اضطراب صحف النظام الصّفراء؛ ” سلام يا مهدي” ذخيرة شعب أعزل تؤرق جلّاديه!
قناة البحرين – صوت الشعب
لم يلبث النظام البحريني، بعد قمعه ومنعه فعاليات الأنشودة الدينية الرائجة عالميًّا، إلّا أن جنّد أقلامه وصحفه الصفراء لتبرّر عنجهيّته التعسفية في كتم حريات التعبير والرأي والعقيدة.. النظام الذي يحاول زجّ اسم ايران في كل شاردةٍ وواردة تطرأ في البحرين إن لم تأت على هوى ملك البحرين وحكومته، والذي يسعى “لأيرنة” كل متحرّك في هذه البلاد فيتّهمه بالعمالة ويجعل الجمهورية كيانًا ” يروم العبث بالنسيج الاجتماعي العربي”.
ففي مقالٍ في صحيفة الأيام التابعة للبلاط، استهلّ عثمان الماجد مقالًا له بعنوان “سلام فرمانده” محاولًا إبعاد تهم الخطاب الطائفي عنه، ليتعيّن على القارئ أن كاتب المقال ينتقد، حسبما ادّعى، ” توجّهًا إيرانيًا مُوغلاً في العصبية المذهبية “، وأنه يفضح ” سياسات دولة ثيوقراطية استبدادية عدوانية وضعت نصب العين إلحاق أكبر الأذى بوحدة النسيج الاجتماعي لجوارها العربي بناءً على سردية عنصرية مُوغلة في القدم يؤمن أصحابها بتفوق العرق الفارسي على غيره من الأعراق.”
لا نقف في مقالنا هذا على الدفاع عن الجمهورية الايرانية أو عدمه، فالنظام المطبعُ حليفُ الكيان، لا عجب من أن أقلامه تبخّ سمها لخدمة وإشباع حقد “اسرائيل”، التي تخشى، في كل ما تخشاه، قوة وقدرة الجمهورية في ذاتها.
حبّ آل البيت انسلاخ عن الهوية العربية، بينما احتضان الصّهاينة ترسيخ لأسسها!
شبك مثقّف البلاط عثمان الماجد النشيد الديني المُراد منه تعريف وتثقيف وتوعية الأطفال، عقائديًّا، بإمامهم المنتظر، بثورة الخميني، وبأنه ” يستهدف بسطاء الناس ويشجّع من لعب على وتر بساطة هؤلاء الناس في السنوات التي أعقبت ثورة الخميني على الاستمرار في تعميق الهوة بين المكونات الاجتماعية”.
الذي لا يفقهه الماجد أن نشيدًا مثل هذا، لم يقدّم أو يؤخر في عقيدة الشريحة الكبرى في البحرين الدينية، أوّلًا، سوى أنها توجهت للأطفال كواحدة من السبل، التي لطالما وُجِدت، لهذه الفئات العمرية، وليس الغرض منها ” إلحاق الأذى بالنسيج المجتمعي”، أو” سلخ المجتمعات من هويتها الوطنية ومنها الهوية العربية”، فمنذ متى كان اعتناق دينٍ أو مذهبٍ يضرّ بهويّة وطن؟ بل هل للبحرين هويّة أخرى يجدر أن تتحلّى بها غير الهوية الاسلامية الاصيلة – دون تفرقة بين المذاهب؟ وهل استقبال اليهود المنحرفين والصهاينة في البلاد يعدّ ترسيخًا لهوية البحرين العربية؟ هل التنسيق مع السفارة الأمريكية من أجل “دعم حقوق الشواذ ” ثباتٌ على قيم البلاد والإسلام الأصيلة؟
جنون عظمة حمد بن عيسى يتجلّى مجدّدًا :
لم تمنع دولةٌ في العالم، منها الجارة ” الكويت” ، ومرجعيّة النظام البحريني “بريطانيا”، من إقامة هكذا فعاليات، إذ أنها لا تمسّ المنحى السياسي في الوطن أكثر مما تمس الديني منه، فهل يعتقد حمد بن عيسى، حاكم الأرخبيل الصغير المسترخي في أحضان الخليج، والمشبع بالظلامات، أنه بفعلته أحبط مخطّطًا إرهابيًّا سعت له ايران منذ عقود، وأفشل “جهود المتعصّبين لفكرة ولاية الفقيه” في توظيف “براءة أطفال البيئة الشيعية” في ” صنيعهم الإجرامي ” ؟
ههنا تتجلّى فخفخة ملك البحرين مجدّدًا وتعجرفه، بالون الخليج المنفوخ والفارغ، المعظِّم لشأنه، عبدُ أمريكا والكيان اللقيط المأمور الذي لا يوزَن له وزنٌ في الصراعات الاقليمية..
معركة كربلاء بين الامام الحسين عليه السلام، سبط رسول الإسلام محمد، ويزيد الطاغية، لم ولن يطوِها التاريخ :
ولعلّ ما تتّجه له سذاجة تحليل مثقفي البلاط الشكُّ في فطرة أطفالنا وبراءتهم السليمة وقلوبهم النقية من كل شائبة، أطفالنا المفجوع معظمهم بذويهم من معتقلين، ملاحقين، مهجّرين وشهداء، والذين ينظرون للمخلّص وينتظرونه انتظارَ مؤمِّلٍ لإعادة ما سلبه منهم نظام بلادهم الحاكم، البربري، الباطش والمتعسف، سالب الحقوق والحريات، فتحلِّل أثر هذا النشيد في نفوسهم، إذ يذكر الماجد في المقال ” ولعلهم لا يعلمون لبكائهم سببًا مثلما لا يدركون ما تستهدفه إيران من وراء هذا النشيد ومن وراء الزج بهم عنصرًا تأثيريًا مهمًا يتضافر مع النشيد بوقعه الموسيقي في تهييج المشاعر وإلهاب الحماس وخلق التعبئة العامّة والجهوزية والاستعداد والحضور لمهمة استكمال معركة طواها التاريخ وجرت قبل أكثر من 1400 عام بين الحسين ويزيد.”
1400 عامٍ مرّت على حزّ نحر سبط رسول الله ظُلمًا، وسبي نسائه قسرًا، وتلويع أكباد أطفاله عطشًا وجوعًا.. إلّا أن فاجعة أهل بيت رسول الله لم تُطوَ عبر التاريخ، فالناظر في الحقبة الممتدة بين عام 61 للهجرة وعام 1443 الهجري، أي حتى لحظة كتابة هذه السطور، يُرى نماذج من” يزيد ” ممتدة عبر العصور، فأينما حل ظالمٌ، نعِت بصفة يزيد، وأينما حلّ يزيد وجبت مقارعته. ظلمُ البرابرة للمستضعفين سعيًّا لإخماد شغلة الحسين في قلوبهم يؤجّج نار تلك الثورة، وبطش الرعاع المستمر اضرم لهيب الثبات على تلك الولاية..
صدق رسول الله (ص) حين قال : ” إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (علیه السلام) حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً ” وصدقت ابنة بنت رسول الله (ص) حينما واجهت الطاغية يزيد بقول : ” فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها “…
” إنها أسلِحةٌ مُحكمٌ إعدادُها” :
يغيبُ، أو يُتجاهل، عن فكر أقلام البلاط وطباليه حقيقة أنّ بطش نظامهم سبق بعقود ثورة الإمام الخميني العام 1979 م، ولا علاقة لثورة الخميني بتأجيج الحراك البحريني أو عدمه، فعودةً إلى ما بعد خروج الاستعمار البريطاني، راعي النظام الحاكم في البحرين، عام 1971، والشهادات والظلامات التي سبقتها على يد الاستعمار البريطاني والرجعية الحاكمة، إلى الانتفاضة العمالية عام 1972 ومن ثمة انتخابات المجلس التأسيسي والمجلس الوطني الذي حصل فيه آية الله الشيخ عيسى قاسم على غالبية الأصوات الشعبية، يليه الشيخ عبدالأمير الجمري، في العام 1973، ووضع دستور العام 1973، الذي لم يلبث النظام أن أجهضها، أولى محاولات تأسيس نظام ديمقراطي في البلاد، فحل المجلس الوطني وعلق العمل بالدستور عام 1975، وبدأ بتطبيق قانون أمن الدولة سيء الصيت الذي أفضى لعدد من الشهداء، وألقى بظلامه الدامس على البلاد منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا.. فلم تحقق منه المطالب، ولم تُراعَ فيه الحريات والحقوق..
ورغم بطش آل خليفة الممتد، منذ ما قبل ثورة الامام الخميني، حتى هذا اليوم، ووحدة المطالب التي حملها الشعب البحريني معه عبر محطّات عديدة، وصولًا إلى ثورة الحادي عشر من فبراير عام 2011 وما بعدها، إلا أنّه يحلو لطبّالي النظام وأقلامه المستأجرة الرخيصة أن تجعل من الثورة الاسلامية شماعةً يُعلّق عليها كل ما يأتي ضد أهواء الحاكم المتغطرس..
ويأتي، بكل ثقته العارمة، قلمٌ أجير لينعت أنشودة دينية موجّهةً للأطفال بأنه سلاحٌ محكم الإعداد ، فيقول محذّرًا من “عدم الوقوع في فخ تتفيهها ونشرها؛ لأنّها أسلحة أُحكم إعدادها، ودُبّر أمر نشرها باختيار دقيق للعقول التي ستستهدفها والتي سيكون أصحابها من بسطاء الناس وعامتهم- مع الأسف- حطبًا للمعارك التي تعتزم إيران وعملاؤها إشعال نيرانها، ولعلها بدأت فعلاً فيها بشكل ناعم يحشد الأنصار والمتعاطفين نشيدًا ورسمًا وأخبارًا استعدادًا – لا قدّر الله – للنفير العظيم “..
منع إقامة فعاليات ” سلام يا مهدي” ليس الانتهاك الاول..
لا يخفى على أيٍّ من معايشي الواقع البحريني، أو المطّلعين عليه، أن استهداف النظام البحريني للشعائر الدينية ديدنٌ يستسيغه حاكمو البحرين، من إزالة للمظاهر الدينية، كالسواد أيام عاشوراء أو زينة الموالد المباركة، وحرمانٍ من إقامة الفعاليات الدينية، أحدها ما أقدم عليه منذ عامين من محاولات لمنع إقامة مجالس العزاء بحجة فيروس كورونا، واعتقال المشاركين في المجالس والمسيرات، والتنكيل بالمعتقلين السياسيين الذين يحيون الشعائر الدينية خلف القضبان، من تهديد بالتعذيب، حرمان من الاتصال والتواصل مع الأهل، حرمانهم من الزيارات، اقتيادهم للسجن الانفرادي.. إضافةً إلى منع الحملات والزيارات إلى المراقد المقدسة في كل من العراق وإيران وسوريا، ومحاسبة المسافرين بغلظة ” على نواياهم” إن أرادوا الوصول ” بالترانزيت” إلى البلاد المذكورة آنفًا…
▪️هم يخافون حتى اسمَك..
هو واحدٌ من شتى الانتهاكات التي عانى منها البحرينيون لعقود، سلسلة الانتهاكات التي طالت كل تفاصيل حياة المواطن البحريني، فتارةً، يُحاسب على إحيائه شعيرة، وتارةً لأن لبيعه الماء على قارعة الطريق بعدما ضاقت به السبل، أو لأنه نوى السفر لدولة ما في هذه الأرض وشُك في نواياه، أو لأن أحد أنسابه حوكِم ظُلمًا او استشهد ظُلمًا في إحدى استهدافات النظام العشوائية الباطشة، أو لمجرد اسمه، اسمُه فقط وكُنيتُه قد يحملان عليه النوائب..
دون أسباب أو مسوغات، طالما أنك وُجِدت على هذه الأرض وفي حدود هذه الجزيرة، فإن ملكها الذي حكم آباؤه البلاد يدا بيد مع المستعمر البريطاني، والذي يرمي بالبلاد في فوهة الصهيونية، خائن عروبته ودينه، إن امتلك منهما عِرق، ستجده كالممسوس الخائف، يخاف اسمك، صوتك، دينك، يخاف من ضحكات أطفالك، يخاف من لباسك الأسود، يخاف من الاناشيد والرايات، يخاف من المعتقلين مُنهكي الحال إن أنشدوا شِعرًا لإمام أو ردّدوا لحن الدعاء.. يخاف من صلاتك وقيامك.. من يحارب، هذا المتجبّر المعظِّم من شأنه، يا تُرى؟
🔷 لمتابعة حساباتنا👇🏻
