أسُود التحرير من فلسطين إلى البحرين رضا الغسرة ومحمود العارضة
ثتاة البحرين _صوت الشعب
من البحر حتى الخليج، وبين نفق “جلبوع” وساحل “جَو” المحصّن، بطولاتٌ سطّرها أحرار يأبون القيود الجائرة، لتتماثل أساطيرهم في التضحيات وتوقهم للحرية كما تماثلت أنظمتهم في الطغيان وسفك الدماء.- محمود العارضة، البطل الذي نعت الاحتلال بـ “وهم من غبار” كانت تلك المحاولة الثالثة للعارضة للهروب من سجن الاحتلال بعد رحلة ربع قرن قضاها في المعتقلات، بدأت منذ اعتقاله في سنوات المراهقة. لم تسقط من ذهنه فكرة التحرر رغم المحاولتين السابقتين للهروب، فخرج في المرة الأخيرة من باطن الأرض، بعد تخطيط وعمل استمر لأشهر على نار هادئة، ونُفّذ في صبيحة السادس من سبتمبر العام ٢٠٢١.عُرف عن العارضة بأسه وصلابته، حيث قاد عمليّتين تحريريّتين رغم تضييقات الاحتلال وعقابه وعزله كل مرة، حتى حفر “بالملاعق” نفقًا نحو الحرية، ليُلقى القبض عليه من جديد ويسجِّل في تاريخ المواجهات مع الكيان غايته التي رمى إليها:”أردنا أن نقول للعالم إن هذا الوحش هو وهم من غبار”قال الأسير العارضة كلماته تلك فتعرض للضرب من شرطة الكيان، ورغم قمعه داخل قاعة المحكمة، وقبل النطق بالحكم، استرسل قائلا:”فخور بما عملت لأنني إنسان والإنسان دون حرية ليس إنسانًا، أنا تحت الاحتلال ومن حقي أن أتحرر بكل الطرق، وأنتم محتلون لأرضنا ومقدساتنا ومن حقنا كشعب أن نكون أحرارًا”.- بين العارضة والغسرة نهجٌ واحد لا يحيدتتشابه أسطورة العارضة في فلسطين ببطولة الشهيد رضا الغسرة في البحرين، فإذا كان محمود العارضة قد ختم نضاله بغاية فضح الاحتلال، وإثبات أن هذا “الوحش وهمٌ من غبار” ، فقد ختم الشهيد الغسرة سلسلة البطولات بما أراده، تحقيق الحرية المُثلى وكسر القيود…نال الشهيد رضا الغسرة مناه من سلسلة المجابهة للظالمين في رابع عمليات التحرير، وبعد أن تعرض في المحاولات السابقة لجراح جسدية جسيمة، واعتقالات متكررة… حتى ولّفها بإثبات وهن الأنظمة الأمنية أمام بأس الطالبين للحرية.- البطل واحد، والسجّان المجرم واحد لا تتغاير بطولات الشهيد رضا الغسرة والأسير محمود العارضة وفريقهما، اثنان متعطّشان للحرية يرشدون جمعًا غفيرًا من الأحرار على طريق الانعتاق. والمجرم واحد، ذات النهج في الاستبداد والتعسف والجلد، ذات البطون الممتلئة بخيرات الشعوب، والكفوف الملطخة بالدماء، وأساليب التعذيب والقمع والاضطهاد.نظام آل خليفة وكيان الاحتلال، نظاما حكمٍ جائران لا يملكان أكثر من القتل والاعتقال، محاولتان بائستان لشطب عنفوان الشعوب وإخماد ثورة الحرية… وفي كل مرة، عند تقييد أو قتل كل حر، يولد الآلاف من المتعلّمين على نهج مقاومة الظلمة، وخطى الأبطال المعتقلين والشهداء، ليبرهنوا ان مسيرة النضال لا تفنى، وأن تجارة الأرواح في سبيل الحرية والكرامة لا تبور.
-لمتابعة جميع حساباتِنا: