ملكُ “الريتويت” والتبعيّة العمياء
قناة البحرين – صوت الشعب
لم تحتج البحرين للتفكير مليًّا في استئناف علاقتها مع إيران بعد أن أعلنت كل من ايران والسعودية عودة علاقاتهما الدبلوماسية بوساطة صينية بعد 7 سنوات من القطيعة… ولم يستلزم ما شرعت به البحرين من مباحثات مع إيران في سبل التعاون بالمحافل البرلمانية الدولية لوساطةٍ البتّة.
كانت البحرين قد قطعت علاقتها مع ايران في 4 يناير 2016، بعد يوم واحد فقط من قطع السعودية علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية بعد تظاهر محتجّين في مقر السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد بعد إعدام الشيخ النمر.
البحرين التي يصدق عليها مسمّى مملكة “الريتويت”، لم تخطُ يومًا خطوة دون أن تأخذ بالسعودية قدوة لها، لا فرق إن كانت تلك القدوة صالحةً أم طالحة.
درع الجزيرة: “غزو” سعودي لقي إشادة من ملك البحرين
ففي 14 مارس 2011، أعلنت البحرين استعانتها بقوات درع الجزيرة لقمع المتظاهرين السلميين، حينها لم يصبر ملك البحرين لسويعات قبل أن ينطق بالإشادة بأمر “خادم الحرمين” بإرسال القوات إلى البحرين.
أفضى دخول درع الجزيرة إلى فض الاعتصام السلميّ الذي انطلق مطالبًا بالديمقراطية وإراقة دماء البحرينيين، أبرزهم الشهيد “أحمد فرحان” الذي فُجّ رأسه برصاص الشوزن.
في 14 يونيو 2011، كتب البريطاني “روبرت فيسك” في صحيفة الإندبندنت أن “السعوديين لم يتلقوا قط دعوة لإرسال جنودهم لدعم “قوات الأمن” البحرينية من ولي العهد البحريني… لقد غزوا ببساطة”.
قال فيسك أن “البحرين لم تعد مملكة آل خليفة، لقد أصبحت تابعة للسعوديّة، مقاطعة كونفيدراليّة من المملكة العربيّة السعوديّة، ودولة بحجم الجيب يتعيّن لجميع الصحفيّين الإشارة إليها في المستقبل: المنامة، البحرين المحتلة”…
وأشار إلى أن “التدمير اللاحق للمساجد الشيعية القديمة في البحرين مشروع سعودي”، وأفصح عن سؤاله لأحد أفراد الديوان الملكي في البحرين عن إمكانية انتخاب رئيس الوزراء البحريني، الذي قال:” السعوديون لن يسمحوا بذلك”.
قطع العلاقات مع قطر: تنفيذ صريح للأجندة السعودية
في 5 يونيو 2017، أعلنت كلًّ من السعوديّة والبحرين والإمارات ومصر للعلاقات مع قطر. موقف البحرين التي كانت لافتًا، فجعلها تتصدر المشهد نيابة عن السعوديّة، إذ قال مراقبون إنّ البحرين تنفذ الأجندة السعوديّة بدقّة كبيرة، ومن دون أيّ اعتراض، وقال آخرون إنّ الأزمة الخليجيّة أثبتت أنّ البحرين ليست أكثر من أداة بيد السعوديّة تنفّذ كلّ ما يملى عليها، مشيرين إلى أنّ موقف البحرين تجاه قطر طوال الوقت كان بضغط سعوديّ.
البحرين أرسلت طائرات عدون على اليمن بدعوة سعودية
في 25 مارس 2015، بدأ ائتلاف عسكريّ مكوّن من عدة دول عربية – بينها البحرين – بقيادة السعودية بتنفيذ ضربات جوية على اليمن تحت مسمى “عاصفة الحزم”.
في 27 مارس 2015، صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة لقوة الدفاع لوكالة أنباء البحرين بأنه بناءً على أمر ملك البحرين حمد بن عيسى الذي جاء تلبيةً لدعوة ملك السعودية، شارك سرب مكون من 12 طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البحريني بقوة دفاع البحرين في عمليات (عاصفة الحزم) ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة.
مصالح بحرينية وسعودية ضحيّتها البحرينيون
خلاصة القول: النظام البحريني لا يعدو كونه مجرد تابع، يدير آل سعود شؤونه الداخلية والخارجية.
السعوديّون يحرصون على تبعية البحرين خوفًا من تأثير أي نغيّر في البحرين على سلطتهم. مثال على ذلك إدخال درع الجزيرة للبحرين، الذي أفصحت السعودية عن أنه إجراء ينبع من مخاوف من أن الاحتجاجات البحرينية ستمتد إلى السعودية، وأن أي تنازلات سياسية يحصّلها البحرينيون سيطالب بها السعوديون. وبالفعل جاء التدخل السعودي بعد يوم من إعلان ولي عهد البحرين السير بفكرة برلمان كامل السلطة ودوائر تصويت نزيهة.
النظام البحريني يستفيد من التبعية، فيحرص على حيازته “للمارشال الخليجي” الذي يحال إلى جيب بلاط الحكم بدلا من أن يدعم به اقتصاد البلاد ومعيشتها، ويحرص أن يكون في حيّز الأمان فيستند على السعودية عند كل ضائقة كونه ابنها المطيع.
لا يلقي ملك البحرين نظرًا إلى ضرر تبعيته للسعودية، منهه إراقة دماء البحرينيين، والخسائر التي مسّت البلاد بسبب حظر الطيران إلى إيران، الذي أودى أيضًا بحياة بحرينيين علقوا في إيران حتى لقوا الموت إبان أزمة كورونا…
سياسات هوجاء يتبعها نظام الحكم متمثلة في التبعية على حساب استقلال الوطن واقتصاده، وكرامة المواطن وسلمه، لا يلقي بالًا إلى ضرورة الرجوع إلى مؤسسات الدولة التشريعيّة التي أحالها مجرّد واجهة شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel