برَّؤوه بعد أن أصابوه بالشلل… كيف كانت رحلة حسين علي رضي من الاعتقال إلى الكرسيّ المتحرّك؟
قناة البحرين _صوت الشعب
-حسين علي رضي.. نموذج للتعذيب والإهمال في سجون النظام البحرينيلطالما كان التعذيب في السجون البحرينيّة، وما يرافقه من إهمال طبي، سببًا أساسيًّا لأمراضٍ وعللٍ أصابت المعتقلين وأودت ببعضهم إلى الشهادة، وسببًا في خروج البعض الآخر منهم دون حول ولا قوّة على قضاء ما تبقّى من عمره بشكل طبيعيّ خارج السجن.أحد النماذج الواضحة هو المعتقل حسين علي رضي الذي لم يمضِ على اعتقاله في 14 فبراير 2015 أكثر من 15 يومًا حتى لاحظت عائلته لدى زيارتها له تورّمًا في شفتيه، ونزيفًا في الفم والأنف وآثار ضربٍ في الكتفين والظهر وركبته اليمنى، وحين أفاد لأسرته بأنه يعاني من صعوبة في المشي وآلام في الركبتين وأسفل الظهر نتيجة ضربه..وكان ذلك أول الغيث لدى السلطات التي لم توفّر أسلوبًا من أساليب التعذيب دون أن يتبعه العلاج اللازم الذي تقضيه حالته. -حسين علي رضي عُذِّب منذ أولى لحظات الاعتقالاعتُقِل حسين، الذي كان يعمل سائقًا لإعالة أسرته، في فبراير2015 أثناء وجود احتجاجات في المنطقة، بعد مداهمة منزله في أبو صيبع قبل أن تقوم الشرطة بضربه وركله بشكل مبرح حتى فقد وعيه، ثم اقتياده وهو ينزف إلى قسم الطوارئ في السلمانية، ولم يتركوا له فرصة تلقي العلاج اللازم لجروحه البليغة، بل نقلوه إلى مركز شرطة البديع لسحب اعترافات!-بعد 6 أشهر من التعذيب: إفراج مشروط حتى حين المحاكمةيومان مرّا على حسين في مركز الشرطة قبل أن يأخذوه إلى مستشفى القلعة بسبب تردّي حالته الصحيّة، وهناك أمضى 10 أيام ولم يُسمح له بالتواصل مع ذويه ومحاميه. بعدها، نُقِل إلى سجن الحوض الجاف حيث بقي هناك حتى تاريخ 9 يونيو 2015، قبل أن يُنقل إلى السلمانية لتلقي العلاج من جديد، ثمّ يفرج عنه في 27 يوليو 2015 إلى حين محاكمته، وهو يحمل تهمتَي المشاركة في تجمعات غير قانونية و الاعتداء على أفراد الأمن… ولكن…-أفرِج عن حسين بعد أن أصيب بالشلل… وحكمت المحكمة بعد ذلك بالبراءة!في أكتوبر 2015، برأت المحكمة الجنائية العليا في المنامة حسين علي رضي من جميع التهم الموجهة إليه، لكنّ حكم البراءة جاء بعد أن بات مصابًا بالشلل في أطرافه السفلى، لا يقدر على الحركة ولا على إعالة أسرته إثر ما تعرّض له من الضرب والتعذيب وسوء المعاملة والحرمان من العلاج منذ أولى لحظات الاعتقال!-هل عوّضَت السلطات ما جرّته على حسين من الآلام والعوز بعد أن برأه القضاء؟خلال فترة اعتقال حسين، رفعت أسرته شكاوى إلى مكتب المدعي العام، والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان من دون جدوى، وراسلوا الأمانة العامة للتظلمات، لكن الأخيرة ردّت بعد خمسة أشهر بأنها ستفتح تحقيقَا في قضيّته، ولم تظهر حتى اليوم نتيجة التحقيق…-بعد 7 سنوات على قصّة حسين، هل تغيّرت سياسات السجن والتعذيب؟لم يرَ النظام البحرينيّ أيّ داعٍ إلى أن يعيد النظر في سياستي الاعتقال والتعذيب بعدما أقعد شابًّا معيلًا لأسرته إلى الأبد بدون تهمة حسب حكم القضاء، ولم يرَ أنّه من الداعي تعويض ضحيّة التعذيب حسين وسواه… وحتى اليوم، لا زال الأبرياء يخرجون من معتقلاتهم إمّا على هيئة نعوش أو أحياءً دون حولٍ على الحياة بسبب ما تعرّضوا له في السجن، ولا زالوا يطالبون بأبسط الحقوق وأصغرها كالرعاية الصحية وصلاة الجماعة وتحسين المعاملة، ما حدا بـ 720 منهم للإضراب عن الطعام من أجل أن لا يخرجوا من السجن كحسين، أو نعوشًا كما خرج أخرون…
– لمتابعة جميع حساباتِنا:
