ذوو المعتقلين في الإنفرادي يُكذّبون أمانة التظلمات… ويطالبون: “أخرجوهم من العزل”
قناة البحرين_صوت الشعب
تظنّ للحظات، وأنت تطالع بيان الأمانة العامة البحرينية للتظلّمات، أنّها أمّ المعتقلين الحنون، السّاهرة على حقوقهم، الساعية لتأديبهم حين تقتضي الضرورة، وهي التي نفت فيه، مساء أمس 2 فبراير 2023، خضوع معتقلي الرأي الأربعة عشر، المحكومين بعقوباتٍ إضافية، بتهمة الشّروع بالهرب من سجن جو، لأيّ عزلٍ انفراديّ، مدّعيةً اتباعها لإجراءات إدارية وتنظيمية وتتماشى مع المعايير الدولية في مسألة تصنيف النزلاء وفصلهم.متفاجئًا بالبيان بدا علي مهنا، والد أحد المعتقلين الأربعة عشر، حسين، جازمًا في حديثٍ لـ”قناة البحرين- صوت الشعب” أنّ ابنه وآخرين أكّدوا لمراتٍ عديدة أنّهم معزولون في الانفرادي منذ 6 أشهر، (10 أغسطس الماضي)، وهم متواجدون بمبنى 3 بالطابق الثالث، وما من أحدٍ معهم، وهو ما شدّدت عليه شقيقة المعتقل محمد التوبلاني للقناة، مستنكرةً ما يحويه البيان من كذبٍ ومغالطات، “بدليل ما عايشناه وعايشه أبناؤنا منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا”. “لم نتعجب من موقفهم ولكن تعجبنا من توقيت الإصدار”، يقول مهنا، علمًا أنّ البيان هذا صدر بعد الحكم على المعتقلين بعقوبات وأحكام قاسية، يوم الثلاثاء الماضي، “حيث طالبْنا بعدها بنقلهم من العزل، بعد أن كان انتظار الحكم ومتطلبات القضية الذريعة والمبرر للإبقاء عليهم فيه”.ووصف مهنّا البيان بالمجحف لأبعد الحدود، مؤكدًا أنه مجافٍ للحقيقة، وذلك بشهادة المعتقلين الـ14 والسجناء الآخرين، الذين يوصلون الأخبار عنهم عبر ذويهم.وفي حين زعمت الأمانة في بيانها أنها واصلت التحقيق فيما ورد إليها من شكاوى وطلبات مساعدة من ذوي المعتقلين، مدّعيةً أن محقّقيها قاموا بزياراتٍ ميدانية عدة إلى السجن، التقوا فيها بعددٍ من المعتقلين المذكورين، نقلت التوبلاني عن أخيها حديثه عن هذه الزيارات غير المثمرة، والتي لا ينتج عنها سوى رد خجول من أعضاء الأمانة: “لسنا قادرين على فعل أو تقديم أي شيء لكم”، وأردفت شقيقة المعتقل، “أنا على يقين اليوم من أن التظلمات منظمة شكلية لا فائدة ولا رجوى منها سوى في ما يضر أبناءنا المعتقلين”.وأشارت إلى أنّ “التظلمات” تعمد بعد مراجعات ذوي المعتقلين المتكررة، إلى تبرير العزل الانفرادي بالتذرّع بتعرّض المعتقلين لجزاءات تأديبية نتيجة مخالفات قاموا بها، وأضافت “كلّ ما نحصل عليه، بيانات تبيّض من الانتهاكات ضد أبنائنا وتضعهم في موقف المخطئين، وهم عكس ذلك”.يشدّد مهنا إذًا على أنها ليست الكذبة الأولى لأمانة التظلمات، التي تُكذّب معتقلي الرأي وتصطفّ مع إدارة السجن، وقد كررتها مرارًا حين اعتبرتهم هم المعتدين المخطئين، نافيةً تعرّضهم للأذى، مدعيةً أنّهم يعيشون ظروفًا طبيعية، ويحصلون على حقوقهم في الزيارات والاتصالات بشكل دوري، كما على مستلزمات المعيشة.يبقى بيان الأمانة حبرًا على ورق، وشعارات برّاقة تدّعي كذبًا حفظ الحقوق، ، وعليه، وبكل إصرار، طالب مهنا بإخراج ولده ومن معه من العزل، بل الإفراج عنهم لأنهم سجناء رأي سُجنوا ظلمًا بغير حقّ، وختم “أطلقوا سجناء البحرين، أنقذوا سجناء البحرين”.
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
