3 سنوات منذ أن رأى الأب ابنتيه…. المعتقل سجاد العلوي يلتقي بابنتيه من خلف الزجاج الحاجز في سجن جو
قناة البحرين – صوت الشعب
خلف القضبان الصدئة وجدران المهترئة في سجن جو القابض على أنفاس قاطِنيه، أحلام أطفال وآمال مقيّدة، زمنٌ معلّق، كل شيء في الخارج ينمو ويتحرك ويشتدّ عوده، أمّا خلف أسوار جَو وجدرانه المشيّدة بُعدٌ آخر، تتجمد هناك العقارب ويرمي الزمن الواقف بثقله كلّه على كاهِلي المعتقل، إذ تغيب عن أنظار الأبناء هناك صور آبائهم فلا يعرفونهم، ولا يألف الأب طفله الذي كبر وترعرع وشبّ في فترة الاعتقال، ويشيخ الأب على عتبة البناء، وتتسع الهوّة العميقة في صدور المشتاقين.
إحدى القصص المفعمة بفرط من الحنين قصّة الشاب سجاد العلوي، المحكوم بالسجن لـ 10 أعوام في سجن جو المركزي، التي جرت منذ يومين في زيارة أهله مع ابنتيه له. يقول والده الدكتور عباس العلوي بأن هذه أول مرة تزوراه ابنتاه منذ ٢٠١٩ وأول مرة يراهما منذ ذلك التاريخ.
” الدهشة التي أصابته كبيرة وكذلك ابنتاه، فقد تفاجأ بأنهما قد كبرتا، طلب منهما الوقوف ليراهما، ثم ظل يتحدث معهما طيلة الزيارة وهما تتحدثان معه.”
يضيف والد سجاد:” كنت أنا وأم سجاد نراقب الوضع في بهجة لما نراه من تفاعل الثلاثة واللهفة التي ظهرت عليهم، حتى أننا لم نستلم السماعة إلا في الوداع عندما جاء الموظف وقال: بقي دقيقة واحدة. “
وفي السياق يقول :” الحاجز الزجاجي الذي لم يكن موجودا سابقا قد نكد علينا، فلو لم يكن موجودا لكنا على الأقل نسمع ما يدور بين الأب وابنتيه ونشاركهما؛ إذ لكل كبينة سماعتان، ولأمكنه ولو مصافحتنا ومصافحتهما..”
أما عند انتهاء الزيارة، فقد ألح سجاد” على ابنتيه أن تحضرا في الزيارة القادمة، وعصرا، اتصل يعتذر لأمه عن ذهوله عنا واندماجه مع ابنتيه، قالت له بالعكس هذا ما نريده،ونحن كما قال أبوك مرافقان للبنتين،ويكفينا تكرُر اتصالك لنا..البنتان رجعتا والدنيا لا تسعمها لشدة البهجة والفرح برؤية أبيهما مباشرة والحديث معه “
كم طفلًا اشتدّ عوده دون أن يلقى أباه.. وكم ظلامة يرويها المعتقلون وأبناؤهم من فقد وحرمان..
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻