من يهدد أمن البحرين؟
قناة البحرين – صوت الشعب
في الآونة الأخيرة بات الحديث عن ”أمن البحرين” همًّا مطروحًا في دوائر النقاش. وبالفعل فإن هذه المسألة باتت قضية وجودية تستدعي الوقوف عندها ومقاربتها.
إن أمن أي دولة يعتمد على مستوى استقرارها داخليًّا فمتى ما تحقق هذا الاستقرار وحافظت الدولة على حقوق شعبها، والتزم هؤلاء بواجباتهم، سيكون هناك نوع من الشراكة السياسية المتبادلة، القائمة على الاحترام المتبادل والحرص المشترك على الصالح العام، وبالتالي تحقق السيادة الوطنية والمانعة بوجه أي عدوان خارجي.
لكن في الحديث عن البحرين، فأنت أمام حالة فريدة من الاستبداد، نظام منعزل تمامًا عن شعبه، تقييد تام للحريات، تهميش، انعدام للشراكة السياسية، تفرد، استئثار بالحكم، وغيرها من ضروب العزل السياسي وحتى المجتمعي. وبالتالي، فالمهدد الأول لأمن البحرين هم حكام الأمر الواقع الذين يجرون البلاد والعباد إلى المجهول.
كذلك لا بد في هذا المقام التطرق إلى مسألة الاعتقالات السياسية التي تتعدى قضية التعسف والجور باعتبارها تغييب سياسي متعمد لقادة الوطن المؤمنين بمصالحه من الشيخ علي سلمان إلى الشيخ حسن مشيمع إلى الاستاذ عبد الوهاب حسين والسنكيس والخواجة وغيرهم. فهؤلاء زُجّ بهم في السجون كي يمضي الحاكم في غيّيه وفي سياسته الخاطئة. بالطبع لو كان هؤلاء في مراكز التشريع والسلطة لما وقع التطبيع المشين.
نظام جائر مستبد هَمّش واستبد، قاطع قطر، أرسل الإرهابيين إلى سوريا، كال التهم الباطلة ضد إيران، شارك في العدوان العبثي على اليمن، طبّعَ مع كيان الإحتلال المؤقت، استنكر حق الفلسطينيين بالمقاومة المشروعة، ليس وحده تهديدٌ لأمن البحرين بل لأمن المنطقة.
نظام يمضي في مسرحيات التطبيع التي تمكن، كما وصف سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، الصهاينة من احتلال البحرين، وتجعلها ساحة صراعات، بل منصة عدوان على شعوب المنطقة الرازحين تحت نير العدوان والعقوبات. والأخطر تشريعه الباب للموساد كي يتصرف بأرواح البحرينين كما يشاء: تصفية، قتل، اغتيال، تقطيع، الخ.
عجيبٌ هذا النظام كيف يرتمي بأحضان الصهاينة وهؤلاء أنفسهم عاجزون عن حماية مستوطناتهم غير الشرعية أمام إصرار الشعوب على التحرر واقتلاعهم من هذه الأرض المباركة. يتجاهل هؤلاء أن كيان ”بيت العنكبوت” يحسب أيامه الأخيرة، فيحوّل البحرين إلى وكر تجسس واستخبارات رغم الرفض الشعبي الواسع للصهاينة.
إنّ أي خطوة مشروعة تقوم بها قوى المقاومة في مسعى تصديها لتفشي وباء التصهين يتحمل تبعاتها بيت الحكم. هؤلاء الذين يتماهون مع كيان لا شرعي لقيط لن يجنوا إلا المذلة والهوان، والكلمة الفصل للشعوب المستضعفة من القدس إلى بيروت ودمشق وصنعاء والمنامة والقطيف وطهران وبغداد وكل بقعة ترفض الاستكبار العالمي.
لمتابعة حساباتنا