القدس وكييف: التعتيم الإعلامي المتعمّد وسقوط المعايير!
قناة البحرين – صوت الشعب
تتصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، فعلى الأرض الحرب محتدمة، لكنْ ثمة أمر كشفته هذه الحرب وهو الإعوجاج الكبير في ميزان العدالة، إذ لم تبق دولة إلا وقد أدانت العملية العسكرية الروسية، وشرعت لأوكرانيا المق*اومة بكافة السبل والأدوات. في المقابل هذا الإعلام يتعمد التعمية على ما يجري في فلسطين المظلومة، ناهيك عن اليمن وسائر شعوب غرب آسيا المستضعفة بسبب الإستكبار الأمريكي الغاشم.
لطالما تغنى الغرب وأمريكا وأوروبا بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية والحياد، لكن عندما اقتربت الحرب من حدودهم ومستهم بشكل مباشر، كشفت وجههم الحقيقي، وعرّت زيفهم ونفاقهم، فأصبح الإنحياز علنيًا، والإدانة والإستنكار انقلبت إلى دعم وتعبئة وتحريض ومقاطعة وفرض عقوبات تعسفية لم يسلم منها حتى القطط.
وحيث أن لأوكرانيا حقّ المق*اومة المزعومة، فإن فلسطين لا حق لها في المق*اومة. مق*اومتها المشروعة تربط بالإرهاب، ولا مساعدات بل حصار خانق. التعاطف شبه معدوم، لم نرَ ذرة من هذه المواقف إبان احتلال الصه*اينة لأرض فلسطين عام 1948 وارتكابها أفظع المجازر وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم قسرًا، ولم نشاهد أيا من هذه المواقف إبان العدوان الصهي*وني الهمجي على قطاع غزة. لم نر شيئًا من هذه المواقف ضد الكيان المؤقت كردٍ على ارتكابه أفظع الجرائم بحق الفلسطينيين واحتلاله لأرض كان يسكنها الآمنون بالإضافة إلى نهبه واستئصاله يوميًا لمزيد من الأرض في الضفة والقدس ناهيك عن سياسة هدم البيوت على رؤوس ساكنيها. كل هذا يحدث وأنطمة العار تمضي في تطبيعها وتملقها والتصاقها بالصه*اينة تحت حجج كاذبة وواهية من “سلام” و “تعايش” رغم الرفض الشعبي العارم.
هذا هو ميزان الغرب وأمريكا، دعم أوكرانيا بالسلاح بالمال والعتاد والمواقف حق، بينما دعم غزة بالسلاح لمق*اومة الإحتلال إجرام ويعاقب صاحبه بالسجن، ومحاصرة اليمن وتجويع شعبه حدثٌ عادي هامشي لا يستحق المتابعة. مقاطعة روسيا اقتصاديًا واجبٌ إنساني، بينما مقاطعة الكيان المؤقت اللاشرعي بسبب جرائ*مه ضد الفلسطينيين إج*رام وعمل غير وارد وإن تُوبع فلا تتعدى المتابعة مستوى “الإعراب عن القلق”.
فليشرب الإستكبار الإمبريالي يشرب من الكأس المر لعله يشعر بمن احتله وقهره وعذّبه في كل يوم وليلة، لعله يمتنع عن ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والتفريق بين الجنس الأبيض وباقي أجناس الأرض، ولعل الحرب الروسية الأوكرانية تقنعه بأن الذي يحتل فلسطين ويقتل هو مجرم لا يقل في إجرامه عن دا3ش والتكفيريين، فالكل سواء ولا داعي لاعوجاج العدالة.
في كل الأحوال، إننا في هذه الأيام وإذ نحيي يوم القدس العالمي، هذا اليوم سوف يبقى يومًا مشرّفًا وسوف بفضل وعي شعوبنا الحرّة ودماء شه*دائها وكل العذابات التي تتحملها على المستوى الاقتصادي والمعيشي والحصار والحروب العبثية المفروضة.
إن مسار المق*اومة هو المسار الصحيح الذي يرضاه الله والمنطق، وشعوبنا المظلومة تنتهجه بإخلاص وبصدق وباستعداد عالي للتضحية وبدون تعب وبدون ضجر ولا يأس، في الليل وفي النهار، تمامًا كما علّمها الامام الخميني (قدس).
ما نحتاجه هو مزيد من الصبر ومزيد من التحمل ومزيد من العمل والمزيد من التضامن والتكافل والتعاون وترابط الساحات والعمل بجد بكل الإمكانات والطاقات وعدم الخضوع وعدم الإستسلام والله سبحانه وتعالى هو الذي وعد الصابرين والمضحين والمخلصين بالنصر المحتم، ووعدهم بالغلبة وبالمنعة، ونحن نرى هذه بشائر الوعد الإلهي تتحقق منذ بدء زمن الانتصارات في فلسطين ولبنان والعراق واليمن والبحرين والحجاز وكل بقعة جغرافية فيها مظلوم معذب، وكل ذلك لم يكن ممكنًا لولا دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادةً وشعبًا.
نسال الله التوفيق والتسديد والتأييد في مواصلة هذا الطريق المشروع ونأمل ببركة الشهر العظيم أن يمنّ علينا جميعًا بالحرية والكرامة والسلام.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻