بسيوني يكذّب فخرو
قناة البحرين – صوت الشعب
ماذا أثبت مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي على نظام البحرين؟
-مطالبات بحريّة الخواجة في جمعية الاتحاد البرلماني
في خضمّ لهث النظام البحريني لاغتنام احتضانه الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي، ليحيله فرصة فريدة من أجل تلميع سجلّه الحقوقي المزري، وضعت وفودٌ برلمانية قضيّة الحقوقي البحريني عبدالهادي الخواجة في جدول المسائل التي ستطرحها أمام أكثر من 170 وفدًا دوليًّا. طالب سورين سونديرغارد، رئيس الوفد الدنماركي، بالإفراج عن “المواطن الدنماركي عبدالهادي الخواجة” المحكوم بالسجن المؤبد “بسبب كفاحه من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان” مشيرًا لتعرّضه للتعذيب أثناء اعتقاله. تبع سونديغارد في مطالباته عضوَي الوفد الدنماركي “كيم فالنتين” و”كريس جنسن سكريفر”، وآخرون من وفود أخرى كوفد كل من السويد والنرويج وأيرلندا وأيسلندا وهولندا وفنلندا.
-فخرو: لم يتعرّض الخواجة للتعذيب
رغم المطالبات التي حفلت بها الجمعية البرلمانية الدولية المنعقدة في البحرين بالافراج عن الخواجة وضمان حقوق الإنسان في البحرين، فقد قوبلت الوفود برد غليظ من النائب الأول لرئيس مجلس الشورى البحريني والمتحدث الرسمي باسم الوفد البحريني جمال فخرو، إذ أنكر تعرّض الخواجة لأي شكل من أشكال التعذيب.
قال فخرو أنه كان لا بد من الوفد الدنماركي عقد “اجتماع ودي” مع النواب البحرينيين المشاركين في المؤتمر للوقوف على الحقائق المتعلقة في هذا الشأن “بدلًا من توزيع اوراق وبروشرات في الاجتماعات والوقوف في الجلسة العامة”. وأردف جمال فخرو بتأكيد وجود لجنتين خاصتين كانتا ستصدران تقارير محايدة بهذا الشأن لو ثبت تعرّض الخواجة للتعذيب، وهما الأمانة العامة للتظلمات ولجنة التحقيق الخاصة.
-زينب الخواجة: منظّمات دوليّة عدة وثّقت تعرض والدي للتعذيب
ردًّا على تصريحات فخرو، ظهرت زينب الخواجة ابنة الحقوقي المعتقل عبدالهادي الخواجة في مقطع مصوّر لها بيّنت فيه أن منظمات دولية وثقت تفاصيل تعرّض والدها للتعذيب، منها وأهمها “لجنة بسيوني” التي جُلبت إلى البحرين من قبل الملك نفسه.
-تقرير بسيوني المستـــقلّ يجزم تعرّض الخواجة للتعذيب والاعتداء الجسدي، اللفظي، والجنسي
تقرير اللجنة المستقلة لتقصّي الحقائق (بسيوني) التي أنشئت من قبل ملك البحرين في 29 يونيو 2011 للنظر في الحوادث التي وقعت خلال فترة الاحتجاجات في شهري فبراير ومارس 2011، يزخر بالشواهد على انتهاكات حقوقية وإنسانية واضحة، متعمّدة، وممنهجة بحق البحرينيين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالديمقراطية، بينهم الحقوقي الخواجة الذي عمل تطوعًا للمساهمة في التحرك الشعبي السلمي لضمان الحقوق ورصد توثيق الانتهاكات التي وقعت أثناء أحداث انتفاضة فبراير 2011.
يورد تقرير بسيوني تفاصيل اعتقال الخواجة في 8 ابريل 2011 التي لم تخلُ من التعذيب، كما يوثّق كتابيًّا تعرّضه لشتى أساليب التهديد، الضرب، والاعتداء اللفظي والجنسي باستمرار ما حدا به عدة مرات للإضراب عن الطعام.
تنتهي أعمال الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي في البحرين، وينتهي معها فصل آخر من فصول التنديد بالوضع الحقوقي من طرف ليكذّبه طرفٌ آخر. تكررت الملاحظات الدولية في الشأن الحقوقي والسياسات الباطشة التي ينتهجها النظام الحاكم بحق البحرينيين، الذين لم يثبت عليهم أكثر من تهمة مطالبتهم بحق العيش في بلد ديمقراطي يصون لهم كراماتهم وحقوقهم، وهو ما يُعدّ طبيعيًّا عفويًّا طوعيًّا في البلدان الأخرى، تحصّله الشعوب من دون إراقةِ قطرة دمٍ أو صرخةِ مطالَبة.
كلّما تتكرر الملاحظات، يُلحظ تكرارٌ أعمى للانتهاكات نفسها دون حرجٍ أو استحياء، لتُثبَت عنجهية السلطات وتماديها في ممارسة الانتهاكات تشفّيًا وانتقامًا، مستندة على ركائز تدعمها في وجه الاعتراضات الداخلية والخارجية. ما مصير الواقع الحقوقي القابع على كف عفريت غير مكترثٍ بتشنيعِ أفعاله من قبل منظمات وهيئات وجمعيات محلية، عربية، إقليمية، ودولية؟ وهل الاستمرار في تكذيب الحقائق التي تثبتها الجهات المستقلة سيُلاقى دائمًا بالتجاهل؟ أم أن تحرّكًا سيطرأ لكفِّ النظام عن التلاعب بأرواح المواطنين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel