدس في يونيو من العام 2020. على الصعيد القانوني، يذكر شجاعية أن “الأفق القانوني صعب ومقعد” في هذا الملف، كون السلطات الإسرائيلية ربطته بملف جنودها المأسورين في غزة. من جهتها، تنقل الخارجية الفلسطينية ملف الجثامين إلى مختلف المنابر الدولية، لكنها تشكو “سياسة الكيل بمكيالين”. ويقول الدكتور “أحمد الديك” مستشار وزير الخارجية إن الدبلوماسية الفلسطينية ترفع تقارير رسمية إلى مجلس حقوق الإنسان، ورسائل متطابقة إلى أمين عام الأمم المتحدة، ورئاسة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن دون جدوى.تتشابه هذه السياسيات بما يقوم به النظام السعودي، فإن عدد الجثامين المحتجزة بلغ الـ 132 جثمانًا من بينهم 9 جثامين لقاصرين. لدى بعض العائلات مخاوف من تشويه أو تعذيب يتعرض له الأفراد قبل إعدامهم يدفع الحكومة إلى احتجاز الجثمان ورفض تسليمه. يعزز هذه المخاوف تسلم جثامين لأفراد قتلوا تحت التعذيب خلال الاعتقال، وبعد تسلم الجثمان تبين آثار التعذيب. بعد محاكمات هزلية تفتقر إلى أبسط معايير المحاكمة العدالة، أو خارج نطاق القانون في بعض المواجهات. 16 منظمة غير حكومية طالبت السعودية بإعادة جثامين تحتجزها إلى عائلاتها للسماح لها بدفنهم، والحداد عليهم وفقًا لتقاليدهم ومعتقداتهم وممارساتهم الثقافية والدينية، مؤكدين أنَّ احتجاز الجثامين نهجٌ قمعيٌّ إضافة لكونه يخالف المواثيق الدولية. يعتبر احتجاز الجثامين سياسة انتقامية يستخدمها الصهاينة والأنظمة القمعية للانتقام من أسر المقـ/ـاومين كأسلوب ردع، وحربا نفسية للحد من مشروع المقـ/ـومة. ينافي احتجاز الجثامين الأعراف الإنسانية، كما يناقض التشريعات الإسلامية التي تنكرت لها الانظمة المطبعة محتذية حذو العدو الصهيوني في خطوات مقيتة ومنبوذة لدى الشعوب في المنطقة.
– لمتابعة جميع حساباتِنا: