طلب الدعم من أمريكا لإصلاح الوضع في البحرين: البعد الأخلاقي والمعطيات الواقعية (الجزء الثالث) : البحرين.. المرفأ الأميركي الأكثر ازدحامًا
قناة البحرين – صوت الشعب
مقال لمدير قناة البحرين المهندس عبدالإله الماحوزي
استُعرض في الجزء السابق من المقال البعد الأخلاقي والمعطيات الواقعية لصحة طلب الدعم من أمريكا من أجل إصلاح الوضع في البحرين انطلاقًا من الوجود الأمريكي في البحرين. وتعدّ صحة الطلب المذكور آنفًا وواقعيته من الاشكاليات التي تواجه المعارضة في البحرين، التي تبرز مع كل زيارة لمسؤول أمريكي للبحرين أو دول الخليج، والتي كانت آخرها زيارة بايدن للمملكة السعودية ولقاءه الملك السعودي وولي العهد، ومشاركة عدد من قادة دول عربية في المناسبة.. نخصص في ملف الوجود الأمريكي في البحرين، في هذا الجزء، الجانب البحري، إذ تعدّ البحرين “المرفأ الأميركي الأكثر ازدحامًا” حسب وصف ويليام اركن في كتابه “الأسماء المشفرة”.
يقول أركن في كتابه أنه في العام 2002، تموضعت 185 قطعة بحرية أميركية في البحرين، منها أربع كاسحات ألغام بحرية، ما حوَّل الجزيرة إلى “المرفأ العسكري الأميركي الأكثر ازدحاماً في العالم”. ويضيف الكاتب :” إن الوجود العسكري الأميركي في البحرين حتى أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 كان يقوم على سبعة مرافق عسكرية أميركية بالخالص، وحق استخدام مئة وعشرة مرافق عسكرية بحرينية”.
وأما ميناء سلمان البحري، فمهمته لوجستية بالكامل، لتهجع فيه السفن الحربية وتتزود بالوقود. ويعتبر مطار البحرين الدولي في المحرق منفذًا رئيسًا للحركة العسكرية الأميركية، وبالنسبة إلى قاعدة الشيخ عيسى الجوية، فهي الحقل الجوي الأميركي الرئيسي في الجزيرة، وتستضيف حاليًّا طائرات الاستطلاع والمخابرات الأميركية بشكل أساسي، على ذمة وليام أركِن.
وتبلغ المبيعات العسكرية الأميركية للبحرين حتى عام 2017 حوالي 22 مليار دولار، وتضم طائرات إف-16 معدلة ومروحيات كوبرا وأباتشي ودبابات M60A3 ونظام رادارTPS – 59.
تعطي “اتفاقية التعاون الدفاعي” أميركا حق استخدام المرافق العسكرية البحرينية وحق تخزين العتاد مسبقاً في الجزيرة على سبيل الاحتياط.
ويضيف مركز ستراتفور للدّراسات الاستراتيجية بأن الولايات المتحدة قد حافظت ” على قاعدة بحرية في البحرين منذ العام 1947، كما يتمركز الأسطول الأمريكي الخامس فيها منذ العام 1995، جنبًا إلى جنب مع عدد من القوات الأمريكية البحرية الأخرى. واستخدمت الولايات المتحدة مرافق في البحرين، أثناء إجرائها عددًا من العمليات، بما في ذلك عملياتها في العراق وأفغانستان”
فهل أمريكا مستعدة أن تضحي بحليفها الذي باع البحرين واستقلاله وجعله رهن إرادتها بمشاركته في حروبها المدمرة على البلدان الإسلامية، بحيث تستغله وقتما تشاء وكيفما تشاء، من اجل حقوق شعب يطالب بالاستقلال؟ وللوقوف مع قضايا شعوب أمته العربية والإسلامية؟
هل بعد تبيان وجود القاعدة الامريكية والاسطول الامريكي الخامس الذي شارك في حروب تدمير واحتلال لدول اسلامية اقل ارهابا من ارهاب آل خليفة المتمثل بالاعتقال والسجن وسحق الحريات، يمكننا أن نطالب هذه الادارة، المهتمة بحقوق الدولار، بدعم الحريات وحقوق الإنسان؟!..
يُتبَع..
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻