عوائل معتقلين ونشطاء في ندوة لمنتدى البحرين: المعتقلون ضحايا حقّ تعبير سلـميّ مشـروع جرّمتـه السلطـات
قناة البحرين_صوت الشعب
نظم”منتدى البحرين لحقوق الإنسان” ندوةً حقوقيةً إلكترونية تحت عنوان “مستجدات الشأن الحقوقي في البحرين”، استضاف فيها جواد فيروز، رئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مداخلة كلٍّ من والدة شهيد الاعدام سامي مشيمع، والناشط السياسي علي مهنّا، والد المعتقل حسين مهنا، وعضوَي جمعية الوفاق الوطني الاسلامية إبراهيم المدهون ويوسف ربيع. وأدار الحوار الناشط الإعلامي السيد مرتضى الطالبي. لفت جواد فيروز، رئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى أنّ السّلطة تجرّم أشكال التعبير السّلمي وتتعمد خلق حالة من ترهيب المواطنين عبر الاستدعاءات المتواصلة والاحتجازات التعسفيّة وفرض الغرامات المرتفعة، وهي بذلك تناقض نفسها إذ تدّعي أمام المجتمع الدولي صونها للحقوق وتطبيق للقانون. أكد فيروز أنّ إجراءات السلطة لن تؤدي إلى انحسار الشعب أو انكفائه عن مطالبته بحقوقه المشروعة وعن احتجاجه على تردي الأوضاع الاقتصاديّة فضلا عن مضي السلطات الرسمية في الخطوات التطبيعيّة.وتعليقًا على الحادثة الأخيرة في إحدى المدارس، التي أدّت لتدخّل وزارة التربية في معاقبة تلاميذ احتجّوا سلميًّا، عدّ فيروز أن كل القضايا يتم التعامل معها من منظور أمني بحت، مضيفًا أن وزير التربية ذو باعٍ طويل في التطرف وقمع الحرّيات، وهذه الانتهاكات الجسيمة ليست غريبة في ظلّ استلامه للوزارة.فيروز أفاد بقيامه بطرح قضية معتقلي الرأي بمن فيهم المعتقلين الـ 14 المعزولين سياسيًا خلال اجتماع مع “مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان” في جنيف، مؤكّدًا حرمان سجناء الرأي من حقوقهم كالحقّ في تلقي العلاج ومتابعة الدراسة وممارسة الشعائر علة وجه التحديد، في مخالفة صريحة لـ ” القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ( مبادئ نيلسون مانديلا)”.هذا وثمّن البرلمانيّ السابق حراك المعتقلين السياسيين مؤكدًا بأنها تعريّ ادعاءات هيئات الرقابة الحكوميّة وادعاءات من يدعون بأنهم يدافعون عن المصلحة العليا للوطن وبأنهم يمثلون الناس، حيث أظهروا بأن وجودهم صوري ومخجل لتلميع صورة السّلطة فقط، لا لجبر الضرر وانصاف الضحايا.في مداخلتها تحدّتث والدة شهيد الاعدام سامي مشيمع عن معاناة أبنائها بسبب اجراءات السّلطات التعسفية، إذ أعدمت نجلها “سامي”، وسببت لـ “عبد الزّهراء” حالة مرضيّة مزمنة، وتستمر في استدعاء نجلَيها “منير” و “حسن”، بينما يقبع ابنها “رضا” في السّجن. الوالدة وصفت ما يعانيه “عبد الزّهراء” بأنه إعدام معنوي، حيث تعرض لأبشع أشكال التنكيل والتعذيب، مما أثر على صحته النفسيّة والعقليّة.في صدد ذلك علّق فيروز بأن النظام يمارس الفجور في قمعه للعوائل مثنيًا على صبر وتضحيات عائلة الشهيد مشيمع، داعيًا شعب البحرين إلى مساعدتها في معالجة ابنها.يُشار إلى أن البحرين ستستضيف في الفترة الممتدة من 11 إلى 15 مارس الجاري اجتماعات الجمعية الـ 146 للاتحاد البرلماني الدّوليّ.أشار جواد فيروز إلى أنّ “لجنة حقوق الإنسان” التابعة للاتحاد لم تقتنع بردّ السلطة بما يخص شكواه وشكوى النائب السّابق مطر مطر بشأن تعذيبهم في 2011، وكشف بأن بعض البرلمانيين والهيئات الحقوقيّة عبروا عن استعدادهم لإثارة الواقع الحقوقي بهدف الدفع لإنصاف البرلمانيين السابقيين، حيث أسقطت السلطة جنسيات 6 منهم، بمن فيهم آية الله قاسم، الشيخ علي سلمان، وغيرهما من البرلمانيين الذين تعرضوا لانتهاكات شتى.في مداخلته طالب عضو جمعية الوفاق إبراهيم المدهون البرلمانيين الذين سيحضرون إلى البحرين بالاطلاع على الانتهاكات التي تمارسها السلطات، كما دعاهم إلى الاطلاع على تجربة شعب البحرين البرلمانيّة، وكيف أجهضتها عقلية “الديكتاتورية”، كذلك على “وثيقة المنامة” التي عرضتها “جمعية الوفاق” كمبادرة حلّ في ظل تجاهل السلطات.في السياق نوّه المدهون إلى أنَّ السلطة تتجاهل التوصيات الدّولية بسبب غياب المسألة على قاعدة “من أمن العقوبة أساء الأدب”، مؤكدًا على البرلمانيين الدوليين بأن البرلمان الحاليّ في البحرين يتجاهل معاناة السّجناء ومظلوميّة شعب البحرين الذي يطالب بحقوق بديهية وإصلاحات جذريّة.من جهته روى علي مهنّا، والد المعتقل حسين مهنا، عن التنكيل المتواصل بحقّه، واصفًا ما يتعرض له البحرينيون بأنّه تخويف ممنهج يهدف إلى ردع الشعب من المشاركة في الاحتجاجات السّلميّة. وفيما يتعلق بالعزل السياسي للمعتقلين الـ14، بمن فيهم ابنه “حسين”، وصف مهنّا الممارسات التي يتعرضون لها خاصةً بعد انتهاء محاكمتهم، فيما تواصل إدارة “سجن جَوْ” إنكار وجودهم في العزل. وتأسف مهنّا من تجاهل النوّاب لمطالبته إياهم بمسائلة وزير الداخلية بدواعٍ مختلفة.
وفي مشاركته أكّد عضو جمعية الوفاق يوسف ربيع غياب وسحق الحريات الأربع في البحرين “الصحافة، التعبير، التجمع، تكوين الجمعيات”، وأن تعقّد الأزمة السياسية ينعكس سلبًا على أزمة السجناء، الأزمة الاجتماعية، والأزمة الدبلوماسيّة. استرسل يوسف ربيع لافتًا إلى أن السلطة تتلاعب بملف السّجناء كورقة ابتزاز واصفًا محاكمة أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان بـ “الساقطة” لأنها قائمة على تهمة ملفقة تعريّ السلطة إن تمت المصالحة مع قطر.
-لمتابعة جميع حساباتِنا:
