عاشوراء رفضٌ للظالمين، المطبّعون مثالًا

قناة البحرين – صوت الشعب

-الظلم الملازم لكلّ عصر يحتّم وجود قوّةٍ إصلاحيّة مقاوِمة له في أي زمانٍ حلّ

لم يخلُ عبر التاريخ عصر من وجود قوًى ظالمة، وكيانات ترعى عروشها على حساب دماء الناس وحريّاتهم وأرواحهم ودينهم، فتسفك الدماء وتزهق الأرواح وتُخضِع الخَلق لسطوة باطشة. وجود تلك القوى الفاسدة أزليٌّ لا يحدّه تاريخ، وأزليّة وجود هذا الظلم والفساد حتّمت أزليّة وجود قوّة إصلاحيّة مقاومة له وثائرة عليه، وألزمت بالضرورة استمرار الحركة الإصلاحيّة ومقاومة ما يهدد أمن الناس وسلمهم ودينهم وفكرهم على مر العصور طالما هناك نظام ظالم فاسد.

فما هي أصدق حركات مقاومة الظالمين عبر الزمن؟ ومن هم الظالمون في عصرنا هذا؟ هل تكتمل الاستفادة من إحياء موسم عاشوراء دون الإيمان قولًا وفعلًا بمبادئ رفض الظالمين التي استشهد لأجل ترسيخها الإمام (ع)؟

-عاشوراء الإمام الحسين (ع) أبرز مصاديق مقاومة الطغاة عبر التاريخ

لعلّ أبرز مصاديق مقاومة الظلم وأصدقها وأكثرها تضحيةً وبذلًا في سبيل الله وسبيل الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي عبر التاريخ كانت ثورة الإمام الحسين (ع)، بتجسيدها أسمى أشكال رفض الركون للظالمين حيث بذل الإمام وأهله وأصحابه (ع) مهجهم، مضحّين بالروح والجسد والولد لمقاومة مشاريع الظالمين وإصلاح حال الأمة، مانحين للبشريّة دروسًا في مقاومة الطغاة أينما حلّوا وفي أي زمان كانوا، وفي التضحية والمضيّ على طريق الحق مهما بلغت الأثمان.

وتكثر للإمام (ع) في صدد مقاومة الظالمين وخصوصًا في أرض كربلاء وما يرتبط بواقعة الطف المواقف والأقوال، منها ما أكّد فيه أنه لم يخرج :”إلا لطلب الإصلاح” في أمة جدّه رسول الله (ص)، ومنها ما جدّد فيه إعلان رفض مبايعته للظالم رغم قسوة الضغوطات، مثالًا لذلك حين قال (ع):” ألا إن الدعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتنين: بين السلة والذلة، وهيهات من الذلة”، وفي قول آخر:” يزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله”.

-قوى الإستكبار والمطبّعون مع كيان الاحتلال نموذج لمعسكرّ الشر في عصرنا

وكما كان لعصر الإمام (ع) معسكر للظالمين جابهته وناهضته ثورته (ع) كأصدق أنموذج للمقاومة، فإن في كلّ عصر نموذجان أيضًا أحدهما يمثّل معسكر الأمويين الطغاة، وآخر يمثّل معسكر الإمام (ع) الثائر على الظلم ورعاته.

في سبيل تجسيد نماذج الأمس باليوم، فإنه لا مثال اليوم أكمل من قوى الاستكبار العالمي، المتمثّلة في أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني والمطبّعين معه كالنظام الصهيوخليفي، ليكونوا أنموذج معسكر الشر، معسكر يزيد والأمويّين، في عصرنا الحالي. ولا أنموذج أصدق من كربلاء الإمام الحسين (ع) لتلهم المستضعفين سبل النصر والمقاومة.

-رفض المطبّعين تطبيق عملي للمبادئ العاشورائيّة

عندما كان معسكر الظالمين في هذا العصر يتمثّل من بين ما يتمثّل به بالمطبّعين مع الكيان الغاصب والمنتهك للحرمات، ومن أبرزهم النظام الصهيوخليفي، كان رفضُ الركون لهؤلاء المطبّعين وإبداء التبرّي منهم على كافة الصعد، ومجابهتهم ومقاومة مشاريعهم الصهيونية، مهما بلغت الأثمان واستلزمت القضيّة من تضحيات، تطبيقًا بالقول والفعل للمبادئ والقيم العاشورائيّة التي من أجلها خاض سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) المنون، وتجسيدًا عمليًّا للشعارات التي أطلقها (ع) في كربلاء، مجدّدًا رفض البيعة للظالمين رغم ما حلّ به من الكروب، لا الرضوخ للطغاة عند اشتداد المحن.

-عاشوراء الإمام الحسين (ع) تجديد عهد لأجل صون الدّين والقضيّة

لم تكن شهادة الإمام الحسين (ع)، وسبي نسائه، وتيتّم أطفاله، وسفك دمه الشريف، وكلّ التضحيات التي قدِّمت في أرض الطفّ، مجرّد واقعةٍ تاريخية مرتبطة بالماضي حصرًا كحدث ديني تاريخي يستلزم إحياءه بإقامة الشعائر الدينية والعزاء فحسب، بل كانت حدثًا فيه من الدروس والعبر لشحن الشعوب بروح الثورة على الظلم ومناهضته لتطبّقها على مرّ العصور، ورفض الفساد بكافة ضروبه ولو كلّف الثبات على الحق تقديم الروح، فثورته (ع) جسّدت بحقّ قيم الأمة ومبدأ الإصلاح فيها بكافة ضروبه السياسية والدينية… وجسّدت كيفيّة وضرورة التمسّك بتلك القيم ولو كانت مرهونة بالتضحيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– لمتابعة جميع حساباتِنا:

📲 linktr.ee/bahrain.channel