طلب الدعم من أمريكا لإصلاح الوضع في البحرين: البعد الأخلاقي والمعطيات الواقعية (الجزء الأول) :موقفنا من أمريكا انطلاقا من أحداث المنطقة
قناة البحرين – صوت الشعب
مقال لمدير قناة البحرين المهندس عبدالإله الماحوزي
من الاشكاليات التي تواجه المعارضة في البحرين النظرة والموقف من السياسة الأمريكية: فهناك من ينظر اليها كداعم للسلام والأمن، يمكن أن نأمل منها لدعم الاصلاح وصون الحقوق في البحرين، وهناك من ينظر للسياسة الامريكية على أنها داعمة للإرهاب ولزعزعة الاستقرار وداعمة للاستبداد في البحرين والعالم.
يبرز هذا التناقض عادة مع كل زيارة لمسؤول أمريكي للبحرين أو دول الخليج، والتي كان آخرها زيارة بايدن للمملكة السعودية ولقاؤه الملك السعودي وولي العهد، ومشاركة عدد من قادة دول عربية في المناسبة.. لذا من المهم أن نستعرض موقف أمريكا بموضوعية، علّنا نصل الى الموقف السياسي والأخلاقي الأصلح في التعاطي معها.
أولًا – التعاطي مع الادارة الامريكية انطلاقا من أحداث المنطقة :
إن مجموعة أزمات في المنطقة، ماضيًا وحاضرًا، تجعلنا نعيد صياغة الخطاب والتعامل مع الادارة الامريكية، وهنا نتساءل، هل من المقبول سياسيًّا أن ندعو تلك الجهة التي دمرت سوريا، كما دمّرت اليمن، وتسببت بجرح وقتل الملايين؟ هل نأمل ممن قام بهذه الجرائم أو أشرف عليها موقفًا يدعم ويسعى للإصلاح وصون الحقوق في البحرين؟
أمريكا، المتغنية بحقوق الانسان، والتي تبيع للسعودية أسلحة بمليارات الدولارات، في الوقت الذي تعتبر السعودية فيه أسوأ دولة على مستوى انتهاكها لحقوق الانسان في الداخل السعودي، وفي حروبها المدمرة في اليمن مباشرة، وسوريا بالوكالة، وتدخلها العسكري في البحرين.. هل هذه إدارة يعول عليها أن تدعم حقوق الانسان في البحرين وتقدمها على مصالحها وخزينتها؟
وإذا انتقلنا الى قضية المسلمين الأولى والأساسية، التي يراد منا كشعوب أن نجعلها في آخر اهتماماتنا، فما هو موقف الإدارة الامريكية من الكيان الإسرائيلي المحتل الذي يقتل في كل يوم الشعب الفلسطيني ويدمر بيوته ويستبيح الأقصى الشريف؟ كيف لنا ان نطالبهم بدعم حقوقي وإصلاحي، وهم ذاتهم يدعمون العدو الإسرائيلي، سياسيًّا وماديًّا ومعنويًّا وإعلاميًّا، لسحق الشعب الفلسطيني، الذي يطالب بحق تقرير المصير واستعادة تراب ارضه.
هل في ذلك تطبيق لقول الرسول (ص): “مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى”؟
هل ننسى حرب العدو الاسرائيلي على لبنان في 2006، بغطاء وبطلب أمريكي؟ هل ننسى في البحرين، أو نتناسى، كل إرهابه وعدوانه على إخواننا وأحبتنا وأشقائنا في البلدان العربية والاسلامية لنتصور أننا نعيش في دولة خارج إطار الكرة الارضية وفي كوكب آخر مستقل؟
لا يمكن فصل ما يجري في سوريا واليمن والعراق وفلسطين وغيرها عما يجري في البحرين، القضايا كلها متشابكة، ومسببها واحد، والداعم لها واحد، والمستفيد منها محور واحد: أمريكا والكيان الإسرائيلي المحتل وأنظمة الضلال العربي بقيادة السعودية.
أيُّ موقف حاسم، في ما يخص تدارك انتهاك حقوق الإنسان في البحرين أو أي دولة أخرى، يُنتظر من كيان يتبنى نهجًا عدائيًّا لكل ما يتصل بحقوق الشعوب وحريتها واستقلالها؟ أليس طلب السلام أو الأمل من أمريكا ينكس الرؤوس خجلًا أمام الضمير وأمام شعوب أمتنا العربية والإسلامية، فضلا عن عدم واقعيته؟
يُتبَع…
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻