تغلغل أمريكي في البلادوزير الخارجية يجتمع بالسفير الأمريكي، وبنو البلاد يُضطهدون بذرائع العمالة
كما هي العادة، تتوغّل السياسات الأمريكية في تفاصيل الحكم العالمي سعيًا لمصالحها الإقليمية والعالمية، في ظلّ استحماق الحكام العرب وفتحهم أبواب البلاد بمصراعيها لهذا الاحتلال الذي ما فتئ يجعل الأوطان في تآكل خطير مستمرّ لا بد أن يتدارك. فأمريكا التي لا تدع حجرا على حاله أينما داست أقدامها، تتحرك بثقة وبجاحة يقل نظيرهما نتيجة خنوع المسؤولين والأنظمة الساعين لكسب رضا أمريكا وإسرائيل لا سواهما. لعلّ آخر ما أُقدِم عليه استقبال وزير الخارجية البحريني للسفير الأمريكي في البلاد “ستيفن بوندي” في وقتٍ يُجرَّم فيه أبناءُ البلد ويعاقبون بتُهم العمالة دون دليل، وتُحظر فيه الجمعيات السياسية من الاتصال ببعثات دبلوماسية أجنبية.ما تغنى به السفير الأمريكي “ستيفن بوندي” في لقائه الأخير مع وزير الخارجية المطبع “عبداللطيف الزياني”، حاضن الصهاينة وأحد كبار عرّابي الاحتلال الإسرائيلي للبحرين، ظاهرًا في بحث العلاقات المشتركة والشراكة الاستراتيجية، وتدارس سبل تكثيف التعاون بين البحرين والولايات…بينما، ضمنيًّا، يحمل الكثير من المغالطات والمراوغات والتشدّق والتلاعب بحقوق الشعوب. ونظرةٌ موضوعية إلى تاريخ البلاد والتواجد الأمريكي فيها وفي المنطقة يعطي طابعًا حازمًا أن تلك علاقات رسمية استغرقت زمنا طويلًا من الوجود العسكري، ليكون بداية تسلم الأمريكيّين البحرينَ على طبق من ذهب، ومن ثم شرعنة الاحتلال دون قيد ولا شرط، ودون حدٍّ يُذكر.يأتي ذلك الاجتماع مسبوقًا بإصدار مكتب شؤون الجمعيّات السياسيّة في وزارة العدل والشّؤون الإسلاميّة البحرينيّة، تعميمًا يحظر على الجمعيات السياسية أيّ اتصالٍ “بالتنظيمات السياسيّة الأجنبيّة، كبعثات التمثيل الدبلوماسيّ أو القنصليات الأجنبيّة أو ممثّلي الحكومات الأجنبيّة لدى البحرين، يتطلّب تنسيقًا مع وزارة الخارجيّة، وإخطارها بموعد اللقاء قبل ثلاثة أيام على الأقل”، هذا بينما لا يزال فرضُ الأمريكي نفسه مؤخّرًا، وفي ظاهرة غير مسبوقة، وسط الفعاليات الدينية في البحرين خلال عشرة محرّم الحرام الأخيرة موضع بلبلة وتحليلات عديدة، مع عدم ممانعة السلطات هذا الوجود، بل ودعمه هو ونظيره الصهيوني الذي لا يقل جرأة، ومقابلتهما بتلك الإبتسامات البلهاء على وجوه مسؤولي حكومة التطبيع. هنا نِظام بوليسيٌّ يعمل على قمع الشعب وسلب حقوقه تحت حجج الحفاظ على الأمن والسيادة، ويخل بأمن البلاد والمنطقة. وما يواجهه شعب البحرين من ظلم واضطهاد برسم التآمر الأمريكي تحت رعاية هذه الاستقبالات المرنة المتناولة لشؤون البلاد والعباد الداخلية، في وقتٍ يُعتقل فيه العشرات من أبناء هذا الشعب، أبرزهم أمين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية سماحة الشيخ علي سلمان، بتهمة التخابر والعمالة مع دولةٍ عربية – قطر – وآخرون بتهم التعامل مع الجمهورية الاسلامية حينًا، وتيارات المقا/ومة المناهضة للاستكبار الأمريكي في مختلف الدول، هي تهمٌ واهية، مغلوطة ومفبركة. العجيب في الأمر أن وزير الداخلية “راشد بن عبدالله آل خليفة” كان قد اتّهم السفير الأمريكي “بوندي”، في فبراير من العام الجاري، بالتّدخل في شؤون البلاد الداخليّة، بعد لقائه عددًا من ممثلي جمعيّاتٍ بحرينيّة، معتبرًا التواصل وبحث الشّؤون الداخليّة البحرينيّة مع جهةٍ خارجيّة، وإثارة مغالطات وشكاوى فئويّة، يمثّل وجهات نظر الشخصيّة، ولا يعكس الإجماع الوطنيّ كما حسبه إضرارًا بمتطلّبات السّلم الأهليّ، وإتاحة فرصة لأطرافٍ خارجيّة بالتدخّل في الشؤون الداخليّة للمملكة. هذا رأي جلّاد “القلعة”، إنما مناقشة سبل تكثيف أوجه التعاون والتنسيق المشترك يعتبر مدعاةً للفخر والإعلان لدى حكومة التطبيع..من الواضح أن العلاقات الأمريكية مع النظام المطبع لها أوجه عديدة، أساسه إقصاء المناضلين من أبناء هذا الشعب وإضرارهم، بالرصاص والقتـ/ـل والاعتقال، من أجل انجاح مشروع الاحتلال الصهيو أمريكي والتمكّن من التواجد المشروع في البلاد. آن للمعنيين إدراك أن الأمريكيين لا يبحثون إلا عن مصالحهم، ويسعون لإعاثة الفساد والخراب بإجراءات علينة وسرية، والتحكم بشؤون البلاد من أعلى رأس الهرم حتى قعور السجون والمعتقلات.. فأيّ التوجّهات يُرجى؟ السير الأعمى خلف أقدام أمريكا؟ أم المناهضة ضد الاستعمار والاحتلال الواضح جهارًا ولو بموقفٍ شريف؟
– – لمتابعة جميع حساباتنا