عيد الأسرى مئات المعتقلين يقضون عيدهم في السّجون
قناة البحرين_صوت الشعب
الكل ينتظر صباح العيد بشغف، إلا الأسرى المطبقة عليهم جدران السجن، وكل أطفال الأرض ترقب يوم العيد بكلّ صبابة، إلا اطفال البحرين!كل الكون يحتفل، لكنّ المئات من البحرينيين يأتي عليهم العيد ليذكّرهم بأنهم محرومون من عائل، أب، أخ، زوج، ابن… لا لشيء أكثر من أن أمنياتهم ببلدٍ حُرٍّ خرقت صدورهم فجلجلت في أروقة القصور وأرّقت قيلولة حاكم البلاد الدكتاتوري.نروي هنا قصة عيد مئات البحرينيين الأسرى وأطفالهم وعوائلهم الأليمة، فالأولون مغيبون عن دورهم قسرًا، محتجزون في سجون نظام دولتهم لجرم مطالبتهم بحياة كريمة، والآخرون، الأطفال، ليسوا أيتامًا فقدوا آباءهم حتى يقضوا العيد وحدهم، بل نظام دولتهم الصهيو-خليفي حاسب آباءهم الأحرار لأنهم حلموا بمستقبل أطفال لهم ولأجيال البحرين القادمة، والعوائل مكلومة بالشوق والذكريات القاسية، في البحرين، أكثر من 1300 معتقل في سجون النظام، جلهم لديهم عائلات وأطفال ترك الاعتقال في عقولهم نُدبًا لا يدملها الزمن، ففي البحرين، كأب، أنت تُسحل من سريرك ليلًا أمام أهلك، أمك، زوجك وأطفالك، من قبل قوة مدججة بالسـ ـلاح والذخيرة والهراوات! لا لأنك تاجر مخـ ـدرات او قـ ـاتل متسلسل، بل لأنك خرجت في مسيرة طالبت فيها النظام بالمشاركة والعدالة والحرية،فعكرت مزاج الملك! فتنطبع الذكرى القاسية في أذهان الجميع، عصيّة على النسيان أو التشويش، واضحةً وضوح بطش النظام وتنكيله. منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ADHRB الحقوقية، نشرت تقريراً عام ٢٠٢١ تحت عنوان “أبناء السجناء السياسيين في البحرين يدفعون أثمانًا باهظة لغياب آبائهم بأحكام غير عادلة”، تقول فيه: “في كل صباح يستيقظ أطفال المعتقلين السياسيين في البحرين، الذين لم يتموا عقدهم الأول من العمر، من كابوس شهدوا فيه مداهمة القوات البحرينية لمنزلهم واقتحامها، وضرب والدهم واعتقاله أمامهم، ليغفوا على كابوس آخر يستشعرون فيه مرارة وذل الرحلة التي عليهم أن يقطعوها لملاقاة الوالد السجين من وراء حاجز زجاجي ممنوعين من احتضانه أو لمسه أو حتى سماع صوته من دون وضع السماعة”.ذاتهم اليوم سيستفيقون صباح العيد ووالدهم لم يأتِ إليهم بحذاءٍ جديد يتباهون فيه أمام أترابهم، ولن يوقظهم صباحًا ليخرجهم إلى صلاة العيد ومن بعدها إلى بيت الجدة، ثم إلى النزهة. أم المعتقل لن تفرح بشابٍّ شغوف يأتي أليها صبيحة العيد بفطورهم الأول بعد شهر الصيام، والأسير لن يملك إلا الجدران ليحكي لها ذكريات العيد مع أسرته التي لعلّه إن رآها لن يعرفها ولن تعرفه لشيب غزا وجهه، ولأن أطفاله كبروا، أو سيقضيه يترحّم على ذويه الذين وافتهم المنية ولم يتمكّن من وداعهم الأخير…لن يأتي صباح العيد على أبناء المعتقلين بشيء من البسمة، بل بفتح أبواب الجروح الدفينة، سيتذكر الأطفال في صبيحة العيد مشهد الاعتقال آبائهم، سينبش الصباح آثارًا نفسية تبدأ بمشهد ضرب والدهم أمامهم، ثم رحلاتهم لزيارة الوالد في السجن والإجراءات القاسية المتّبعة هناك…
_لمتابعة جميع حساباتنا :