جلبوع أيقونة الحرية
6 سبتمبر/ أيلول، ذكرى عمليّة نفق الحريّة والتي من خلاها انتزع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم بـ “الملاعق” ثم كسروا شبح الاحتلال. أدخلوا الكيان المؤقت في أسبوع دمار شامل يكشف عن عجز القوّات الأمنيّة فيه. محمود العارضة، ومحمد العارضة، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل فيعات أسماء يحفظها الكيان المؤقت اليوم أكثر من أي وقت مضى. وأعاد الاحتلال اعتقال الأسرى الستة بعد عملية ملاحقة كلفته الكثير من الجهد الاستخباراتي والميداني وحتى المادي على مدار عدة أيام وبعضهم لنحو أسبوعين بعد تمكن أسيرين منهم الوصول إلى مسقط رأسهم جنين.مرّ الأسرى الستة بجولات من عمليات التّنكيل، مقابل ذلك تمكّنوا من مواجهة هذه الإجراءات، والإصرار على نقل رسالتهم، وإصرارهم على محاولة تحقيق الحرية. أوضح نادي الأسير الفلسطيني، أنّ الكيفية التي تمكّن عبرها الأسرى جماعيًّا من مواجهة الهجمة الانتقامية الممنهجة التي شنتها إدارة السّجون عليهم، بعد الفشل الأمنيّ الذي لحق بهم بعد عملية “نفق الحرية”، وعبر مسار من المواجهة والخطوات النضالية استطاع الأسرى من تشكيل جبهة داخلية على قاعدة الوحدة، واتخذوا من خطوات “العصيان والتّمرد” على قوانين إدارة السجون مساراً لهم.يقول الأسير المحرر فارس خليفة: ” في ذلك اليوم، علم الأسرى من إعلان إدارة سجن جلبوع أن هناك نقصا في الإحصاء الذي يجريه السجانون للأسرى في السادسة صباحا. وأن 6 من رفاقهم في إحدى زنازين قسم (2) مفقودون، ليتضح أنهم تمكنوا من تحرير أنفسهم منذ الساعة الواحدة ليلا عبر الهروب من نفق حفروه” بينما أفادت يومها القناة 12 الإسرائيلية بأن الأسرى كانوا يحفرون في الحمام خلسة لأسابيع أو شهور قبل تنفيذ العملية، وقد أخفوا الحفرة تحت لوح أرضية، ولم يضطروا إلى الحفر بعيدا تحت الأرض، لأن السجن مدعوم بأساسات، وقد احتاجوا فقط إلى الزحف تحت هذه الأساسات حتى وصلوا إلى منطقة خلف السياج، ثم زحفوا للخارج من خلال حفرة هناك. يذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل”بأن الحفرة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج مراقبة مباشرة، لكن الحارس كان غارقا في النوم ولم يلحظ أنهم يفرون. يقول محمود العارضة، أحد منفذي العملية، بعد إلقاء القبض عليه قال: “أردنا أن نقول للأمة إن هذا الوحش وهم من غبار” كما عبر أيهم كممجي، أحد منفذي العملية أيضًا: “سنخرج من الباب من فوق الأرض. كما قهرناهن من تخت الأرض سنخرج مرّة أخرى”.