بين الأسيرَين المناصرة والاثناعشر… حكاية عذاب الأطفال في معتقلات البحرين والكيان المحتلّ
قناة البحرين – صوت الشعب
لم تكن مسألة توقيع البحرين والكيان المحتلّ “معاهدة سلام” في سبتمبر 2020 أولى ما يتّفق عليه الطرفان، أو أولى ما يجتمعان عليه، فلطالما كانت العلاقات سارية فوق وتحت الطاولة، ولطالما تشابه نظاما الحكم في أساليب من القمع والاضطهاد.
إحدى وجوه الشبه البيّنة بين النظامين هي اعتقال الأطفال والقاصرين تشفّيًا وتعريضهم للتعذيب، العزل، الحرمان، والإهمال الطبي…
أبرز ضحايا بطش الاحتلال الاسرائيلي الأسير “أحمد المناصرة”، الذي كان يبلغ 13 عامًا عندما اتهمته سلطات الاحتلال بمحاولة طعن مستوطن صهيوني، ورغم تعرّضه لكسور وإصابات في جمجمته وجسده أثناء الاعتقال، تعرّض لتحقيق قاسٍ بالهيستيريا والصراخ والترعيب، وبينما كان المحقق يلحّ عليه مؤكدًا أنه هو الذي يحمل السكين، كان أحمد يكرر أنه “مش متذكر” أيًّا مما يدّعيه المحقق.
أحمد المعتقل منذ العام 2015 يبلغ من العمر اليوم 21 عامًا، عانى خلال سنوات أسره الثماني من الاضطرابات النفسية والجسدية.
في جلسة المحكمة الأخيرة في 13 مارس الجاري، خاطب المناصرة قاضي محكمة بئر السبع وشكى من:
-آلام حادة في معدته منذ أكثر من شهر ونصف
-عزله منذ عام ونصف ومعاناته من حالة نفسية صعبة
-تقديم طعام سيء عليه حشرات والقوارض تعيش في معزله
-منعه من استقبال أي أموال من عائلته للكانتينا
ليعقّب القاضي على شكواه فيقرر تمديد عزله الانفرادي لستة أشهر إضافية تنتهي في 13/9/2023.
في البحرين، يُتعامل مع قضايا مشابهة ضحيتها قاصرون، أحدهم المعتقل علي عيسى عبدالاثناعشر، الذي كان يبلغ 15 عامًا عندما باغته كمين ليُنقل إلى مديرية التحقيقات الجنائية، حيث تعرّض لأساليب مختلفةٍ من التعذيب من أجل انتزاع اعترافاتٍ بتهم محددة مسبقًا.
تم اتهام علي ذي الخمسة عشر عامًا بالانضمام إلى خلايا إرهـ ـابية والتدرّب فيها وتمويلها، واستلام متفجـ ـراتٍ وتخزينها والمشاركة في تفجيرها، والتدريب والتدرب على تصنيع أسلـ ـحةٍ ومتفجـ ـراتٍ محليةٍ لاستخدامها في أعمالٍ إرهـ ـابيةٍ. ورغم ثبوت انتزاع اعترافات باطلة تحت وطأة التعذيب، تم الحكم عليه بـ 10سنوات من السجن بالإضافة إلى غرامة 100 ألف دينار بحريني. خلال فترة اعتقاله، شرع علي بالاضراب عن الطعام احتجاجًا على ظروف السجن المتردّية.
تتماثل ظروف المعتقلات ما بين البحرين وكيان الاحتلال الاسرائيلي، كأنما الجاني نظامُ واحد له أساليبه المحددة والممنهجة في إخضاع المعتقلين، ومنهم الأطفال والقاصرون، لتعذيب مدروس ومتعمّد، ويزجّهم في السجون تشفّيًا… هذا وأكثر، يجعل النظامان الباطشان توأما دكتاتورية وإبادة، كيان الاحتلال يسعى لنهم الأراضي الفلسطينية وما فيها ومن عليها، ولكسر شوكة الفلسطينيين وإرادتهم من أجل استملاك حقوقهم زورًا، فإلام يسعى النظام في البحرين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
📲 linktr.ee/bahrain.channel