جنون العظمة
يلحق بحمد بن عيسى…
معظّم الذبائح وسُلطان التفاهات
قناة البحرين – صوت الشعب
جنون العظمة، أو وسواسها، حينما يعيش الفرد وهم الاعتقاد ويبالغ ويغالي في وصف نفسه، فيمنح نفسه صفات استثنائية ويدعي امتلاكه لقابليات عديدة وخارقة للعادة… وكلها وهم..
ينطوي هذا المرض غالبًا على مشاعر وأفكار ناتجة عن القلق والخوف والاضطهاد والتهديد أو التآمر، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية أو الذهانية ( العقلية )
لم تهدأ مساعي عاهل البلاد، الملك لا الأمير، منذ أن تسلم حكم بلادنا خلفًا لوالده المقبور، لتعبئة اسمه ونفخه، فمن الأمير إلى الملك، ثم ” صاحب الجلالة المفدى” قبل أن يطلب بمناداته المعظم.. لعله حسب أن العظمة بالألقاب والأسماء…
ولعله قد رأى أن تعداد وكم ونوع الدماء التي يكرعها ويُغرق جسده المترهل فيها ستمنحه الشباب وحياة الخلد وعظمة الكيان والمكان، فتقلّد بمساعي وطباع اسطورة الكونتيسة باثوري، ملكة المجر وسلوفاكيا وبولندا في العصور الوسطى، واستحب لنفسه الدم وأحلّه لها إرضاءً لجنون العظمة الممتلئة فيه ذاتُه.
ولعله حسب تعداد المضطهدين في السجون، وتعداد سلخات السياط، وتعداد الدموع، وتعداد المجنسين، والخائنين، وتعداد المصافحات مع أعداء الدين والأمة سيحطم الأرقام القياسية له لتمنحه المركز الأول بين العظماء..
أو ظنّ أن تحويل الجزيرة الصغيرة المستلقية في مياه الخليج إلى مرتعٍ للمرتزقة والصهاينة وكلّ ما يُحسب بحساب القذارة في هذه المعمورة، وجعل البلاد الصغيرة سجنًا عظيمًا لكل أصحاب البلاد، هو إنجاز بحد ذاته…
على كل حال، وبالتغاضي عن كل ما ظنه وما سيظنه معظم البلاد المنفوخ، فاليقين بأن كل من يشكّلون شاكلته “عِظام”، عظام نخرة يا جلالة المعظم، كلكم مجرد عظام…
كلكم بالحرف، إذ لم يقتصر هوس العظمة على الرأس ” المعظمة”، بل انتقلت العدوى إلى الأبناء وسائر السلالة، فأصغرهم يحمل من النياشين والأوسمة ما لا يحمله ضباط ممن لهم في السلك العسكري لعقود، وله ألقابٌ وبطولات رياضية عجز عنها رياضيّو القُطر، وأكبرهم تمادى في سعيه لتحقيق الرقم القياسي في الخيانة فصافح أكثر الكفوف نجاسة، وارتمى بشباك الصهيونية.. وأوسطهم خالد تداولت أخبار ترويجه للمخدرات وتعاطيها بعد إصابته بأمراض نفسية… وكلهم، كلهم، نوابغ هذا العصر ومعجزات البلاط الحاكم وفلتات الزمان..
كلهم “عِظام”…
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻