وكم من أحمدٍ ما زال يُعاني في السجن؟!
خاص قناة البحرين _صوت الشعب | احمد رضي الشاب الهادئ النفس والمطمئن وصاحب الإبتسامة التي لم تتغير ولم تنل منها عذابات السنوات الأربع التي قضاها في السجن ظُلمًا، أُعتقل أحمد بتمام صحته، ولا يُعاني من أي مرض، أسقطوا جنسيته، ويتكبد ثقل غرامة لا يملكها حتى التاجر في البحرين.أحمد عانق الحرية مؤخرًا ولله الحمد، لكن بأيِّ حال؟! خرج مصابًا بالسل بعد شهور أرهقت والدته بين فرٍّ وكرّ من جهة لأخرى، تُطالبهم إما بعلاجه أو الإفراج عنه لتتولى هي علاجه، وفعلًا عاد أحمد لأحضانها رغم مرارة حاله التي شهدها الجميع، ولكن لم نرَ أحمد إلا بابتسامته وهدوئه وصبره الجم، والرضا. فيا ترى كم من أحمدٍ دخل السجن بتمام عافيته والآن يتجرع مرارة المرض؟! أكثر المعتقلين يُعانون من أمراض جلدية معدية، وأمراض نفسية، السرطان، الأعصاب، القولون، القلب والتشجنات… ومنهم من فقد جزءًا كبيرًا من بصره، وبعضهم مصاب من الأساس بأمراض مزمنة كالسكري وغيره، لكنهم محرومون من العلاج وهذا ما زاد حالتهم الصحية سوءًا. والسل، هذا المرض المُعدي كيف أُصيب بهِ أحمد؟! ممن إنتقل له؟ ماذا يفعل هؤلاء الجلاوزة بسجناء الرأي حتى يصل الحال بأكثرهم إلى هذا الحال؟! عندما نرى أحوال سجناء الرأي المُفرج عنهم نرى حجم المعاناة التي يعانونها داخل سجون البحرين، سيئة الصيت. ظلاماتهم كبيرة جدًا وموجعة، يقضون في السجن أعوامًا بأحكامٍ ظالمة، بين مؤبد وإعدام وإسقاط جنسية وغرامات خيالية بسبب مطالبتهم بحقوقهم وحقوق الشعب، لم يرتكبوا جُرمًا ولم يخرج أحدهم من دائرة الحق الذي يكفلهُ له الدستور، من حرية التعبير إلى حرية التظاهر السلمي وغيرها، ثم يتعرضون لظلامات التعذيب الوحشي الفاقد للإنسانية والأخلاق والرجولة والدين. تُهتك أعراضهم، يُعذّبون بأبشع الطرق وأخطر الأدوات كالكهرباء، يُحرمون من أبسط حقوقهم في التغذية الصحية والعلاج والدراسة والنظافة والعبادة وإحياء الشعائر… حتى المتنفس ممنوع عليهم ويعيشون الخناق الحاد. ١١ عام من الظلم والتعذيب نتج عنهُ عشراتٌ كأحمد، يُصارعون الأوجاع والموت البطيء، فهم بيدِ من لا يرحم، ممن يسعون لقتل سجناء الرأي ببطء مع سابق الإصرار على جريمتهم هذه، وأفعالهم خير دليل. على أهالي المعتقلين أن لا يصمتوا، ولا يتوقف أحدهم عن المطالبة بالإفراج عنهم، تكفي الأجساد التي خرجت محمولة على الأكتاف وكانت حريتها الموت، شتان بين أن يخرج أبناؤكم وأزواجكم مرضى؛ تسعون بهم من مشفى لآخر لتلقي العلاج وتحصيل العافية، وبين خروجهم موتى.فالصمت نتائجهُ وخيمة. استمروا بالمطالبة بحقهم في الحرية، فكم تتوجع قلوبنا على شبابهم وقوتهم وصحتهم التي أكل منها السجن ما أكل، يكفيهم معاناة ويكفيكم حزناً عليهم.هذا النظام مخادع ماكر كالثعلب، يبيع الوهم والوعود الكاذبة، ولا يرى أحد منه إلا المزيد من التنكيل والتعذيب والإعتقالات، نظام متصهين لا خير يُرجى منه.
لمتابعة حساباتنا