آية الله قاسم في حوار شامل مع صحيفة “الوفاق” الإيرانية: مسار النظام البحريني من “سيءٍ إلى أسوأ”… والارتماء بأحضان الصهاينة سيسلخ البلاد من هويتها
قتاة البحرين _صوت الشعب
أكّد آية الله الشيخ عيسى قاسم أن موقف النظام الحاكم في البحرين معادٍ للإصلاح، معتبرًا أن المسار السياسي الرسمي في البلاد “من سيّءٍ إلى أسوأ”. وفي حوار شامل مع صحيفة “الوفاق” الإيرانية، بتاريخ 1 فبراير 2023، على أبواب الذكرى الثانية عشرة لثورة الـ 14 من فبراير، تناول فيه سماحته قضايا البحرين الداخلية، وأبدى رأيه بالقضايا الإقليمية والدولية، حذّر آية اللّٰه قاسم من أن استمرار النظام الخليفي في سيره الارتمائي في أحضان الكيان الإسرائيلي، سيسلخ البلاد من هويتها الإسلامية والعربية، معتبرًا أن السلطة فاقدةٌ لحالة الإنسجام مع شعبها، ولا ثقة له فيها، لشدة استهدافها له، ومناقضتها لقناعاته المبدئية ومصالحها وابتعادها عن خط الأمّة وهويتها. أما عن مساعي تهويد البحرين، فشدّد آية الله قاسم على أنها قضية وجود ودين يُحرَّم كلّ الحرمة التفريط فيها، والتعامل معها بشيء من الفتور والتراخي والتسويف، مؤكّدًا بكل ثقة، أن المقاومة الشعبية بوجهه لن تزداد مع الزمن إلاّ تصاعدًا وتفاقمًا وجديّةً والتفافا، و”الجرأة في هذا المجال في حيوية وتقدّم وانتشار”. وفي ما خص التدخلات الأجنبية في البحرين، اعتبر سماحته أنه ورغم الدور البريطاني والأميركي، القائم على محاولة إفشال وتعطيل الحراك ودعم السياسة الحكومية المضطهدة للشعب، الممكِّنة لهما وللكيان الإسرائيلي، سيبقى الشعب مستمرًا متربصًا كلّ الفرص للتطوير وزيادة الفاعلية والتأثير الإيجابي، و”قد بدأت المعارضة تمتلك إحساسًا جديًّا، بضرورة تكثيف الجهود وتنسيقها وتطويرها ومحاولة الابتكار الذي يضيف إليها الجديد النافع”. داخليًّا، استنكر آية الله قاسم الإجراءات التي يقوم بها النظام اليوم، من سحب الجنسية من المواطنين وإسقاطها، والتي تدفع بالكثير من شباب البحرين اللجوء إلى بلدان أخرى، منبّهًا إلى أن هذه “الخطوات تصب في صالح التغيير الديموغرافي، وتجفيف منابع التحريك لإرادة التغيير عند الشعب… وهو مدركٌ لذلك وعنيد في هذا الأمر”. ومن الجانب الحقوقي، اتّهم سماحته النظام الخليفي بالتهاون بمصير المعتقلين، متسائلًا: “كيف للسلطات أن تهتمّ، وهي من زجّت داخل سجن جو سيّء السمعة العشرات من الرموز البحرينية؟ ولا زالت حتى هذه اللحظات تقوم بالاعتقالات التعسفية”. كما طالب آية الله قاسم في الإطار نفسه، جميع الجهات السعي للإفراج عن جميع المعتقلين، فقال: “على الشعب ألا يعطّل صوت مطالبته بإرجاع حرية السجناء المظلومين مطلقًا، بسبب فارق دينيٍّ ولا مذهبيٍّ ولا قوميٍّ ولا طبقيّ، وعلى المؤسسات الدوليّة لحقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية أن تدركَ بأنّ ترك الظلم يتوسع في بلد ما، معناه فتح الطريق إليه لينتشر في العالم كلّه”. وفي سياق منفصل، رأى فقيه البحرين أنّ الإساءة القبيحة للمقدسات الإسلامية تمثّل محاولة من محاولات الاستكبار الغربي مناطحة البناءات الإسلامية الأعظم شموخًا وأرسخها، وأقدس المقدسات من عقيدة وشريعة، ثم قادة ورموز، من أجل أن يُصغُر الإسلام العظيم في نفوس الأمّة وتنفر منه… وذلك لعدم قدرته على المنازلة العلمية الدقيقة للإسلام، يلجأ إلى مثل هذه التفاهات والسخف والهراء”. كذلك تناول آية الله قاسم الأحداث الفتنوية في إيران، فأشار إلى أنها من تدبير أمريكا والدول الأوروبية كبريطانيا وفرنسا، لأنّ “الدور المشترك لهؤلاء في إشعال فتيل هذه الأحداث وتأجيج نارها بارز صارخ مجاهر بلا غطاء ولا تستر، ودعمهم المالي وشراؤهم لمحركي الفتنة في الداخل، وإعلامهم المسخّر ليالي وأيامًا لتضخيم الأحداث والتشجيع عليها، شاهد حيّ على ذلك”، علمًا أنهم لا يخفون أمنيتهم في إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية من خلال هذا التدبير الشيطاني الذي أتلف ما أتلف من النفوس وهدر ما هدر من الثروة واستهدف ما استهدف من المقدسات”. وعن الحرب على اليمن، شدّد سماحته أنّها عبثية، واصفًا إياها بالإجرامية والاستهتارية والمعادية للدين والإنسانية. وبالحديث عن العراق، أشاد آية اللّٰه قاسم بالمرجعية الدينية الرشيدة، مؤكّدًا أنّها صمّام الأمان فيه، ومعها قوى الحشد الشعبي والوجود العلمائي النابه الغيور”. وختم سماحته بالإجابة عن سؤالٍ حول جهاد التبيين، قائلًا: “إنّ الحق، بلا تبيين له ولعطاءاته، والنتائج الكبرى للتمسك به، لا تكون له محركيّة عامة عند الناس، وإذا تبيّن وظهر على جماله، وأدرك الناس مدى الفاعلية العظيمة الإيجابية للتمسك به في حاضرهم ومستقبلهم، فدوه بأنفسهم، وتمسّكوا به حتى النفس الأخير وناصروا من ناصره وعادوا من عاداه”.
– لمتابعة حساباتنا: