بين الرياض وطهران، أين المنامة؟

قناة البحرين – صوت الشعب

هو سؤال بات يتردد كثيرًا بعد عودة العلمين السعودي والايراني إلى جانب بعضهما،

ولكن ماذا عن البحرين وسط هذه الدفء السعودي – الإيراني؟

-محادثات سرية!

لا يختلف اثنان من قرّاء السياسة على قاعدة: أينما تمشي السعودية تمشي البحرين… والشواهد، لكثرتها، صعبة الحصر.

وكما أعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في العام 2016 بعد أقل من 24 ساعة على قطع السعودية لنفس العلاقة، فالعودة كما القطع، كما تقول الرياض…

وبداية الرسل كان مع “ترحيب” البحرين ببيان للخارجية بالاتفاق السعودي – الايراني، وبعض الكلام المعسول.

أيام… وعلى هامش انعقاد الجمعية 146 للاتحاد البرلماني الدولي بالمنامة، حصل اللقاء بين رئيس مجلس النواب البحريني أحمد المسلم ورئيس وفد مجلس الشورى الإيراني مجتبى رضاخواه بحثا خلاله “سبل التعاون والتنسيق المشترك في المحافل البرلمانية الدولية”، ليكون أول لقاء بين مسؤولي البلدين منذ قطع العلاقات في العام 2016.

ولكن أحاديث الأروقة تشير إلى أن هنالك “تواصلٌ غير معلن” حصل بين البلدين سابقًا، إذ تحدّثت بعض المصادر الإعلامية عن محادثات سرية جرت في الأشهر الماضية بين مسؤولي البلدين، كاشفةً أن “التواصل” لم يكن على على المستوى السياسي، لكنه ساهم في إذابة الجليد، وتبادل فيه الجانبان “أحوال سفاراتهما المهجورة” في طهران والمنامة !

مصادر إقليمية قالت أنه من دون موافقة المملكة العربية السعودية، لا يمكن تحقيق أي شيء بين إيران والبحرين. لكن الآن “في أعقاب التقارب الإيراني السعودي” لم يعد للسعوديين تحفظات أخرى.

-انفراجات داخلية؟

“قد لا يكون ملف البحرين ذا أولولية على طاولة التقارب الايراني – السعودي لكنه بالتأكيد موجود”. بهذه العبارة تبدأ مصادر متابِعة لمروحة المباحثات الجديدة حديثها عن انعكاس التقارب الجديد على الساحة الداخلية البحرينية، ولا شكّ أن مواقف النظام السعودي من أيّ قضيّةٍ كانت لها التأثير الأبرز على سير النظام البحريني، ابنه البار…

ويُستشهد في ذلك أن مباحثات كانت قائمة بين نظام الحكم في البحرين، وبوساطات متعددة، مع أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، من أجل تحقيق المطالب الديمقراطية التي نهض من أجلها البحرينيّون في 2011، قبل أن تدخل قوات درع الجزيرة إلى البحرين في 14 مارس/آذار 2011 بناءً على أمر من الملك السعودي الذي قمع بيده المظاهرات السلمية في البحرين مخافة أن تنتقل عدواها إلى أبناء السعودية، ما أجهض سبل المصالحة وجعل البحرين تحت إمرة السعودية وقرارها… الأمر الذي لقي إشادة من رأس النظام البحريني حمد بن عيسى آنذاك.

-طريقٌ نحو التصهين

كلّما تتقدّم الأمور في هذا المنحى – منحى التبعية العمياء – تصعب وتتفاقم. بدءًا من التبعيّة البحرينية للسعودية في شتى ضروبها، السياسية والاقتصادية والحقوقية والدينية، حتى التبعيّة في شأن التصهين والتطبيع.

فكما كان للسعوديّة باعٌ تطبيعي طويلٌ امتدّ منذ العام 1939، أي حتى قبل احتلال فلسطين، حينما التقى وزير الخارجية السعودي آنذاك فيصل بن عبدالعزيز بوفدٍ صهيونيٍّ بأمرٍ من والده حاكم المملكة… كان للبحرين تبعيّة واضحة في السعي نحو الاتحاق بالركب فلم يكن تطبيعها مفاجئًا، ودليلها أن لا حاجة للبحرين لا اقتصاديًّا ولا أمنيًّا لدعم كيان الاحتلال كونها تقع تحت مظلة آل سعود (أبرز ما يبين في ذلك تدخّل قوات الجزيرة بأمرٍ ملكيٍّ سعودي لقمع احتجاجات العام 2011 في البحرين)، لكنّ تطبيع البحرين جاء تكليلًا لجهود عقودٍ من التطبيع الخليجي – الصهيوني بزعامة السعوديّة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– لمتابعة جميع حساباتِنا:

📲 linktr.ee/bahrain.channel