الإنتخابات؛ إما كرامة تنصفك أو ذل يظلمك
قناة البحرين – صوت الشعب
الحديث عن الإنتخابات في البحرين ذو شجن، وبوصلة الشعب وفصل الخطاب آية الله قاسم وضع النقاط على الحروف ببضعة كلمات توّجه كل فرد حر عاقل لاختيار مصيره، ومخيّرٌ البحريني بين أن يعطي أمانة صوته وحياته من أجل إنصاف حقوقه وحل المشكلات المُبتلى بها الشعب في هذا الوطن الجريح، أو أن يظلم نفسه ويحكم قبضة المُعظّم وحكمهُ الإستبدادي ويُساير استحمارهم ويعيش الغفلة وكأنَّهُ لم يتعلم من لسعات هذه السنوات الطوال المريرة!!
آية الله قاسم حين يتحدث عن أمر تكون كلمتهُ هي فصل الخطاب، لا تكون كلمة تحريضية كما يثير البعض أمثال هذه الخزعبلات، بل إن هذا الرجل بعدد سنيّ عمره المخضرمة في السياسة وبياض لحيته ؛ قلبهُ لا ينبض إلا خوفًا على هذا الوطن، ولا يُثقلهُ هم أكثر من هموم شعبه، كل قائد حكيم يتكئ على المنهج الإلهي لا يقبل بالظلم، ولا بإهانة الإنسان أيًّا كان، ولن يكون للظالم عونًا، وللمظلوم خصمًا، كلفهُ هذا ما كلّف، هذه مسؤولية عظيمة، وفيها حقوق شعب بسنّتهِ وشيعته..
والعاقل يحكم:
في أرض أوال عشنا طفولة تخافُ من السقف الآيل للسقوط، وجدران مُتهالكة يتناثر ترابها مع أرقّ هبّة ريح، ولم نجد صوتًا يوصل صوت رعبنا الصغير ومثّلَ أوجاعنا لينصفنا وزير الإسكان الذي يُخلِّل طلب الإسكان حتى نصبح نحن أباءً وأباؤنا أجدادًا، وتُعاد الحكاية وهكذا دواليك!
نبحثُ عن قطعة تكسو أبداننا، وكسرة خبز تسد رمقنا، وحقيبة مدرسية تحمل أحلامنا بوطن سامٍ حُر ومتقدّم، وينام والدنا بدمعة قلقة على حاضرنا ومستقبلنا، ونجتهد حتى لا نُحرم من الدراسة الجامعية لعلنا نحصل على بعثة أو منحة، وعند تخرجنا يلفظنا الوطن، ويمنح الوظائف الراقية الأجنبي الأقل منا خبرة ومعدم الوفاء والولاء للوطن! ونحنُ!؟ نعم نحنُ لم يحتضنا سوى شارع الشباب الذي علّق عليه “أحدهم” اللافتة استهزاءً بيوم الشباب، لنجلس على الرصيف لبيع الماء فنجني دينارًا نقتات منه!
تعلمنا في المدرسة أن دستور الوطن يقر لنا بحقوق، وعلينا واجبات، وأن حرية الرأي مكفولة، وظلمنا معدوم.. لاحقًا سُلبنا حقوقنا، وطالبنا بها بحرية الرأي تلك، فأصبحَ والداي معتقلَين، شقيقي شهيد، وعمي مُبعد، وكل صاحب صوت حر وكرامة لا يقبل بالمهانة لهُ نصيب من هذا، رجلًا كان أو إمرأة، طفلًا أم كهلًا، فالكل هنا سيّان، وأصبحتُ اليوم أنا بلا هوية فقط لأن والدي طالب بحقوقنا..
والهوية في بلادي كما اللعبة تُهدى للأجنبي مع كامل الحقوق، وفوقها كرامة وعزَّة تجعلهُ يسحق كرامتنا وعزتنا! وأنا محروم منها ومن حق التعليم، والعلاج، وحتى الحياة والأمان.
نعم في البحرين نملك مجلسًا نيابيًّا ولكننا لا نملك فيه من يُمثّل صوتنا كشعب، بل لا يضم إلا من يُصفق إلى استبداد الحاكم المُعظّم ولكل قرار يقصم ظهر المواطن ويسلب الفلس الباقي في جيبه، وكل ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن لا نرى لهم صوتًا معه، بل ضده!
أيستحق كل هذا أن نسترخص أمانة أصواتنا ونعطيه لمن يزيد قبضة الخناق على رقابنا لتقتل ما بقى منا؟! نعطيه لمن لا يعرف معنى الأمانة والصدق ومعاناة الشعب؟! نعطيه لمن لا ينصف حق المعتقلين المطالبين من جرمهم بالمطالبة بحقوقهم ولا بحق الدماء التي سُفكت ظلمًا وجورا؟!
إما انتخاب يحل مشكلات الشعب والوطن، وإما لا مكان للمزيد من الاستغفال والذل والظلم، وصوتك من يُحدد مصيرك.
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻