ي اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب: نشطاء وذوو ضحايا في ندوة نظّمها منتدى البحرين لحقوق الإنسان يستعرضون حالات التعذيب في سجون البحرين ويحمّلون السلطات المسؤولية
قناة البحرين- صوت الشعب
الدولي لمساندة ضحايا التعذيب المصادف اليوم 26 يونيو 2023، وعلى هامش الدورة 53 لمجلس حقوق الإنسان، نظّم منتدى البحرين ندوة إلكترونية موزاية بعنوان “البحرين في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب” شارك فيها كلّ من مسؤول الرصد في منتدى البحرين لحقوق الإنسان حسين نوح، مسؤولة الرصد والتوثيق في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان ابتسام الصائغ، المدير القانوني في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الانسان طه الحاجي، منسق الإئتلاف المغربي للمنظمات الحقوقية عبد الإله بن عبد السلام، الناشط السياسي وضحيّة التعذيب ووالد المعتقل حسين مهنا الاستاذ علي مهنا، والدة المعتقل حسين السهلاوي، وعُرِض مقطعُ مسجّل لعمّة ضحيّة الإعـ ـدام التعسفي الشـ ـهيد عباس السميع.مسؤول الرصد في منتدى البحرين لحقوق الإنسان حسين نوح لفت خلال مشاركته إلى أنّه تم رصد أكثر من 25 نمط تعذيب تسبب بعاهات دائمة للمتعرضين لهم، بالاضافة إلى الإهمال الطبي المتعمد والتستر الممنهج الذي تتورط فيه جهات رسمية في مخالفة للقوانين الدولية والمحلية.وفي مشاركته أشار نوح إلى عدد من ضحايا التعذيب الذين لا زالوا معتقلين في السجون البحرينية حيث تتفشى ثقافة الإفلات من العقاب، كسماحة الشيخ عبدالجليل المقداد الذي تعرض لأساليب متعددة من التعذيب والإهمال الطبي، والأستاذ حسن مشيمع الذي تعرّض لتعذيب متعمد وممنهج رغم كبر سنّه، كذلك بيّن نوح تعرض المعارض السياسي أحمد جعفر للتعذيب بعد تسليمه إلى البحرين قسرًا بناءً على محاكمة جائرة وتهم ملفقة.هذا ولم تغب عن إشارات مسؤول الرصد في منتدى البحرين لحقوق الإنسان الإشارة إلى تعرض معتقلي الرأي في سجن قرين العسكري لتعذيب قاسٍ واهمال طبي ممنهج، مطالبًا بالافراج الفوري عنهم وجبر الضرر الذي لحق بهم.من جانبها، استذكرت مسؤولة الرصد والمتابعة في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان ما وثّقه تقرير بسيوني من أنماط التعذيب المستمر منذ العام 2011 مع غياب المحاسبة، ورغم توقيع النظام البحريني على اتفاقية مناهضة التعذيب، واستعرضت في مشاركتها خلال الندوة التي نظّمها المنتدى حالاتٍ من التعذيب في البحرين، حيث بيّنت أن الطفل ع.ع تعرض خلال اعتقاله لأنماط شنيعة من التعذيب بهدف الضغط عليه للتوقيع على اعترافات ملفقة، ما عدّت الصائغ ذا انعكاس نفسي واجتماعي سيرافق الضحية طوال حياته.هذا ولفتت إلى ما يتعرّض له الحقوقي المعتقل عبدالهادي الخواجة والدكتور عبدالجليل السنكيس وسواهم من الحقوقيين للإهمال الطبي الممنهج، وأشارت في السياق إلى تعرّضها للاعتداء الجنسي والتعذيب والاعتقال بدلًا من التحقيق في حالتها، مؤكّدةً أن المؤسسات الرسمية استخفّت بمعاناتها، ما رأته تأكيدًا على عدم جدّيتها.أبانت الصائغ أن الهيئات الرسمية المعنية بإنصاف الضحايا متورطة بنفسها في الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلو الرأي، وخاصّةً فئة الأطفال الذين يتعرضون للتهديد والابتزاز والإهمال الطبي والاستهداف، وبيّنت أن المعتقلين السياسيين يتعرّضون في العزل الانفرادي لأساليب ظالمة من التعذيب بسبب حديثهم عن الإنتهاكات الحقوقيّة التي يتعرضون لها.هذا وطالبت الصائغ بجملة من الحقوق منها: الاستجابة لطلب المقرر الأممي الخاص بالتعذيب لزيارة البحرين والاطلاع على حال السجون، إعادة محاكمة جميع من استندت محاكماتهم على تهم باطلة انتزعت تحت التعذيب، انصاف ضحايا التعذيب وجبر الضرر، والإطلاق الفوري لجميع معتقلي الرأي لا سيما المرضى وكبار السّن. كذلك لفتت إلى أنه لا يجب أن يفلت المتورطون في التعذيب من العقاب بل تجب محاسبتهم ومساندة الضحايا.أمّا المدير القانوني في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الانسان طه الحاجي فقد أوضح أن واقع التعذيب في السعودية المخالف لما تدّعيه في المحافل الدولية؛ مشيرًا إلى أن المنظمة الأوروبية السعودية وثّقت الكثير من حالات التعذيب التي تورطت فيها هيئات رسمية، يترافق ذلك مع حالات إختفاء قسري تمتد لأكثر من ١٥ سنة.ولفت الحاجي إلى أن عوائل الضحايا أيضًا لا تسلم من التعذيب النفسي وأساليب التشفي المتعمد انتقامًا حيث تحرم من توديع أحبتها أو من تسلم جثامينهم، وأشار إلى قضيّة الشابّين البحرينيين اللذين أعدمتهما السعودية مؤخّرا جعفر سلطان وصادق ثامر، واللذين تعرضا لمنظومة تعذيب ممنهجة في ظل غياب الرقابة وافلات المتورطين من العقاب.
وفي مشاركته في الندوة التي نظّمها منتدى البحرين لحقوق الإنسان، قال علي مهنّا، ناشط سياسي وضحية تعذيب ووالد معتقل الرأي حسين مهنا، أنه تم استدعاؤه مؤخّرًا للتحقيق بسبب مساندة نجله سلميًّا بعد مرور 321يومًا، أي ما حوالي 11 شهرًا،على عزله التعسفي، وتم تهديده بتحويل ملفه إلى النيابة في حال استمراره بذلك تحت ذريعة “إثارة بلبلة أمنيّة”.وعن نجله، قال مهنا أن نجله المعتقل حسين تعرض لاذلال ومهانة وأنه معزول عن العالم الخارجي تمامًا بالاضافة إلى تقييده، مشيرًا إلى أن هذا موثّق في تسجيل صوتي، وإلى أن كل هذه الانتهاكات تتورط فيها الهيئات الرسمية.وأضاف مهنا أن كل القضايا التي حوكم ابنه حسين على اساسها استندت على تهم ملفقة واعترافات انتزعت تحت التعذيب الشديد، وهي متواصلة حيث تتعمد إدارة السجن استفزازه بشكل دائم، لافتًا إلى أن حالته تختصر حالات العديد من معتقلي الرأي في البلاد.ولفت مهنا إلى أن الاجراءات التي تدّعيها هيئات الرقابة الحكوميّة اجراءاتٌ شكليّة، يتجاهل البرلمان قضايا المعتقلين السياسيين.ومن جانبه، أشار منسق الائتلاف المغربي للمنظمات الحقوقية عبد الإله بن عبد السلام في مشاركته أنه لا بدّ في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، من استذكار الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وما يتعرضون له من انتهاكات ممنهجة.وبيّن عبدالسلام أن التعذيب وغيره من صنوف المعاملة غير الإنسانية خطرٌ تجب محاربته ومحاربة مرتكبيه صونًا للكرامة الإنسانيّة وتكريسًا للقوانين الدوليّة، وأنه يجب التصدي لظاهرة التعذيب أمام شيوعها، وعدم التسامح معها دستوريًّا وعلى كافة الصعد حتى تعمل الدول على أرض الواقع ما تصدق عليه من مواثيق.هذا ولفت إلى أن المعتقلين في البحرين يتعرضون للتعذيب وتصدر بحقهم أحكام جائرة لمجرّد مطالبتهم بحريتهم، كذلك لفت إلى تواطؤ السلطات البحرينية في حماية مصالح الانظمة المستبدة فتلجأ إلى تسليم المعارضين وسط حماية دول كبرى، ما يتطلب تشبيك عمل القوى الحياة وبلورة جهودها الحقوقية.عمّة ضحية التعذيب والاعدام التعسفي الشهيد عباس السميع أبانت في مقطع صوتي مسجّل أن عائلتها “السميع” تعرّضت منذ تسعينات القرن الماضي لانتهاكات حقوقيّة ممنهجة واستهداف مباشرـ وأن نجل شقيقها الشهيد عباس لُوحِق وأُعدِم تعسفيًّا بسبب نشاطه السّلمي والمجتمعي، في ظل تجاهل المحكمة لأدلة براءته. وأشارت عمّة الشهيد إلى أن هذا هو حال الأُسَر في البحرين التي يتعرض أبناؤها للاستهداف والانتقام الجماعي لمجرد مطالبتها السلميّة بحقوقها وحرياتها التي كفلها الدستور.أمّا والدة معتقل الرأي حسين السّهلاوي فقد أوضحت مظلوميّة نجلها حسين الذي تعرض لسلسة من الانتهاكات قبل اعتقاله، وما تلا ذلك من إهمال طبي ممنهج أدى إلى تداعيات صحيّة خطيرة وسوء المعاملة في السجن الانفرادي، مشيرةً إلى أنه حوكم في محكمة عسكرية، وإلى أن هيئات الرقابة الحكومية تتجاهل حاجته الماسة إلى عملية جراحية طارئة، مضيفةً أنها تعرضت بشكل شخصي لمضاعفات صحيّة عدة بسبب ما يتعرض له نجلها.
-لمتابعة جميع حساباتِنا: