دماءُ شهدائِنا في رقبة “المعظّم”!
قناة البحرين – صوت الشعب
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ
فرعون هذا الزمان الغارق في بحر من دم قانٍ، طغى وتجبّر وتكبّر، حتى ماج في عمى القلب والبصر وما عاد يرى إلا عظمته المتغطرسة التي ما رعى حتى حق الله في أسماء لا تليق إلا بإلوهيته وعظمته، وما هذا الثوب المُعظّم يا حمد إلا نار الله الموقدة.
أعظمتَ نفسك بالجريمة الشنيعة التي سجنت فيها منطقة بأكملها في سجن كبير قرابة أحد عشر شهرًا، و صنعت من أشباه الرجال وحوشًا متعطشة للدم، وكالكلاب المسعورة الجائعة النهمة للطائفية التي نثرتها كالقنابل على المعتصمين العزّل؛ فانفجروا في أوساطهم بوحشية دموية وما رفَّ لإنسانيتك رمش، أيُّ مُعظّمٌ أنت يا حمد؟!
ساحة الفداء قضية لم تنتهِ بعد يا “مُعظّم” ، فهيَ ليست ذكرى تمرُّ على الشعب في كل عام وحسب، بل هي يقين بالحق والثأر الذي يُطالب بهِ الشعب.
ذكرى مجزرة ساحة الفداء في منطقة قامة الوطن آية الله قاسم الدراز، عندما تأتي فهذا يعني أنَّ الظُلامات التي يحملها تاريخ هذه الملحمة الفدائية منذُ إسقاط جنسيته حتى سقوط دم الفدائي الأول إلى آخر دم سقط من الفدائيين الخمسة، وندوب طبعت نفسها شاهدة على أجساد عشرات الجرحى، وأنين مئات المعتقلين المعذبين في سجونكم الظالمة سيئة الصيت تزداد في كل عام ٣٦٥ يومًا بثوانيها، ودقائقها وساعاتها وأيامها، بحقوق تنتظر محكمة عادلة تنصفها وتأخذ بحق كل أرامل، أيتام، أمهات، آباء، إخوان، أخوات، وأحبّة الشهداء الفدائيين ومن سبقوهم بالالتحاق على مدى الزمان من القتلة.
أما جمجمة الشهيد مصطفى حمدان التي طحنها رجالك الجبناء برصاصهم الغادر وقتلوا طفولته التي لم تتجاوز السبعة عشر عامًا لن تنسى يا حمد حقها، وحق الخسمة أقمار الذين غابوا في مُحاق الدم بعد شهرين من أفول القمر الأول الأليم، آل حمدان يا مُعظّم في رقبتك لهم ثأر يتلوه ثأر، ثأر مصطفى ومحمد، وثأر قلب الأم الذي أثكلتهُ بطفل وشاب كان زفافيهما إلى المقابر، وثار الساري وزين الدين والعصفور أيتمت أطفالهم وسلبت منهم الدفء والظل ورميتهم بصقيع الحرمان، وزوجات رُمّلنَ في شبابهن حتى امتلأت الروح بمشيب مرارة الفراق، وما رحمت براءة العكري الذي كسر بعنفوانه الأبيّ غرور أشباه الرجال؛ فخسفوا قمرهُ وصلى والديه عليه صلاة آيات الفجيعة، كلها حقوق ستضيق حلقاتها حدّ الخناق على رقاب القتلة في كل ثانية من ثواني الذكرى.
أنت المسؤول يا حمد عن جراحات هذا الشعب المصاب بالفقد قتلًا وإعتقالًا وتغريب ضحايا التعذيب، والتنكيل وسلب الحقوق والاستبداد والاعتقالات والأحكام الجائرة التي أبليت بها مفاصل أوال بأزمات مزمنة.
فأيُّ عظمة تلك التي تتباهى بها؟! ثوب العظمة هذا نسجتهُ من أشلاء الشهداء، وزكمت رائحة الدماء أرضنا، وها أنت تقتات على أوجاع الطفولة والأمهات الثكلى، حتى أسقمتَ الوطن بسمّ زعاف لا ترياق له سوى الصبح القريب.
يا حمد المُعظّم لك من صاحب العظمة والجلالة المنتقم الجبّار يومٌ لا مفر لك ولقومك منه، فموعدنا الصبح، سينفلق البحر وسينجو موسى وقومه، وستغرق أنت بعظمتك الطاغوتية الفرعونية المزيفة لبئس المصير، وهذا الشعب كالجاثوم سيقف على صدرك وقفة طويلة بين قاضي السماء العادل الذي لا تضيع لديه الحقوق وعندهُ تجتمع الخصوم، فانتظر وإنا معك لمنتظرون.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻