عندما تتحول وزيرة الصحة من ملاك رحمة إلى متكتّم على جرائم الداخليّة
قتاة البحرين_ صوت الشعب
في وطنٍ مكلوم يرزح تحت سلطة بوليسية تحكمها العقليات القبائلية السلطوية، لا لتعدذ الآراء أو التيارات، نظامٌ واحد يحكم البلاد ويخضع كل من فيها لحكمٍ جائر مقيت، ويوظّف لإعاناته حقائب وألسنة وأقلام عميلة تخدم فرادته في الحكم. في سابقة ليست بمستهجنة، تؤكد وزيرة الصحة البحرينية أن البحرين “تخضع إلى نظام شامل متكامل، سواء كان في مراكز الرعاية الصحية الأولية، أو في مجال المستشفيات الحكومية الخاضعة للضمان الصحي وغير الخاضعة، مضيفة أن هناك تنسيق بين وزارة الداخلية والصحة تحت مظلة المجلس الأعلى للصحة، بنقل الدور الصحي للمؤسسة الصحية التي تقدم أفضل الخدمات للمواطنينين المقيمين، سواءا كانوا في موجودين في دور الاصلاح والتأهيل، أو المجتمع”. يأتي الواقع بحقائق مغايرة بشكل جذري لما صرحت به جليلة حسن، تدحض حكايا الشهداء والمعتقلين الذي راحوا ضحية القمع والاضطهاد من قبل جلاوزة النظام في وزارة الداخلية، كلّ المزاعم الباطلة والعميلة الخادمة لنظام دكتاتوري مطبّع اعتاد سفك الدماء وطبع علامات التعذيب والسقم على اجساد مستضعفي عذا البلد. إحدى أكثر القصص إيلامًا ومظلومية قصة الشـ/ـهيد عباس حسن مال الله (50 عامًا – 6 أبريل 2021 )، والذي قضى جراء الإهمال الطبي، حين تعرض إلى أزمة قلبية في سجن جو المركز ، والمضاعفات التي لحقت به بسبب إصابته بطلقة شوزن من مسافة قريبة لحظة اعتقاله، ليستشهد لاحقًا بعد نداءات عدة تطالب بعلاجه، وكان مصاب بالقولون وقرحة في المعدة، وشكا أكثر من مرة من عدم تلقيه العلاج والعناية الطبية اللازمة داخل سجن جو المركزي. كذلك الشـ/ـهيد علي أحمد قمبر (48 عامًا – 25 اكتوبر 2021 ) الذس أصيب داخل السجن بسرطان الغدة النكفية، وساءت حالته، فيما تجاهلت وزارة الداخلية توصية من طبيبه بمنحه إفراجًا من السجن لأسباب صحية، بعد إجرائه عمليتيّ استئصال الغدة النكفية. واصلت الوزارة تجاهل هذه التوصية مما أدى إلى انتشار السرطان في جسمه ووصوله إلى رئتيه، لتطلق سراحه بعد شهور من المعاناة للتهرب من مسؤليتها ليستشهد بعد شهور قلائل.لا تقف الشهادات عند الشهداء الذي فارقوا هذه الدنيا، بل يُعتبر من الأحياء الذين يُقتلون ببطء داخل السجون، والذين يعانون من امراض عديدة لم تسببها إلا سياسات التعذيب والاضطهاد والاهمال، إحدى عشرات الحالات تتمثل بالمعتقل رضا مشيمع، شقيق شـ/ـهيد الاعدام سامي مشيمع، والذي يعاني من العديد من الأمراض المستعصية، حيث تتطلب حالته عملية جراحية مستعجلة، ورغم مرور السنوات، لا تزال طلقات سلاح الشوزن منتشرة في جسده ما يتسبب له بآلام شديدة. يفاد أن حالة رضا مشيمع لا تقل خطرًا عن الحالات المرضية المستعصية والخطيرة في سجن جو، ويُطالب بسرعة الإفراج عنه والنظر الجاد إلى حالته الصحية.يُضاف إلى رضا العشرات من المعتقلين الذيت يعانون من سطوة الجلاد والاهمال الطبي المتعمد، منهم المعتقل المفرج عنه أحمد جابر، مرتضى محمد، والمعتقل المفرج عنه مؤقتا حتى التشافي حسن عبدالله حبيب بطي، الثلاثة الذين تعرّضوا للاصابة بمرض السل داخل الزنازين، وازدادت حالتهم سوءًا ولم يتم الافراج عنهم إلا بعد أن فتك بهم المرض وسط تفرج وإهمال طبي متعمد استمر لسنوات.
– لمتابعة جميع حساباتِنا